شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 17)
- المحتوى
-
محمد الجندي
يظهر ان هذه القوة هي على تناغم تام مع القيادة الاحتكارية الاميركية الصهيونية. لذلك: فان هذا
التشكيل المتطرف الليكودي - العمّالي الاميركي سوف يؤّلفء لزمن غير قصيرء عقبة كبيرة على طريق
السلام. يساعد على ذلك كون الموقف السوفياتي تجاه العالم الثالث عموماًء والشرق الاوسط والقضية
الفلسطينية خصوصاً: أجريت فيه تحوّلات هامّة في المضمون, ٠ وفي الشكلء معاً. لا يزال الاتحاد
السوفياتي يؤيد القضية الفلسطينية طبعاً . ولكن طبيعة التأييد اختلفت: فمشروع بريجينيف لم يلغ
رسمياً؛ ولكن لم يعد له وجود عملي ؛ وأصبحت صيغة «المؤتمر الدولي» متقادمة» وان أثيرت , فبالصيغة
المتقاربة مع الصيغة الاميركية؛ وربما الصيغة الاميركية ذاتها غير واردة. لا شك في ان العربء
والفلسطينيين خصوصاًء بحاجة جوهرية الى دعم الاتحاد السوفياتي؛ وهو الدعم الذي لعب دوراً كبيراً
في حفظ التوازن القلق في المنطقة العربية. ولكن من الضروري ان يفهم المرء ان طبيعة الدعم تغيّيت.
ربما تصريح اسحق رابين: في ١7 كانون الاول ( ديسمبر ) :١1545 حسب أخبار الاذاعات في الثالث
عشر منهء بأن التحؤّلات في اوروبا الشرقية تسهّل الحل السلمي في الشرق الاوسطء يحمل (أي
التصريح) في طياته معنى خطيراً » هو أن أسرائيل أصبحت قادرة على ان تنفرد بالحل على طريقتها في
الشرق الاوسط. واذا ربطنا ذلك بهدف جعل الاردن وطناً للفلسطينيين: فاننا نحصل على احتمال
خطير يتمذل في ان تكون ثمّة نيّة اسرائيلية - اميركية للعمل على تغيير خارطة المنطقة العربية» وفق
مخطط(") اريئيل شارون: مثلاً: في حرب العام 5 د يؤيد ذلك ظهور حملة(' '): موّخراً؛ على الملك
الاردني حسين في الصحافة الاسرائيلية.
ان اخراج النيّة المذكورة» على الرغم من انها موجودة: الى حيّز التنفيذ هو أمر يتعلق بمتغيّرات
عديدة, عربية ودولية. فالمسألة ليست سهلة تماماًء وليست في حكم التطوّر الآلي للأحداث: ولكن يجب
عدم استبعادهاء أو يخفي المرء رأسه في الرمال.
الهام» هناء هى السؤّال ان كان ثمّة أفق لحل القضية الفلسطينية في منحي الصالح الفلسطيني
ضمن مركب الظروف الحالية؟ ان الموقف الاسرائيلي الاميركي لا يدع هامشاً للحل الوسطء ما دام
التطرّف الليكودي - العمّالي يسيطر على الادارة الاسرائيلية» وما دامت الادارة الاميركية تدعم ذلك
التطرف. وهذا الوضع سوف يستمرء في المدى المنظور على الاقل.
وبما ان الهامش للحل الوسط معدوم, أو تقريباً معدومء لا يبقى أمام المرء؛ في الخندق
الفلسطيني» سوى احد حلَّينَ؛ أو سوى حل مركب من الحلين معاً: الاول هو ان يستمر المرء في طرق
باب المجتمع الدولي من اجل المساعدة على ايجاد حل (الاتحاد السوفياتيء اورويا الغربية؛ الامم
المتحدة» الخ)؛ والثاني هو ان يعتمد المرء على الانتفاضة: من اجل انتزاع الدولة الفلسطينية بالقوة.
والحل المركب هو ما تقوم به منظمة التحرير الفلسطينية حالياً ؛ فهي تطرق باب المجتمع الدولي في كل
اتجاه. وتحرص, في الوقت عينه؛ على الانتفاضة, التي ما تزال لديهاء حتماً. مجالات للتصعيد.
لكن لا بدّء هناء من المرور على خطورة ربط الانتفاضة بالطرح المتوارث عن الستينات» والمتعلق
بالكفاح المسلّح.
في الستينات: طرحت سورياء بصورة خاصة: منطلق الكفاح المسلّح وسيلة للتحرير. وقامت
منظمة التحرير الفلسطينية نفسها حينذاك على أساس انها منظمة للكفاح المسلّح. كان الاساس
النظري لذلك يعتمد على التجارب العالمية في التحرر, ومن الجملة تجربتا فيتنام والجزائر. لكن اذا كان
الميداً صحيحاً في بعض الحالاتء وفي ظروف تاريخية معينة» فان صخته تقتضي توفر أمور عديدة,
15 شُوُونُ فلسطيزية العدد 4 ,5١ آذار ( مارس ) ١95٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)