شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 21)
- المحتوى
-
محمد الجندي
بالنسبة الى تلافي العجز الواقعي. بل ان هناك اهتماماً حقيقياً بأمور لا حصر لهاء كبيرة وصغيرة, في
عدد من البلدان العربية» ما عدا الاهتمام بالقضية المتكاملة الفلسطينية العربية؛ وان وجد ثمّة
اهتمام؛ فلا بِدٌّ من ان تحيط به علامات استفهام عديدة.
ان العجز متعدد الجانب هو واقع؛ وعلاقة بعض الادارات العربية الاقتصادية السياسية
بالمراكز الرأسمالية الدولية هي واقع أيضاًء ويفرض ذلك لدى هذه الادارات الكثير من المواقف
المتناقضة: التي يفرض بعضها ضغط الرأي العام العربي, وهذا ما يظهر على السطح؛ ويفرض
بعضها الآخر العلاقات بالمراكز الرأسمالية الدولية.
ربما المصلحة العربية الفعلية هي في صعود المواقف الحقيقية لدى بعض الادارات العربية الى
السطح. مثلاً. أي الامرين أفضل للمصلحة العربية الفعلية: ان تظهر الى السطح علاقة الصداقة
والتعاون(؟') بين الادارة المغربية واسرائيل: أم ان يبقى ملك المغرب رئيس لجنة القدس؟ وأي الامرين
كان أفضل: ان يصرّح الرئيس المصري السابقء أنور الساداتء بموقفه من اسرائيلء أم ان يقوم
بمسرحية 3 عبور قناة السويس»2 التي كلّفت الشعب المصري تضحيات كبيرة مادية وبشرية؛ ذهيت هدراً,
بل وظلفت في تحقيق كامب ديفيد. وأي الأمرين كان أفضل: ان يصدر قرار قمّة بغداد العام ١91/9
ضد مصرء وممارسة الصلات بالادارة المصرية من خلف الكواليس حتى رجوع مصر الى الجامعة
العربية بعد عشر سنوات (في ؟35485/5/55)» أم ان تترك علاقات الادارات العربية بمصر حرة:» وان
تظهر على حقيقتها لدى الرأي العام العربي؟
ان الجامعة العربية يمكن ان تلعب دوراً أكثر ايجابية بكثير حين تكون منبراً صريحاً وديمقراطياً
للادارات العربية؛ مثلها مثل منظمة الامم المتحدة على مقياس أصغرء وان تلعب دور الجامع للاد ارات
العربية حول الحدّ الأدنى السياسيء والاجتماعيء والاقتصادي. ليس مفيداًء ان تكون الجامعة
العربية بمثابة ستار تختفي خلفه المواقف العربية الحقيقية. سواء ضمن أسرة الحكومات العربية,
أم في اطار علاقات الدول العريية بالدول الأخرى.
لم يكن مفيداً» مثلاً. اصدار بيان «قمة الخرطوم» (9؟ آب اغسطس - ؟ أيلول سبتمير
17) بعد حرب الأيام الستة باللاءات الثلاث57١) بينما لم يكن ذلك هو الموقف العربي الحقيقي.
ربما كان من الأفضل بكثير ان يظهرء على صعيد الرأي العام العربي» حوار صريح ' وديمقراطي: ٠ بين
أطراف القمة العربية» يعبّر فيه المعتدلون عن مصالحهم الحقيقية» وعن انتقاداتهم للراديكاليين,
ويعبّر فيه الراديكاليون: بشكل علميء عن آرائهم» ومنظوراتهم الكفاحية المستقبلية. فمعركة العرب
في الدفاع عن أنفسهمء ومستقبلهم, هي جدية أكثر يكثير من التهويش الاعلامي, ومن المشادات
اللامجدية.
يمكن لكلا الفريقين العربيين» الراديكالي والمعتدل» ان يكون لهما دور ايجابي في دفاع العرب عن
أنفسهمء اذا ما حذف كل منهما من مخططاته منظور ذة نفى الفريق الآخرء واذا ما انتقل الراديكاليون
من الموقف الانفعالي الى الموقف العلمي المبني على التحليل الموضوعي للحقائق العربية والدولية,
وللمرحلة التاريخية الراهنة؛ واذا ما وعى الفريقان» المعتدل والراديكالي ان جزءاًء لايتجزاًء من الدفاع
عن النفس يتألف من التطوير الاقتصادي بالدرجة الاولى» ومن التطوير الاجتماعي السياسي
بالدرجة الثانية. للمنطقة العريية؛ اذ لا تستطيع مجموعة بلدان ضعيفة التطور, او ضعيفة نسبياً:
ان تدافع عن نفسها ضد التوسع الرأسمالي العالمي: ان لم يكن اليوم, فغداً تمتد يد الاحتلال,
5 لشُدُون فلسطيزية العدد 5 2١ آذار ( مارس ) ١955٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10405 (4 views)