شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 81)
- المحتوى
-
د. جمال مظلوم طح
ووسائل الايصال السريعة؛ وبعيدة المدىء تزيد أهمية العمق: وليس العكس. فهذا العمقء بالذات,
هو ما يمنح الحدّ الادنى من الوقاية ضد أنظمة الاسلحة المتطوّرة» ويبعدهاء بقدر الامكان» من
المناطق السكانية الاسرائيلية. وتستتبع هذه الرؤية فرضيات عدة أخرى:
نهر الاردن هو الخط الدفاعي الأول: يشدّد أنصار هذه المدرسة على أهمية اعتبار نهر الاردن
الخط الدفاعي الاسرائيلي الاول/ الذي لا يمكن التنازل عنه في أي حال من الاحوال. وحسب رأي قائد
المنطقة الشمالية مراقب الدولة سابقاًء اللواء مير زوريع» فان «المناطق [المحتلة] هي ثروة استراتيجية
لا يُجوز التنازل عنها. حتى الدول الاكبر منًا بكثير, والتي تمتلك وسائل انذار الكترونية متطوّرة» تدعم
هذه الوسائل بالارض... ومن واجبنا ان نسيطر, استراتيجياً حتى نهر الاردن. ان مغزى ذلك؛ هو
عدم الاكتفاء بالاحتفاظ بخط دقيق على طول النهر. .بل يجب ان نحتل المنطقة الحيوية وبمصطلحات
العام 1540 فان المنطقة الحيوية المقصودة هي بضعة كيلومترات من نهر الاردن والبحر». ويشكل
أوضح. قال زوريع ان المنطقة الحيوية «هي المرتفعات: أي جنين ونابلس ورام الله والقدس وبيت لحم
والخليل وبثر السبع. وعلى امتداد هذا الخطء من الضروري وجود تحصينات ومواقع محميّة. كل من
يقول انه يمكن الدفاع عن نهر الاردن من دون احتلال المرتفعات يذرٌ الرماد في عيون الجمهور.
فالوسائّل الالكترونية يمكن التشويش عليهاء وطائرات اواكس يمكن اسقاطها...». ووافق رئيس
الاستخبارات العسكرية السابق» العميد يهوشع ساغي على ما قاله زوريع؛ بل ذهب الى ان اخلاء
المناطق المحتلة يشكّل خطراً على اسرائيل» حتى ولو تم الاتفاق على عدم اجتياز أي جيش عربي لنهر
الاردن باتجاه الغربء لأنه. في حال خرق الجانب العربي لهذا الاتفاق. ستجد اسرائيل نفسها «في
مواجهة على محاور جبلية. ومع سكان لا نسيطر عليهم» ويملكون القدرة على غلق هذه المحاور...
وعندهاء ستبد الحربء في الواقع؛ من خطوط الرابع من حزيران ( يوني ) 117177»: باضافة خمسة الى
عشرة كيلومترات
الترتيبات الامنية غير مجدية: تدّعي الدوائر المعارضة للانسحاب من على الاراضي المحتلة بأنه
لا يمكن الاعتماد على الترتيبات: او الاتفاقيات, الامنية (مناطق منزعة السلاحء واجراءات تعزيز
الثقة» الخ). كبديل من الوجود العسكري المباشر. وأشار يهوشع ساغي الى ان الاتفاقيات الامنية
التي تم التوصل اليها مع مصرء في أعقاب اتفاقيتي كامب ديفيد» لم تنفّذ بكاملهاء حيث ان اسرائيل
لا تمتلك؛ حالياً. القدرة على تصوير ما يجرى في سيناءء «وكلنا نعرف انه توجدء في الوقت الحاضر,
خروقات للاتفاقية من جانب مصر. هذا هام: لأن كل ترتيب كهذا يطرح.ء في نهايته. السؤّال: عندما
يخرقون الاتفاقية؛ ماذا سنفعل؟ أنخوض الحرب من اجل ذلك؟». ومن جهته؛ ذهب اللواء مثير زوريع
الى ان «من يعتمد الوسائل الالكترونية» فانه يخدع نفسه ويخدع الجمهور. ليست هناك دولة في العالم
تعتمد الوسائل الالكترونية فقط. حتى الدول العظمى:ء فانها تضيف الى ذلك الارض أيضاً». وحسب
تصوّر اليمين الاسرائييء ليست هنالك ترتيبات كافية: أو صارمة: الى حدّ يمنع الاختراقات العربية,
أو يحول دون قيام العرب بتقويص أية تسوية تقوم عليهاء بغرض مواصلة الصراع ضد اسرائيل.
أهمية المستوطنات: يرى دعاة الاحتفاظ بالوضع القائم ان المستوطنات تقوم بدور أمني حيوي.
فانتشار المستوطنات المسلّحة على محاور التقدّم المفترض باتجاه المناطق الاسرائيلية الحيوية يشكل
حاجزاً معرقلاً للخطط الهجومية العربية؛ كما ان المستوطنات تقوم بدور رئيس في مجال الانذار المبكر,
من جهة؛ والسيطرة على السكان العرب» من جهة أخرى. وفي حين ان بعض انصار الانسحاب يقلّلون
من أهمية المستوطنات, كعامل يدعم الامن الاسرائيلي في ظل تجربة حرب العام 19177 في
199٠١ ) آذار ( مارس ,5١ 5 شْرُون فلسطيزية العدد /ْ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 95 (48 views)