شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 13)
- المحتوى
-
صيري جرس حصحح
العالم يختارونه. وكذلك السماح لهم بالعودة الى وطنهمء اذا خاب أملهم في بلدان الهجرة وقرروا
العوبدة؛ اي تماماً كما يتصرف معظم دول العالم في مثل هذه الحالات. واذا تم ذلك. سيتولى المهاجرون
انفسهم التصدي لمؤّامرة التهجير واحباطها. ان هجرة اليهودٍ من روسياء القيصريةٍ او السوفياتية,
مستمرة منذ ما يزيد على قرن:» وان ن كانت تقوى تارة وتخفٌ طوراً ؛ تبعاً للظروف .ودائماً ؛ فضلت اكثرية
اولكك المهاجرين الاتجاه الى اورويا الغربية أو الاميركتين, عدا قلّة منهم اختارت فلسطين:» ثم
اسرائيل . وليس هنالك ما يبرّر الاعتقاد بأن مثل هذه الاتجاهات قد تتغير في المستقبل, اي ان اكثرية
اولئك ستيقى تفضلء في المستقيل» الاتجاه نحو الغربء بدلا من اسرائيل, » عدا قلّة منهم ستلتحق
بالكيان الصهيوني. الآ ان مثل هذه القلة لا تشكلء ولم تشكلء مشكلة؛ فالتكاثر الطبيعي» فقط؛ بين
الفلسطينيين: داخل اسرائيل وفي المناطق المحتلة. كاف للتصدي لهاء والتغلب عليها.
ان مطالية السوفيات بتغيير اجراءاتهم بشآن الهجرة هى اقل ما يمكن عمله ٠ واقل ما ينبغي
عليهم ان يستجييوا له دون ان يعتير ذلك تدخلا في شؤونهم, أو اعتداء على سيادتهم وانتقاصاً من
قدرهم. بل ان العكس هو الصحيح؛ اذ ليس هنالك من فخر في الخضوع للاملاءات الامبريالية
الصهيونية, خصوصاً من قبل دولة توصف بأنها عظمى. واذا كان هنالك اتجاه للالتزام بمواثيق
حقوق الانسانء فليكن الالتزام كامااً وحسب الاصول. ويعكس ذلك يكون الاتحاد لسوفياتي'
للأسفء يساهم في تنفيذ عمل عداثي ضد الفلسطينيين والعرب. كما انه يساعد يذلك على تقوب
اساس سياسته الخاصة يه وموقفه من التسوية في الشرق الاوسط؛ اذ ليس هنالك ما يزيد ف صلف
الاسرائيليين. ويدفعهم نحو المزيد من التطرفء مثل شعورهم بتعاظم موجات الهجرة القادمة اليهم,
على طريق اقامة اسرائيل الكيرى . ولوتم ذلك وارتفع عدد المستوطئين اليهود في فلسطين كثيراً ؛ لتوجب
وضع كافة مشاريع «السلام» المطروحة؛ حالياً »في الدرجء والاستعداد لمواجهة وضع آخر جديد تماماً.
وقد يقال أن هنالك مبالغة ما | في تقويم مسألة هجرة اليهود السوفيات الى اسرائيل؛ وقد يكون هذا
القولء ولو الى حد ماء صحيحاً . فخلال ما يزيد على مئّة عام من النشاط الاستيطاني: لم تتمكن
الصهيونية من توطين اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون يهودي في فلسطين: على الرغم من الجهود
المضنية التي بذلتها في هذا المضمار. والقول, اذ استناداً الى هذا السجلء ان اسرائيل ستستوعب
مليوناً آخر من المهاجرين خلال عقد واحد فقطء, يبدو نوعاً من «التجليط» والتبجح. فمثل هذا العمل
يحتاج الى ملايين الملايين من الدولارات» وكذلك الى .احداث تغييرات جذرية في بنية. الاقتصاد
الاسرائييء لا تقوى اسرائيل عليهاء ولم تستطعء على كل حالء القيام بها خلال عقود مضت. كما ان
مثل هذا الاتجاه نحو الاهتمام بمهاجرين جددء. وصرف _الاموال على. استيعابهم من خلال تجاهل
الاكثرية العددية الفقيرة من اليهوب الشرقيين: قد يفجر ازمات اجتماعية سياسية لا طاقة لاسرائيل
عليها. وييدوء لذلكء. ان ادعاءات يعض الدوائر الاسرائيلية حول استعد اذها لاستيعاب اعداد كبيرة
من المهاجرين شبيه بذلك النوع من الادعاء الذي يطلقه بعض العرب وبعض الفلسطينيين في دعوتهم
الى مواجهة أسرائيل ومحاريتها وهم لا يملكون من القوة ما يمكُنهم من ذلك . ولكن ذلك كله ينبغي الا
يحملنا على الاستكانة والهدوء؛ اذ قد تحدث «المعجزة». لسيب او لآخرء ويتم تهجير اعداد كبيرة فعلا
من اليهود السوفيات. وعندها ستعود نزعات التوسع» ومخططاته الى الظهور. ونعودب؛ من حيث ابتد أناء
الى الصراع مع الصهيونية حول معطيات جديدة: ويصبح الماضي «تاريخاً» لا «اعتراض» عليه.
ومن هنا لاينبغي السكوت على ممارسات التهجير هذه؛ لا بالنسبة الى السوفيات: ولا لدى دوائر
الشيطان الاكير» خصوصاً وا ان له الكثيرمن الاتباع في العالم العربي» الذين يفترض ان تكون كلمتهم
«مسموعة» لديه.
١955٠١ ) آذار ( مارس ١ 4 اشُوُون فلسطيزية العدد 1 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4163 (7 views)