شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 61)
- المحتوى
-
د. خيرالدين عبداليحمن سل
نشس مؤخراً» في الولايات المتحدة الاميركية» نقلاًٌ عن السفير السوفياتي في دمشق بضرورة تخلي سوريا
عن هدف تحقيق التوازن الاستراتيجي فيما بينها وبين إسرائيل» والاكتفاء بقدرات دفاعية سورية
معقولة. بغض النظر عن تعديل السفير وتصحيحه لما نسب إليه؛ في مؤتمر صحافي لاحق عقده في
دمشقء يتضمنء في جوهره؛ انسجاماً مع التوجهات السوفياتية الجديدة» ومؤشراً الى السياسة
السوفياتية المستقبلية تجاه منطقتنا. ولعل في هذا ما يفسّر. مع عوامل أخرىء: تعجيل سوريا الى إعادة
علاقاتها الدبلوماسية مع مصرء بتاريخ 1584/17/51 والبدء في إعادة صياغة التحالفات المحلية,
والاقليمية» السورية» بما يقترب أكثر من النهج السياسي الى التسوية.
© وإذا كان لا بد من نظرة إلى موقف الأردن» وموقعه؛ باعتباره طرفاً رئيساً على الجبهة الشرقية
المفترضة: فليس خافياً انه الطرف العربي الأكثر حماساً واندفاعاً الى تسوية تفاوضية مع اسرائيل,
والأكثر تساهاءً في شروطهاء وأول المبشرين بها على الصعيد العربي. وإذا كانت نتائج الانتخابات
النيابية الأخيرة في الأردن ذات مدلولات هامة في عكسها توجهات الشارع السياسي والمجتمع الأردني:
فيمكن القول انه حتى بافتراض انتقال السياسة الرسمية للأردن تجاه اسرائيل إلى نقيضها, لأي
سبب كانء فالأردن يظلء في المستقبل المنظورء أقل أطراف الجبهة الشرقية المفترضة قدرة على قتال
ضد اسرائيل: على مستوى الأسلحة التقليدية وغير التقليدية. إلا أن عودة العمليات الفدائية عبر نهر
الأردنء مع نهاية العام 1144 ومطلع العام .151١ بعد نجاح الأردن في قمعها ومنعها عشرين سنة
كاملة؛ مؤشر هام أيأ كانت أسرار, ودوافع» الجهات التي قررت تلك العودة وسهّلتهاء ومارستها. فهي
نقلة قد تؤدي إلى انتشار مناخ جديد؛ ريما وصل حداًٍ لا تملك تلك الجهات التحكم في مساره ونتائجه.
ولا بد أن إسرائيل تعي هذا تماماً. ولا تستطيع سكوتاً طويلاً عليه؛ أو إزاءه.
في ضوء هذه المعطيات: والمؤشرات: على الجانب العربي» قد لا يوحي الواقع الراهن ياحتمالات
حرب عربية - اسرائيلية جديدة. لكننا نجد في هذه المعطيات بالذات مبّرراً لتوقع نشوب الحرب. إن
تاريخ فلسطين: الذي كان على امتداد القرن العشرين؛ صراعاً ساخناً متصلاً ذا طايع مصيري
وشموليء تخللته جولات قتال عسكري في حرب لم تحسم نتيجتها بعد قد ازداد تشابكاً مع تاريخ,
وتطور منطقتنا في العقوب الأخيرة. يما لا يمكن معه فصل مصير فلسطين عن مصي المنطقة, ولا مصير
المنطقة: كلها أى بعضهاء عن مصير فلسطينء على الرغم من المساعي والمحاولات الدائبة لفرض مثل
هذا الفصل. وإذ تمل الانتفاضة الشعبية الفلسطينية: التي نعتقد بأن آفاق اتساعها وشمولها
جغرافياً وبشرياً واعدة. مظهراً بارزاً لتقدم الظاهرة الفلسطينية» فإن هذا التقدم يعني بالضرورة,
وفق جدلية الصراع ذي الطابع المصيري والشموييء تراجعاً للظاهرة الصهيونية أمام نقيضها المباشر
والطبيعي والدائم. وكلما استمر هجوم» وتقدم» وتنامي؛ الظاهرة الفلسطينية» ازداد» بالتأكيد تآكل
بنية البوّرة الاستيطانية الصهيونية التي تجسّد الظاهرة الصهيونية» وتعاظم تفجر بذور تناقضاتها
الذاتية في داخلها. وعلى هذاء نستطيع القول ان أزمة اسرائيل الراهنة هي في تفاقم مطرد؛ وخلقت
حالة لم يسبق لها أن شت مثلها خطورة وتعقداً على امتداد حياتها القصيرة. ولا يبدو في الأفق أي
حلّ جذري لهذه الأزمة يستطيع تحاشي المساومة على مسائل تدخل في جوهر, وجذور, تكوين اسرائيل,
وتجنب التصدع في قاعدتها وبنيتها.
في هذا السياقء نستعرض بعض الحقائق والمؤشرات على الجانب الاسرائيي؛ وصولً إلى
استشفاف لخطواته المقبلة:
١ كانت إحدى ذرى نجاح المشروع الصهيونيء على الصعيد الدوليء إحكام ارتباطه
1 لشُوُون فلسطيزية العدد 4 :٠١ آذار ( مارس ) ١55١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)