شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 62)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 62)
- المحتوى
-
للسد ملاميم الحرب العربية الاسرائدلية المقيلة
بالمعسكر الرأسمالي الذي أنجبه, وأفرزه فكرياًء ورعاه وحماه بنيوياً. وكذلك احتفاظه بخيوط قوية مع
المعسكر الماركسي الذي تبناه جزئياً. لكون معظم المستوطنين الصهيونيين الأوروبيين أصلاً من
مواطني أورويا الشرقية والاتحاد السوفياتي: من ناحية» ولقدرة بعض رواد المشروع الصهيوني على
اقناع الاتحاد السوفياتي؛ في مرحلة ماء بأن الاستيطان الصهيوني في فلسطين سوف يجعل منها واحة
اشتراكية في المنطقة. وقد استطاع المشروع الصهيوني توظيف الكثير من طاقات ونفون المعسكرين
معاًء بشكل أو بآخرء لخدمة» وحماية؛ أهد افه؛ ونموٌه؛ إلى أن استقرت علاقاته على أولوية ربط اسرائيل,
استراتيجياً بالولايات المتحدة الاميركية على النحى المعروف والراهن الذي بسّطه رئيس وزراء
اسرائيل الأسبقء مناحيم بيفن: يوماًء بوصف إسرائيل بأنها أكبر حاملة طائرات في الأسطول
الأميركي. ومع تلاشي الحرب الباردة بين المعسكرين» وبداية انهيار معظم النظم الماركسية في أوروبا
الشرقية» ونشوء علاقات جديدة بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي» واتجاه أوروبا
المتسارع نحو التكامل والتماثل بين شرقها وغريهاء سوف تواجه الاستراتيجية الأميركية سوال ذاتياً
حول مدى استمرار حاجتها إلى حاملة طائرات مكلفة؛ ومزعجة: بحجم اسرائيل» ومدى ربحيّة
استثماراتها الضخمة؛ من مساعدات وتبرّعات والتزامات مالية وعسكرية وسياسية؛ في المشروع
الصهيوني الذي تبدْته في ظروف دولية تختفي للمصلحة ظروف مختلفة جداً. كذلك فإن تقلّص رغبة:
وقدرة» الاتحاد السوفياتي» وحاجته: أيضاًء الى الاستقطاب في العالم العربي» في ضوء تجريته المرّة
ومراجعاته الاستراتيجية» لا بد أن تقابله مراجعات: وتبديلات: في وسائل واحتياجات الولايات المتحدة
الأميركية, وفي مصالحها وأولوياتها الاستراتيجية في منطقتنا. ويهذاء يصبح الرهان الاسرائيلي على
استمرار قوة الدفع السابقة والعناد التقليدي الغبي | للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط رهاناً قصير
المدى؛ والأمدء والنظر. ولآن اسرائيل تدرك هذا جيداً في تقديرناء فإنها تدخلء الآن» سباقاً مع الزمن
للافادة» بأقصى قدرء من امتيازاتها في واقع دولي تطوى صفحته لصالح واقع مغاير تتشكل مقوّماته
وملامحه على أسس مختلفة, سعياً إلى تحقيق أكبر مكتسبيات ممكنة: وبأسرع وقت» حتى تواجه
اسرائيل العالم الجديدء الذي نشهد ولادته: بوقاكع اقليمية تخلقها على الأرضء تسمح لها بحصة
أكبر مما هو متاح لها حالياً في المنطقة.
؟ بعدما حكم حزب العمل اسرائيل منفرداً في ربع القرن الآول من حياتهاء وطبع الكثير من
مؤسساتهاء وأساليبها : بطابعه؛ ثمٌ حكمها تكتل الليكود منفرداً قرابة عشر سنوات: خاول خلالها
إزاحة القشرة التي غلّف حزب العمل اسرائيل بها ليجسد أفكار وأحلام وأساليب جابوتنسكي,
تجسيداً عارياً واضحاً مباشراًء قادت الدورتان الأخيرتان للانتخابات البرلمانية في إسرائيل إلى توازن
عددىء أفرز ما سمى ب «حكومة الرأسين»» ثم م حكومة الوحدة الوطنية: أو «الشلل» وفقاً لعديد من
المراقبين الاسرائيليين. وخلال تجربة المشاركة, التي لا تزال مستمرة؛ لم يكن تعايش التباين ؛ وأحياناً
التناقضء متجسّداً في لقاء المصالح السلطوية بين العمل والليكوب فحسبء وإنما تولّد منه تعايش
التباين والتناقض أحياناً حول التعاطي مع الصراع العربي الصهيوني في مرحلته الراهنة» في إطار
كل من التكتلين. وقد برزت حالات كبح تكتيكي متوالية للقوى التي اصطلح على تسميتها «متطرفة»
في سياق. التطرف. العام للحركة الصهيونية بأسرها. وعلى الرغم من. أن هذه .القوى تمثلء في رأيناء
الحركة الصهيونية» في جوهرها وطبيعتها ونزعاتها الحقيقية» بأكثر وأصدق مما يفعل سواهاء فين
الطروحات الفجّة؛ السافرة؛ لبعض رموز هذه القوى» مثل أريئيل شارون ورافائيل ايتان ومثير كهاناء
والتى.انكرر اغتقادنا بأنها أكثر صدقاً في التعبنير عن الحركة الصهيونية وأهداف
الغدد ١4 5, آذار ( ماري ): 1550 شْوُونُ فلضطزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)