شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 54)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 54)
المحتوى
ل ملامح الحرب العربية ‏ الاسرائيلية المقبلة
تحقيق انجازما؛ وأن القتال كثيراً ما يستعمل لخلق وقائع جديدة: من أجل تمكين الدبلوماسية؛ لاحقاً
من قطف تمارها وهضمها. كذلكء: يجدر الاحتياط إلى أن ما نعيشه من سيادة مناخ دولي يعمل على
نزع فتيل التفجير. وعلى استبدال التوترات بحالة استرخاءء وعلى صوغ علاقات دولية» وإقليمية,
جديدة تخدم حالة تفاهم » وتناغم, ووفاق: وتآلف» القوتين الأعظم ‎٠‏ وتتحاشثى استفزازهاء أى تعريضها
لخلل أى خطرء لا تحول دون استثناءء هنا وهناك» وخاصة من طرف كان وجوده, أصلاً: استثناء,
وكذلك بنيانه» واستمراره» وسلوكه, وتعامله الشاذء ولا تمنع تفجيراً محدوداً ومحسوياًء بل وريما
مسموحاً به لتحسين الوضع التفاوضي لطرف ما في نزاع إقليمي» أو لمساعدته في تأجيل استحقاق
مطلوب منهء أو التهرّب من دفعه؛ أو لمغالجة صراعات د اخلية لديه» درءاً لانقسام؛ أو شرخ., في قواه
الذاتية إزاء ذلك الاستحقاق. وهناء بالضبطء تتبين مشروعية: وضرورة:ء البحث في الحرب: أو اللجوء
إلى تفجير قتال واسع النطاق: كخيار اسرائيلي شديد الاحتمال في المستقبل القريب. ‎٠‏
أوضح موثي دايان ذات يوم حين كان أبرز عسكريبي اسرائيل ‏ أن هدف اسرائيل هو تحويل
خطوط وقف إطلاق النار إلى سلام دائم مع العالم العربي. وللوصول إلى ذلكء علينا حماية «حدودنا
الجديدة بطريقة تطرب أدنى أمل قد يعلق في أذهان أعدائنا بقدرتهم على طردنا بقوة السلاح»!(١).‏ ومع
اختلاف في السياق الآنى الذي ورد فيه حديث دايان هذا عن وضعنا الراهن» فإن الحديث قد فشر
محور آلية سياسة القضم والضم والهضم التي مارستها اسرائيل منذ إنشائهاء وعلى امتداد الصراع
العربي معها.
لقد فهمت الاستراتيجية الصهيونية جيداً قول مونتيني: «أي نصر كبير تنتظرون أكثر من إفهام
عدوكم بأنه عاجز عن قتالكم؟»؛ أي انها استوعبت من ممارسة الردع بالتلويح بالقوة أى البرهان
عليهاء من أجل عدم الاضطرار إلى استخد امهاء فركزت على استمرار التنامي العموديء والآفقي:
النوعي والكمّيء للقوة العسكرية الاسرائيلية» متجاوزة حيازة: وانتاج» الأسلحة التقليدية إلى حيازة,
وانتاج» القنابل النووية والصواريخ بعيدة المدىء والتحضير لانتاج القنابل النيوترونية بالتعاون مع
جنوب أفريقياء ودخول عصر الفضاء في مرتبة سابع دولة في ناديه: بعدما صنعتء وأطلقت» أقماراً
اصطناعية: دون أن تغفل تعزيز هذا الرد ع» بين فترة وأخرىء بالعمل عبر سلسلة حروب متلاحقة
شئتها إسرائيل كل بضع سنوات» استهدفتء من الاستخدام الخاطف والساحق للقوة المسلحة
والتدمير الهائل على أرض الخصم, ليس فقط تحطيم جيوشه إلى أقصى حدّ متاح, .بل كذلك تدمير آمال:
ونواياء وأهدافء الخصم كلما تجددتء وصولا إلى إخضاعه: وإرضاخه: وتكريس يأسه. وهذا ما
أوضحه وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبقء يغئال الون: على امتداد صفحات عديدة من كتابة «الستار
الرملي»؛ مكرراً التذكير بان حسم الجيش المعركة, والانتصار فيهاء يردع العدو عن الرخول في حرب
جديدة «وتكرار الردع وإدامته فترة زمنية طويلة يودي إلى تسليم العدى بالأآمر الواقع»(")
ومن المفيد أن نعودب. الى استعراض الحروب العربية ‏ الاسرائيلية بسرعة, لتحديد ما يربط فيما
بينها جميعاً من خيوط وخصائص مميّزة, متكررة؛ بما قد لا تشدٌ عنه, جوهرياًء حرب مقبلة, استشفاقاً
ما يرجّح أن تكون عليه:“فنظرة إلى الأسابيع التي أعقبت توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات
الرقم ‎»١74‏ بتاريخ.55/١15417/1١2‏ بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية» وحتى قبل أن
يقرّر مجلس الأمن الدولي تلك. التوصية بقراره. الرقم ‎١/6١‏ ركزْت. القيادة الصهيونية جهودها على
إحكام سيطرة عسكرية على المناطق المخصصة للدولة اليهودية» وخلق وقائّع جديدة عليها يالاقتلاع
الجماعي للأغلبية السكانية الفلسطينية فيهاء عبر نشر الرعب والارهاب في صفوفهم: لدفعهم
العدد 5 0”:.آذار ( مارش ) 1110 لشْوُون فلهطيزية 1ه
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)