شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 56)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 56)
المحتوى
ل ملامح الحرب العربية ‏ الاسرائيلية المقبلة
وقد حِسّدت الحرب الخاطفة الثالثة؛ في حزيران ( يونيو) 1971., بشكل واضع, الاستخدام
الاسرائيلي الأمثل لقوة اسرائيل العسكرية وحركتها السياسية في تنفيذ استراتيجية الحرب
الصهيونية: فتمّت تجزئة الحرب جغفرافياً. وزمنياً. الى ثلاث مراحلء بدءاً بضرب سلاح الطيران
المصري وتعرية الجيش المصري وتشتيته في ساعاتء مما سهّل اجتياح سيناء وقطاع غزة واعادة
احتلالهما دون قتال حقيقيء أو جهد كبير ثمّ احتلال بقية فلسطين» وبشكل خاص بقية القدس,
وصولًا إلى نهر الأردن» فيما كان أقرب إلى استعراض عسكري منه إلى حرب» أو معركة؛ وأخيراً احتلال
لمرتفعات الاستراتيجية السورية في استعراض مماثل؛ بعدما انسحبت منها القوات السورية مسبقاً
عقب انهيار الجبهة المصرية. وهكذا تمّت أكبر عملية قضم حَلَّم بها المشروع الصهيوني بأسرع وقت
وبأقل جهدء ودون خسائر تذكر في الجيش الاسرائيلي.
ولم تشكل الحرب المحدودة: في تشرين الآول ( اكتوبر ) 11177» التي شنْتها مصر وسوريا في إطار
عملية محسوية؛ محدودة» ومسيطر عليها دولياً. والتي اعترف الرئيس المصري السابق» السادات,
بأنها استهدفت تحريك الجمود السياسي تسهيلاً لبدء المفاوضات والتسوية السياسية مع اسرائيل,
وليس تحرير الأرض التي احتلت العام 1571:, استثناء في المعالجة الاسرائيلية لهاء أى استثمارها
سياسياً. فبعد تقدّم القوات المصرية والسورية ‏ على أهمية ذلك التقدم ‏ مخترقة دفاعات القوات
الاسرائيلية» احتل الجيش الاسرائيلي أراضي مصرية, وسورية؛ جديدة, مقترباً من القاهرة ومطلاً على
مشارف دمشقء فوازن استعادة مصر شريطاً ضيقاً على الضفة الشرقية لقناة السويس والاختراق
قصير المدى الذي حققه الجيش السوري على جبهة مرتفعاته المحتلة لبضعة أيام. وحققت اسرائيل
هدفاً سياسياً استراتيجياً؛ أذ أرغمت الجانب العربي على التسليم بما ظل يرفضه خمساً وثلاثين
سنة؛ أي الاعتراف الواقعيء والقانوني: بإسرائيل, وقبر الهدف العربي الرئيسء المعلن منذ العام
»؛ وهو تحرير فلسطين.
وعلى الرغم من أن انسحاب الجيش الاسرائيلي من على سيناء قد صوّره الجانب المصري
انتصاراً له؛ فإن الثمن الباهظ كان خروج مصر من على حلبة الصراع: والتخلي عن التزامها المحوري
تجاه فلسطين, الذي امتد منذ العام ‎١44/‏ وحتى الى ما بعد العام 1571؛ كما كرّرت إسرائيل
تكتيكها القاضي بخلق وقائع جديدة على الأرض: في كل جولة قتال؛ بتكريس التوسيع المتلاحق لمساحة
ما تحتله من أراض عربية؛ وجعل مركز الهم, والعملء: العربيين» في كل مرة؛ استعادة آخر ما احتل
من الأراضي العربية» وتأجيلء ثم نسيان؛ ما قد سبق احتلاله؛ وطيّ صفحته, شيئاً فشيئاًء عندما
احتلت أجزاء من جنوب لبنان العام 141/8 ثم ثبتّت ذلك الاحتلال في اجتياحها لبنان العام 1545,
وربطت المحتل من أرض لبنان بها عبر ميليشيا وإدارة محلية خاضعة لهاء ووصلها بشبكة طرق»
وكهرباءء اسرائيل» وربط اقتصادها المحلي بالاقتصاد الاسرائيلي» وإقامة نويّات استيطان صهيوني
عليهاء ناهيك عن تحويل مياه المنطقة إلى الجليل الأعلى. ولا ننسى الانجاز الاسرائيلي الأكثر أهمية في
اجتياح العام 1547 الذي كان؛ في حقيقته, حرباً اسرائيلية ‏ فلسطينية؛ وهى إخراج قوات: وعدد
من مؤّسسات. وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية: من لبنان الى دول عديدة متباعدة. وعلى الرغم من
أن هذا الاخراج قد طوى مرحلة اغراق الجسد الفلسطيني في المستنقع اللبناني» بما يوحي بفرصة
لانقان ذلك الجسدء فإن تجميد خيان القتال الفلسطيني وإرياك العقيدة القتالية الفلسطينية, »“ودفع
منظمة التحرير الفلسطينية باتجاه التسوية السياسية بدون الغطاء العسكري الذي بنت مؤسساته
المتواضعة: على امتداد السبعيناتء. وبدون الورقة التي وفرها حيناً ويجودها ونفوذها. في
العذد 5 ‎5١‏ آذار ( مفارس ) ‎١150‏ شْوُونَ فلسطيزية 60
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)