شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 55)
- المحتوى
-
د. خيرالدين عبدالرحمن ل
إلى الهجرةء تحقيقاً للثلاثية التي يرتكز عليها مشروع الاستيطان الصهيوني في فلسطين: «عبرنة
الأرض والعمل والسكان» . واستعدت القيادة تلك لمد سيطرتها على أراض أخرى من المناطق التي
وما ان أعلنت القيادة الصهيونية, من جانب واحدء قيام اسرائيل في ١54//5/١5 ؛ قبل أن
تصل جهود الأمم المتحدة إلى تسوية متكاملة للصراع على فلسطين: حتى استغلت الاشتباكات التي
وقعت مع الجيوش العربية البائسة في إطار ما اصطلح على تسميته الحرب العربية - الاسرائيلية
الأولى لتفرض سيطرة عسكرية صهيونية على أجزاء كبيرة من الأرض الفلسطينية التي قررتها الأمم
المتحدة لاقامة الدولة العربية؛ ولتفرغهاء بدورهاء من سكانها بالقوة المسلحة والمجازر الجماعية وتدمير
مئات القرى والأحياء الفلسطينية. وحين انتهت الحرب تلكء التي حرصت القيادة الصهيونية على
حصر معظم اشتباكاتها المحدودة خارج المناطق الفلسطينية التي حددتها الأمم المتحدة لقيام دولة
يهودية عليهاء كانت السيطرة العسكرية الصهيونية امتدت لتشمل 8/ بالمئة من أرض فلسطين.
ولقطع الطريق على عودة من تمّ تهجيرهم من الفلسطينيين؛ استكملت القوات الصهيونية إزالة أكثر
من أربعمئة بلدة وقرية فلسطينية من الوجودب تماماً. وصادرت منازل المهجرين من المدن: لاسكان
المهماجرين الصهيونيين فيها؛ كما استولت على الأراضي الزراعية والممتلكات الأخرى للمهجرين
الفلسطينيين ولكثير من القلّة الفلسطينية التي نجت من عملية الاقتلاع الجماعي؛ على حد سواء.
وسلّمتها لمؤسسات صهيونية.
وبعد ثمانية أعوام من الحرب تلك, تخللتها غارات اسرائيلية على مواقع مصرية؛ وسورية» وأردنية,
وعلى قرى وتجمعات سكانية فلسطينية لم تكن قد احتلت بعدء كانت مشاركة الجيش الاسرائيلي في
الحملة العسكرية البريطانية الفرنسية ضد مصرء العام 1507 انذاراً بتحوّل إسرائيل إلى قوة
عسكرية كبيرة ذات دور هام في استراتيجية القوى الدولية المهيمنة تجاه منطقتنا. إِلّا أن الاعلام
السياسي العربيء الذي اعتاد أن يخاطب ذاته, قد هوّن من آمر احتلال اسرائيل لقطاع غزة: وسيناء
بأكملها حتى الضفة الشرقية لقناة السويسء جاعلا من انسحاب القوات البريطانية» والفرفسية,
المهاجمة؛ ومن ثم اضطرار الجيش الاسرائيلي الى الانسحاب بفعل ضغط وتوافق أميركي - سوفياتي:
انتصاراً عربياً مطلقاًء غافلاً. أو متغافلاً. عن الانجاز الهام الذي حققته اسرائيل على الصعيد
الاستراتيجيء والذي كان في رأيناء السبب الأساس في مشاركتها بتلك الحملة. فيعد أن ثبت البيان
الثلاثئي خطوط الهدنة التي نجمت عن الحرب العربية - الصهيونية الأولى: جاعلا من حماية اسرائيل
التزاماً دولياً واضحاًء ويعدما كرست اسرائيل مبدأ ثابتاً في استراتيجيتها القتالية يتلخّص في خوض
القتال على أراضي الخصم وليس على الأرض الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية. خاضت اسرائيل
معركتها الدبلوماسية لقطف ثمار اشتراكها في الحملة الثلاثية ضد مصرء عبر الاصرار على فتح البحر
الأحمر للملاحة الاسرائيلية؛ والحصول على شرعية» وحرية» الملاحة في خليج العقبة؛ بما حقق
لاسرائيل التماس المباشر, والتواصل الواسعء مع أفريقياء ناهيك عن ضمان اسرائيل فترة هدوء امتدت
عشر سنوات» نتيجة وضع قوات الطوارىء الدولية على امتداد جبهتها الجنوبية: يما وقّر لاسرائيل
حماية تضمن لها فرصة انذار كافية تجاه أي تحرك مصريء وبما كرّس في سيناء الوضع الأكثر
ملاءمة لاسرائيل, حيث تمل صحراوّها مسرحاً شاسعاً للقتال» عند تجدّده: ينأى بالمعارك عن الأرض
التي أقيمت عليها اسرائيل العام 54 :»١5 وعن تجمعاتها السكانية» ومنشآتها الصناعية والحيوية,
بينما تمثل لمصر عبئاً على حركتها العسكرية.
َك اشْوُون فلسطيزية العدد 5 5١ آذار ( مارس ) ١99٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)