شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 63)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 63)
المحتوى
د. خبرالدين عبدالرحمن ع
مشروعها الاستيواني من القوى الأخرى التي تتصنْع المرونة والتفهم والتحدث بلغة العصرء قد
ما.واجهه من أزمات سلطوية, واقتصادية. ومجتمعية, وسياسية, وعقائدية, فإن شلل هذا التعايش
يبدو بلا علاج إزذا ء طروحات التسوية السلمية الراد ئجة. وإزاء الوقائع التي يخلقها. ' علي الأرضء تقدم
الظاهرة الفلسطينية. وبينما لا نرى أية امكانية لاستسلام اسرائيل طوعاًء ولو جزثئياً وتكتيكياً أمام
هذا التقدم في سياق الصراع المتجذر والمتجدد. حيث تفرض طبيعتها وميررات المشروع الصهيوني
أصلاً الدفاع بشراسة عن كل ما أنجن على حساب الوجود الفلسطيني: » ويحيث أن حدود المساومة
الصهيونية لني قد تسمح يبحكس مذاورة. أو مرونة, في التعامل مع مسائل العلاقة مع الدول العربية
الفلسطيني , فهنا لا تملك أية قيادة إسرائيلية سوى التركيز على تفتيت, وتحييد: العوامل الضاغطة
عليها, ' وتوجيه هذه العوامل ضد بعضها بعضاً » وشى ما حاولةٍ اسرائيل باسستماةة حت 3 دوت
الضغط والتوتر إلى الخارج: يصبح تحسّباً مشروعاً ومنطقياً ؛ بل وتم انه احتمال . مرجّح؛ تسعى
اسرائيل, ‎٠‏ عيرة: إلى إعادة ترتيب الأمور محلياً ؛ وإقليمياً. ‎٠‏ على قاعدة الأساس التكويني والعقيدي
"' - على غطرسة, وعجرفة: موثي دايان» فلريما كان «معتد ل» في نظرته إلى العرب». وأسلويه قٍِ
التعامل معهمء قياساً برموز ما اصطلح على وصفه بالقوى الصهيونية المتطرفة. وإذ نستذكر تنموذجاً
لنظرة دايان إلى العربء ثم نقارنه بنماذج لنظرات تلك الرموز إليهم؛ فلكي نحدّد خلفية التصرف
الصهيوني المتوقع» للخروج من أزمة الشلل في مواجهة» وايقافء تقدم الظاهرة الفلسطينية» وفي
التعاطي مع لعبة التسوية السياسية للصراع العربي ‏ الاسرائيلي في ظل تسارع متغيرات جذرية في
معادلة التحالفات والعلاقات الدولية. قال دايان؛ في مطلع العام 157: «يعيش العرب في عالم غير
حقيقى. وهم يفعلون ذلكء غالباًء مثل شخص يحتاج إلى الحشيش حتى يحسٌ بأنه يعيش في جِنّة
عدن. فالحقيقة: بالنسبة اليهم؛ هي الجحيم[!] والعلاج هو ابتلاع حبّة من حبوب الكذب التي
تعطيهم الاحساس بالجنّة. غالباً ما يبدو لي ان كل العرب ‏ وعلى كافة المستويات - يتصرفون كما لو
كانوا تحت تأثير المخدر. والحقيقة ان الوهم أسوأ من الكذب. فأنت قد تكذب عامداً وتسيطر على
كذبتك: أمّا بالنسبة الى الوهمء فهى الذي يسيطر عليك في النهاية... إن عقليتهم تقف كأنها حاجز
بينهم وبين الواقع» وتمنع عيونهم عن ان تراه كما هى. إنهم يفضلون تجاهل الواقع؛ ما دامت المفاهيم
الخيالية» التي يعيشون على هديهاء لم تتحطم بعد»7"). هذا النموذجء الذي تمثله نظرة دايان الى
العرب» قبل أن تتحطم صورة «رامبو» التي صيغت له في الذهن الأميركي» والأوروبيء لا يختلف عن
النظرة الاسرائيلية الجمعية السائدة التي لا تزال تحكم؛ إلى حد بعيدء التعامل الاسرائيلي تجاه
العربء والتي تراهم انفعاليين نتيجة «ضعف حضاري»» «عدوانيين», يسيطر عليهم «شعور حاد
مزمن بالاحباط». ذوي «كسل فطري وعم فكري» . وانطلاقاً من هذه النظرة» جعلت إسرائيل من
مهامها «تحطيم المفاهيم الخيالية التي يعيش العرب على هديها» في ما يخص اسرائيل» ونقلهم من
«العالم غير الحقيقي» إلى «الواقع»: عبر إحداث انقلاب في عقليتهم ومفاهيمهم, يجعلهم يكتشفون
أن أهدافهم الوطنية «مفاهيم خيالية»: وأن حقوقهم «وهم»؛ وأن ارتد ادهم عن تلك الحقوق هو صحوة
من «خدر الحشيش» وانسجام مع «الواقع». ونعترف بأن اسرائيل» مستفيدة من المعادلة الدولية,
515 لؤُون فلسطيزية العدد ؛ ‎.5١‏ آذار ( مارس ) ‎١99٠‏
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)