شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 87)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 87)
- المحتوى
-
الوتيرة المتسارعة للمواقفء والاتجاه الدراماتيكي الذي ميّز التطوّرات» ان يحجبا عن الانظار, ولى
بصورة مؤقتة, الاسئلة الاكثر جوهرية التي تتصل بالمسار السياسي الجديدء والتى كان من شأن
طرحها ان يساعدء بصورة أفضلء على القيام بتشخيص أكثر واقعية لسياسة الاطراف ككل. وهذه
الاسئلة يمكن تلخيصها بنقطتين: الاولى» إلى أي مدى يمكن ان تذهب الادارة الاميركية الجديدة في
مكافأة المنظمة على مرونتها الحالية: أوبصيغة أخرىء ما هي الحدود التي يمكن ان تذهب اليها ادارة
بوش في الخروج على قواعد السياسة الاميركية التقليدية» بتوجيه الضغط على اسرائيل» لتليين تصلّبها
السياسي؟ والثانية» هل يمكن ان تشكل الدبلوماسية بديلاًٌ من ممارسة الاكراه بالقوة» لاحداث التغيير
المطلوب في موقف الخصم؛ بل ما هي الفرص الواقعية لنجاح منظمة التحرير الفلسطينية في خيارها
القائم على دخول اللعبة في شوطها الاخير؟
لقد بدت الخطوات الدبلوماسية التى اتخذتها منظمة التحرير الفلسطينية تجاه الولايات المتحدة
الاميركية. عبر هجوم السلام الفلسطينيء على انسجام مع المنطق الداخلي للاستراتيجية العربية,
والفلسطينية, التقليدية» التي تقول انه في غياب القدرة على ممارسة الحسم العسكري ضد اسرائيل
بالوسائل العنفية» فان فرص جذب اسرائيل واقناعها بالتفاوض على تسوية سلمية عادلة, يعتمد على
اقتناع الولايات المتحدة الاميركية بلعب دورها المطلوب بالضغط على اسرائيل» بسبب الاعتماد المتزايد
لاسرائيل على الدعم والمساعدات التي تتلقاها من الولايات المتحدة الاميركية. وفي الواقع» فان هنري
كيسنجر هى الذي قامء منذ العام 1937.؛ بالتشديد على هذا المبدأ في السياسة الشرق أوسطية كأمر
مسلّم به؛ وهكذاء فان توجّه عرفات الى الحصول على الاعتراف الاميركي بمنظمة التحرير الفلسطينية
كان يقصد منه حمل الاميركيين على استخدام نفوذهم في الضغط على اسرائيل» لجعلها تقبل؛ في
المرحلة التالية بالجلوس مع المنظمة, للتفاوض بشأن عملية السلامء وذلك وفقاً لافتراض مؤداه ان
الولايات المتحدة الاميركية ينبغي ان تضع ثقلهاء في اللعبة» على نحو أكثر موضوعية: وان اسرائيل
سوف تضطرء لاحقاًء الى القبول بالامر الواقع. ولقد تعزّز هذا الافتراضء بصورة ملموسة:؛ في الشهور
الاولى من عهد الرئيس بوشء لاسباب كثيرة» ابرزها الانطباع الذي أحاط بشخصية الرئيس الجديد
وطاقمه, حيث يعتبر بوش»2 على نطاق واسع. شخصية أقل تعلقاً: ٠ من الناحية العاطفية: باسرائيل»
ويتميّز بأنه أكثر حذراً في التعامل مع المسائل الدولية» وأقل تهوّراًء قياساً بسلفه ريغان» اضافة الى
خبرته الواسعة في السياسة الدولية» والمزايا التي يتحلى بها وزير خارجيته» جيمس بيكر. ولفت الانتباه
قيام بوشء في نهاية العام /154. بالتخفيف من حدّة المعارضة الاميركية لمبدأ اقامة الدولة المستقلة,
حين صرّحء: في منتصف كانون الاول ( ديسمبر) .١1584 بأن بلاده لن تعارض ذلكء اذا قرّرت
الاطراف المعنيّة الموافقة عليهاء على الرغم من انه تمسّك بالاعتقاد بأن مستقبل الضفة وغزة يمكن
ان يتم في اقامة نوع من الكونفدرالية مع الاردن.
وخلال الشهور الاولى على تسلّم ادارة بوشء بدا ان هناك تغيّراً ما في المقاربة الاميركية التقليدية
أدّت الى ظهور المخاوف في اسرائيل: حين أبدت الادارة الاميركية الجديدة ميلاً الى تشجيع عملية
التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين» كمرحلة أولىء تمهّدء فيما بعدء للتفاوض بين الدول العربية
واميرائيل. وكان هذا التحوّل بمثابة انتصار للدبلوماسية الفلسطينية, التي ترى في ذلك اعادة النزاع
في المنطقة الى جوهره الاساسي. وربما كان الدافع الاساسي الى هذا التغيير هو اضطرار العافل
الاردني» الملك حسينء في تموز ( يوليو) 1584. الى الاعلان عن فك الارتباط القانوني, والاداري,
بالضفة الفلسطينية؛ واستطراداً حدوث اعتراف اميركي ضمني بالنتائج التي انتهت اليها - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)