شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 59)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 59)
المحتوى
د. خبرالدين عبدالرحمن سس
عربي محدود في بداية الحربء يوقفه, ثم يتوازن معهء وأخيراً يتفوّق عليه» اختراق إسرائيلي يسيطر
على أراض عريية جديدة.
© لم تكن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية قد بدآت في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة المحتلين
© سيطرت على الدراسة التكهنية لروتام عقدة الأسطورة المترسخة في العقل الجمعي الباطن
للمجتمع الاسرائيليء والتي تلخُصها جملة واحدة هي : «تأتي الضائقة من الشمال». ولا تلبث الدراسة
أن تقابل تلك العقدة: وتحلهاء عبر تخيّل حتمية تكرار تجربة داوود مع جوليات.
بعد شهور من نشر الدراسة؛ ومع بدايات التفاجقٌ الاسرائيلي بقيام» وشمولء؛ واستمراره
الانتفاضة الفلسطينية الشعبية على الجزء المحتل العام ‎١5717‏ من فلسطين؛ وتنظيمها الدقيقء وآلية
عملها القاعدي» وطول نفسهاء وعجز القمع الاسرائيلي أمام حجارة أطفالها وتماسك جماهيرهاء توصل
كثير من المحللين والكتاب الاسرائيليين إلى استنتاج أن الانتفاضة تعزز احتمالات نشوب حرب شاملة,
بعد سنوات كاد الاسرائيليون خلالها مقتنعين بما بشرهم به الرئيس المصري السابقء السادات»: من
أن حرب العام ‎١117‏ كانت آخر الحروب العربية ‏ الاسرائيلية. ويتعزّز الاقتناع بهذا الاستنتاج:
اتسعت الدعوة إلى التخلّص من الانتفاضة؛ واتخذ أحد أبرز اقتراحات كيفية التخلص منها شكل
الدعوة إلى انسحاب اسرائيل من على الأرض التي احتلتها العام 1571 تجِدّباً لحرب شاملة تدفع
الانتفاضة باتجاه حصولها.
كتب يوئيل ماركوس في هذا الصدد: «السلام يعتبرء الآن» سياسة الأمن المثلى لاسرائيل: حيث
لا قيمة للمناطق [الفلسطينية التي احتلت العام 1571] في عصر الصواريخ»!*). وحدّر يشعياهو بن
- بورات من ان «الرفض الاسرائيلي [لتسوية تتضمن الانسحاب من على المناطق المحتلة العام ‎]١9717‏
‏يؤديء على المدى القريبء إلى العزلة الكاملة لاسرائيل في العالم» وعلى المدى البعيد» فإن رفضنا قد
يؤدي في المستقبلء إلى نشوب حرب شاملة بيننا وبين العالم العربي الموحد»!*): وذهب كثير من
السياسيين والقادة العسكريين والكتاب والباحثين الاسرائيليين في منحى مماثل في التحذير من تزايد
احتمال وقوع حرب.
نلاحظء في المقابلء معطيات في الجانب العربي تبتعد, في مدلولاتهاء من اعتبار الحرب احتمالّ
قائماً. أو مقبلاً. إن يشتد إصرار بعض النظام العربيء بأجزائه المتماثلة على تحقيق تسوية سياسية
وإقامة سلام مع إسرائيل؛ عبر الاقتراب أكثر من الولايات المتحدة الأميركية, والاعتماد المتزايد على
نواياهاء وجهودهاء وقرارهاء بهذا الشأن. ويتمادى الالحاح على الدول والقوى الدولية ذات التأثير
للتدخل لدى اسرائيل من أجل «اقناعهاء بالموافقة على تسوية؛ وسلام, بما يتضمّن الانسحاب
الاسرائيلي من على الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 15717؛ ولو كان انسحاباً جزتياً,
ومشروطاً وعلى مراحلء مقابل الاعتراف العربي بإسرائيل» واحترام «حدودها». وأمنهاء والتعايش
معها. وهذه المعطيات: التي تعود جذورها إلى ما قرّر في مؤتمر القمة العربي» في الخرطوم» عقب هزيمة
العام 1571١ء‏ والتي غلب عليهاء بالتدريج؛ طابع نهج الرئيس المصري السابقء السادات» مع تعديلات
شكلية لا تخرج النهج السائد عن الالتزام بتكريس التسوية السياسية للصراع العربي - الاسرائيلي
بالمفاوضات, بدلا من الحرب. وتصميماً على هذا الهدفء الذي تحوّلء بالتدريج» من تكتيك
غ62 لشوُون فلسطيزية العدد ‎5١5‏ آذار ( مارس ) ‎195٠١‏
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)