شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 23)
- المحتوى
-
محمد الجندي
ومنظمة التحرير الفلسطينية تعرف واقع الدول العربية» وتعمل بصبرء وبنفس طويلء على الافادة
من كل تأييد عربي ممكن, ؛ وعلي تجنب كل رد فعل عربي سلبي . ان علاقتها بالدول العربية صعية:
ومعقدة؛ الى درجة كبيرة. فقد طعنت في الظهر مرات ومرات؛ ومع ذلك؛ فانها تدير خدها الايسر لمن
ضربها على خدّها الايمن, لأنها محتاجة الى الوسط العربي» ومحتاجة الى الرأي العام العربي:
ومحتاجة الى دعم الدول العربية المالي» ومحتاجة الى تأييد الدول العربية على الصعيد الدولي. وعلى
الرغم من المسالمة, تبقى منظمة التحرير الفلسطينية تتعرّض لمختلف «المشكلات» العربية؛ ولا تكاد
تستطيع التحرّك الضروريء الذي من شأنه ان يعطي للانتفاضة مداها الحيوي. والأكثر من ذلك
انهاء في كثير من الحالات؛ لا تكاد تستطيع القيام بمهماتها العادية. غير انها تعالج كل ذلك بالصبر.
وبالتَفَس الطويلء وبتكييف أساليب عملها مع الواقع» الذي تعيشه.
ان القيادة الداخلية للانتفاضة هيء أيضاًء قيادة ديناميكية متحرّكة: واعية للظروف القاسية
المحيطة بها . ولذلك, هي صلبة الى درجة ة كبيرة. عندما يتطلب الامر ذلك: ومرنة بمقدا رما يتطلبه منها
استمرارها النضالي. ان صلابتها تتمثل ٠ بالدرجة الاولىء في مقاومتهاء بشكل أعزل تقريباء للاحتلال؛
أمّا مرونتهاء فتتمثل باستجابتها الدائمة, بالشكل الملائم» لمقتضيات الاوضاع الصعية, التي
والقيادة الداخلية للانتفاضة ليست مجموعة ثابتة؛ انْ اعتقلت تقف مسيرة الانتفاضة. أيام ثورة
الجزائر. بذلت سلطات الاحتلال الفرنسية كل ما في وسعها لاعتقال القادة الخمسة للثورة الجزائرية,
أحمد بن بلا ورفاقه. ولكن سرعان ما اكتشفت ان اعتقالهم لم يؤخر مسيرة الثورة الجزائرية» ولى
لساعة .كان تنظيم الثورة شعبياً كاملاً » وقيادته الميدانية تعوّض بشكل آلي ٠.حين يعتقل: أو يقتل» احد
الاشخاص. كذلك هو شأن الانتفاضة. من الصعب استتصال قيادتها الميدانية» من دون استتصال
جميع الفلسطينيين. ان المستوى التنظيمي العالي للانتفاضة هو جزءء لا يتجزأء من عوامل
استمراريتها؛ ؛ وجزءء لا يتجزاء أيضاًء من عوامل استمرارية صلتها العضوية بمنظمة التحرير
الفلسطينية» والبقاء ضمن اطارها.
.كل ذلك جيدء ولكن ليس معناه ان كل شيء يسير على ما يرام. ان بعض المواقف العربية يؤثر,
سلباً. في المواقف الدولية» على الرغم من التضامن الرسمي مع الانتفاضة. مثلاً ثمّة عدد من الدول
الافريقية أعاد العلاقات, أو هى في سبيل اعادتهاء مع اسرائيل» بسبب المواقف العربية. وفي هذا
المجالء ليست اعادة العلاقات المذكورة؛ بحد ذاتهاء هي المؤسفة, وانما المعنى المتمثّل في هذه
الاعادة؛ ففيه تراجع عن تأييد الحق الفلسطيني» واتاحة فرص جديدة للنشاطات الصهيونية في القارة
ضد الدول ذات العلاقة ولصالح جمهورية جنوب افريقيا العنصرية.
من جملة العوامل؛ التي كانت تساعد في التقارب العربي الافريقي الثقل الجزائري المصري
في القارة, والمساعدات المالية» التي كانت تقدمها الدول العربية النفطية؛ والتي وصلتء في العام
06 الى "٠ بالمئة من المساعدة المالية الدولية لافريقياء وتناقصت الى 18,7 بالمئة في العام
20000 4-
تفا تفاقيتي كامي ديفيد: ويحدهماء وانماء أيضاً: لأن الرئيس الصري السابق, السادات: وظلف نفسه
0 الدول الافريقية: من أجل اعادة علاقاتها مع اسرائيل.
اخ شُوُون فلسطزية العدد 6 ,5١ آذار ( مارس ) ١95٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10404 (4 views)