شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 53)
- المحتوى
-
ملامح الحرب العربية الاسرائيلية المقبلة
د. خبرالدين عيد الرحمن
قد يرى كثيرون ان حديثاً عن حرب عربية اسرائيلية مقبلة أقرب الى ترف نظريء او خيالء؛ منه
الى بحث جاد في تطوّر مرجح وقوعه في المستقبل المنظور. عذر هؤّلاء, في هذاء ما يتلاحق فيناء وحولنا:
من وقائع؛ إذ تتكرّس حالة الوفاق والتفاهم بين القطبين الأقوىء وتنهار النظم الماركسية في أوروبا
الشرقية واحداً تلى الآخرء بينما تتسارع تراجعات: ومراجعات: جذرية لدى من لم يبلغ منها حدّ
الانهيار بعد, مما يغري بالايحاء وكأن اليد الاميركية قد باتت هي العلياء دونما حاجة الى التذكير بان
هذه اليد بالذات تظل راعية المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين؛ وول نعمته, وضامنة تفوّقه
العسكري » وحامية عريدته وتوسعه وتحدياته: دون أن ننسى ؛ أيضاً: » أن هذه اليدء منذ نجحت في دفع
الرئيس المصري السابق, أنور السادات, الى النهج الذي بات معروفاً لتسوية الصراع العربي -
الاسرائيلي بما يكرس وجود وتفوّق اسرائيل ويخرج مصر من هذا الصراعء لم توفر جهداً الا وبذلته
لدفع باقي المنطقة الى النهج عينه, ولى اختلف بعض تفاصيل وشكليات؛ هنا وهناك. وإذ يحدث هذاء
وسواهء مترافقاً مع فرض حلول سريعة لكثير من الصراعات والنزاعات الاقليمية في العالم, بما لا تشدّ
عنه حالة الصراع العربي الاسرائيلي» لكي يتكرّس اهتمام القطبين الأقوى في البؤرة الأكثر الحاحاً,
أي في التشكّل السياسي الاقتصادي المجتمعي الجديد لأوروباء نفهم,» ونتفهّم» ان ينظر كثيرون الى
حديث الحرب العربية الاسرائيلية المقبلة نظرة استغراب؛ بل وحتى استنكار. لكننا نجد, مع ذلك,
ما يكفي من الأسبابء والمؤشرات» الموضوعية لكي نطرح هذه الحرب احتمالاً مقبلاًء مؤكدين اننا
نفعل هذا من قبيل التكهّن العلمي» والقراءة الواعية للمستقبل القريبء لا من قبيل التنبؤ بالغيب» أو
التمنّيء أى الافتراض النظري.
وإذ نشير إلى أن أوساطاً عسكرية؛ وأكاديمية؛ إسرائيلية عدة قد عملت: في السنوات الماضية: ولا
تزال تعملء على درس ساحة القتال المستقبلية؛ وتطورات هذا القتال» ومساره؛ ونتائجه. واضعة
تصورات دقيقة للحرب المقبلة, فلسنا نبرر بحثنا في الأمر بهذه الاشارة» ولا ننزع إلى رد نزق» أو
مقابلة مشاكسة؛ وإنما نقرع جرساً يلحّ واجبنا علينا أن نقرعه؛ على الرغم من أن الكثير من الآذان:
التي لأصحايها شأن وسلطان وهيمنة: لا تستسيغه: ونحذر من مقيل تحاول أطراف عدة جعل أمره
من منسيّات المنطقة؛ ومن تاريخ مضى لن يعود . وهي بهذا كمن يخد ع نفسه؛ إن يحاول خداع سواه.
حين لخُص الماريشال مونتغمري فهمه للحرب بأنها إرادة تعلو فوق إرادة؛ أصاب الى حدّ بعيد؛
اذ قرّره وهو يحلل صراع الارادات في الحربء أن الدبلوماسية والقتال وجهان للحرب, من أجل تحقيق
الهدف الاستراتيجي لها. ولذلك, يستحسن الاحتياطء في هذا السياقء إلى أن من البديهي أن يأتي
القتال لتحقيق ما تفشل الدبلوماسية في إنجازه؛ أو للحؤول دون نجاح الدبلوماسية في
دك قْوُونُ فقلسطيزية العدد 5 :5١ آذار ( مارس ) ١99٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)