شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 93)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 93)
- المحتوى
-
نجدة الشواف ل
قال د. عبد الملك عودة, في معرض تطرقه الى هذا الوضع: «ان الدول التي استعمرت افريقيا هي
دول اوروبا الغربية» التي فرضت لغاتهاء ومفاهيمهاء وثقافتها؛ ومن ثم خلقتء مع مرور الزمن,
وبحكم الأمر الواقع» فئات وطبقات: جديدة من القيادات» والخبراء؛ والفنيين» والمهنيين» الذين يرون
في حضارة اورويا الغربية النموذج الذي يتمنون لبلادهم ان تتطوّر اليه. هذا الاتجاه الفكري
للزعامات الافريقية» وهذا المناخ الثقافي الحضاري المصطنع في الدول الافريقية غير العربية, هى الذي
استغلته اسرائيل واستفادت منه في تغلفلها في القارة الافريقية». يضاف الى هذه الحقيقة عامل
مساعد آخر, هو انه كان بامكان اليهود الاوروبيين» والاميركيين, الذين هاجروا الى اسرائيل نقل وجهة
النظر الاسرائيلية» ودعايتها المضلّلة, الى الطبقة المثقفة في افريقيا بما ينشرونه في اورويا الغربية,
واميركاء من مؤّلفات ومطبوعات في الصحافة الغربية المتصهينة؛ بلغاتهم الاصلية التي تتقنها
القيادات الافريقية. هذا المناخ الحضاري مكّن الدول الغربية الاستعمارية من خلق الظروف الملائمة
لتسهيلء وتشجيعء التغلغل الاسرائيلي في القارة الافريقية.
ثانياً: الدعم الاستعماري الغربي للتغلفل الاسرائيلي في افريقيا قبل نيل الدول الافريقية
استقلالها وبعده. فلقد عملت الدول الغربية المستعمرة على تسهيلء ومساندة: الاندفاع الاسرائيليى
نحو افريقياء فافسحت في المجال لممثلي الحكومة الاسرائيلية, والهستدروت, والوكالة اليهودية؛ في
مستعمراتها الافريقية؛ ود أبت؛ في الوقت عينه: على وضع العراقيل امام الدول العربية لاقامة اية صلة
مع مستعمراتها. ولم يقتصر الدعم الغربي للتغلغل الاسرائيلي على السماح لاسرائيل بارسال بعثات
ديلوماسية الى الاقطار الافريقية الخاضعة لسيطرتهاء وانما تعدّاه الى تمكين المنظمات: والهيئات
النقابية؛ والاجتماعية: والمهنية؛ والطلابية؛ الاسرائيلية من اقامة صلات مع مثيلاتها في الدول
الافريقية, المتصلة, بدورهاء اتصالا وثيقاً. بالهيئات»: والتنظيمات:ء المماثلة في الدول الغربية. وقد
استمر هذا الوضع بعد استقلال الدول المستعمّرة» كما يتضح من خطاب القاه هيويرت همفريء نائب
الرئيس الاميركي ليندون جونسون, في جامعة البنجاب, في الهندء العام 1577 الذي جاء فيه: «على
الهند ان تدعى خبراء من اسرائيل لمساعدتها في ايجاد حلول مناسبة لمشكلة المياه والري». وما قاله
همفري في الهندء قاله, بالطبع» لسائر البلدان النامية؛ ومنها الدول الافريقية.
ثالثاً: ان كون الدول الافريقية حديثة الاستقلال أتاح لألاعيب الدول الاستعمارية الغريية» التى
عملت على تمكين النفوذ الاسرائيلي في مستعمراتها السابقة؛ ان تفوت على المسؤولين الافارقة. بسيب
حداثة عهدهم بالحكم. وضخامة المشاكل المعقدة التي باتوا يواجهونهاء من ناحية؛ وافتقارهم الى
الخبرة في ممارسة الحكم؛ من الناحية الاخرى. وفاتهم ان غرض الاستعمار الذي خرج من الباب
الواسع كدولة مستعمرة هو العودة الى القارة. مجدداًء من نافذة المساعدات والخبرات الاسرائيلية,
التي قيل لهم انها قادرة على حل جميع مشاكلهم. وهكذاء وجدت الدول الافريقية الفتيّة نفسها ازاء
نشاط اسرائيلي واسع في مختلف مجالات الحياة في بلادهم, فقبلوا به بعد ان تم اقناعهم بجدواه,
ومنافعه؛ وما سيقدّم الى مشاكلهم العديدة من حلول ناجعة: وخيرات كثيرة.
العوامل الممهدة للتخلفل الاسرائيلي
هناك عوامل عدة مهّدت الطريق لاسرائيل لترسيخ وجودها في القارة الافريقية, يمكن تلخيصها
اولاً: حاجة الاستعمار الفربى لوجود بديل معتمد في القارة: ان علاقات التعاون الوثيق
دان لشْوُون فلسطيزية العدد 4 ,٠١ آذار ( مارس ) ١15١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22337 (3 views)