شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 19)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 19)
المحتوى
محمد الجندي
القاسية الى هناكء إمّا عبيداً اصطيدوا اصطياداًء ونقلوا قسراًء وامًا عمَّالَاً هريوا من الجوع في
بلداتهم ؛ والقليل هاجر في ظروف : لخم مية ح سثة.
يستطيع المرء ان يجد في تاريخ العالم حالات لا حصر لها من التشدّت. واذا كان بعض الحالات:
مثل التشتت الشمال ‏ افريقي في فرنساء أو اللبناني في الاميركتين» يحمل معنى موضوعياً. لأنه جرى
في أزمنة حديثة, فان الدياسبورا اليهودية لا تحمل أي معنى موضوعي. لا لأن السبي البابلي لم يقع
فعلاً بالشكل المرويء أو بغيره؛ وانما لأن الربط التاريخي ‏ العنصري بين الطوائف اليهودية في كل
زمان ومكان هو أسطوري ووهمي. فلا يوجد أي «دياسبورا» لليهوب البولونيين» أو الروسء أو اليمنيين,
أى السوريين. ومن الضروري؛ هناء التشديد على أسطورية المعنى الاساسى المقصود
ب «الدياسبورا». وهى الاغتراب عن «ارض الميعاد» و«هيكل سليمان», الخ. لأنه بهذا المعنى لا حياة
للمسلمين من دون مكة:؛ ولا حياة للمسيحيين من دون القدس. كيف يعيش هؤلاء المساكين في
اندونيسيا والصين والهندء وفي أورويا والاميركتين؟ هل يجب ان يتكدّس الجميع في الحجان وفي
فلسطين؟!
اضافة الى ذلكء» تسبّبت الحركة الصهيونية لليهود بتشتّت معاكس من بلدانهم. لقد عانى
المهاجرون اليهود الى فلسطين من عذاب آليم في معسكرات التجميع في أوروباء وفي عمليات الانتقال
الصعبة:» التى ترافقت بالرشوات: وبالمؤامرات على فقراء اليهوب» وفي مسلسل الاستيطان في فلسطين,
حيث تغيّرت طبيعة أعمال الناس؛ فيمكن ان يجد المرء ممثلة ناجحة تحوّلت الى وظيفة حلب الأبقار في
احد الكييوسهات.
الأهمّ من ذلك هو ان المراكز الاستعمارية» الاوروبية في البداية» ثم الاميركية فيما بعد, هي التي
حوّلت الحنين الديني البريء لدى المؤمنين اليهود للحج الى الأماكن المقدسة:؛ الى حركة عنصرية
استيطانية. لقد بدأت الفكرة في نقل اليهود الى فلسطين لدى نابليون الاول؛ ثمٌ ورثت الفكرة انكلترا
بهدف مثلّثء هو خلق مرتكز للتنافس في الشرق الاوسط مع فرنساء وحراسة طريق الهند؛ وخلق طابور
خامس في اوروبا الشرقية؛ الخ.
لكن اذا كانت الدياسبورا اليهودية تستند الى الخرافة: وأدّت الى تطوّرات واحداث مأساوية في
الشرق الاوسطء وفي مناطق أخرى ما يزال العالم يعاني منهاء وربما سيعاني طويلاٌ. فان التشتّت
الفلسطيني هو واقع مؤلم حي؛ يعيشه أغلب الفلسطينيين في الداخلء والخارج» بكل حواسهم
لقد أدَى الاحتلال الصهيوني لفلسطينء في العام 1544 الى تهجير أكثر من مليون فلسطيني:
توزّع أغلبهم على كل البلد ان العربية. ومن بقوا تحت الاحتلال؛ حرموا من أغلب الحقوق» ويعيشون
مواطنين من الدرجة الثانية: فالدولة «يهودية». والآخرون غوييم (أي غرباء). دمرت القرى
الفلسطينية» وبنيت على أنقاضها المستعمرات الصهيونية ( السبي البابلي فعل أقل من ذلك بكثير ) .
في العام /1971» تحدثت الصحف العديدة عن المجازر التي ارتكبت بالأسلحة الحديثة؛ التي لم
يكن يملكها الملك البابلي نيوخذ نصّرء وعن موت الناس الجماعي في سيناء؛ الهجرة بالآلاف عبر نهر
الاردن تنطوي على أعلى درجة من المأساوية. ‎١‏
الادبيات السياسية العربية الأولى» المتعلقة بالاحتلال الصهيوني لفلسطينء كانت تظهر فيها
لهجتان: الاولى مؤلفة من الأنين ومناجاة الضمير. من اجل الانصاف والمساعدة على حل
115٠١ ) ‏آذار ( مارس‎ ,5١ 4 ‏نشؤون فلسطيزية العدد‎ 1١8
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10403 (4 views)