شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 94)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 94)
- المحتوى
-
لسل التغفلثشل الاسرائدي في افريقيا
بين دولتين» او اكثرء تنش بفعل مصالح سياسية؛ واقتصادية؛ وثقافية» مشتركة: تبرّر قيامهاء وتخدم
مصالح واغراض الاطراف المتعاونة. ان وجود مثل هذه المصالح المشتركة هو الذي ربط بين اسرائيل
والدول الاستعمارية الغربية: التي ارادت ايجاد بديل منها في القارة الافريقية يؤّمن لها مصالحها
الحيوية بعد جلائها عنها. فاسرائيل؛ اذاًء كانت الاداة التي اوجدها الاستعمار لخدمة سياسة عرفت
فيما بعد» بالاستعمار الجديد. اي الانسحاب مادياً من المستعمرات وتركها تتخبط في خضمٌ المشاكل
لمعقدة التي خلقها الاستعمار على الصعيدين: الداخلي والخارجي: كمشاكل الفقر والجهل» ومشاكل
التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنزاعات على الحدوب» ومشاكل اقتطاع اجزاء من هذا البلدء او
ذاك: وضمّه الى بلد آخرء الى آخر ما خلّفه الاستعمار وراءه من مشاكل عالقة في مستعمراته السابقة.
وبتعبير آخرء فان سياسة الاستعمار الجديد تقضي بترك المستعمرات السابقة في اوضاع من الحاجة
والنقص والتبعية» إِنّْ لم تكن سياسية: فانها تكون؛ حتماًء في مجالات الاقتصاد والتنمية والتعليم
والثقافة. ويما ان الشعوب الخارجة حديثاً من ربق الاستعمار لا تستسيغ التعامل المباشر مع اسياد
وجلادي الأمسء فقد بات من الضروري ايجاد دولة» او هيئة» تكون الواسطة بين مصالح الدول
المستعمرة سابقاً والبلدان التي نالت الاستقلال. وكان من المفروض ان يقدم هذا النوع من التعاون
ضمن نطاق هيئة الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة؛ ولكن اطماعء وانانية» الدول الغربية جعلتها
تختار اسرائيلء لما هناك من مصالح مشتركة.
ثانياً:. مكاسب اسرائيل السياسية والاقتصادية في افريقيا: ان الصهيونية التى ولدت:
وترعرعت,. في احضان الاستعمار الغربىء ما كان لها ان تخيّب أمل الدول الاستعمارية برعاية
مضالحها في مستعمراتها بعد انسحابها من افريقياء مقابل ما تقدمه الدول الغربية من دعم وتأييد
لاسرائيل على الصعيدين: السياسي والاقتصاديء فكانت مقايضة:, اثبتت الايام انها كثيرة الفوائد
لاسرائيل. فالدور الذي تقوم به اسرائيل في افريقيا هو الدور التجاري الاستعماري السابق ذاته: اي
استغلال الاقطار الافريقية كمصدّر رئيس للمواد الخام التي تحتاجها عجلة الصناعة الاسرائيلية,
من ناحية»: و«اسواق مريحة لتسويق منتجاتها الصناعية: والزراعية» وابرام عقود» مريحة لشركاتهاء
من ناحية أخرى. ثم ان العلاقات الاقتصادية الوثيقة: والناجحة؛ تؤدي. بالتالي» الى علاقات سياسية
وطيدة, وهو ما يخدم مكانة اسرائيل في المحافل والاوساط الدولية.
ثالثاً: اختراق الحصار العربى: ما كانت اسرائيل لتبذل كل هذا الجهد المتواصل الذى تتطلبه
اقامة علاقات سياسية, واقتصادية؛ وعسكرية؛ واجتماعية؛ مع اكثر من ثلاثين دولة افريقية؛ لولا
احساسها الشديد بوطأة الحصار العربي والمقاطعة العربية (قبل اتفاقيتي كامب ديفيد)» اللذين
جعلاها كالسجين الذي لا يستطيع الحركة بطلاقة وحرّية. ومن اجل الخروج من الحصار العربي
والوصول بحرّية الى منفذ يطل على البحر الاحمر يوصل بين اسرائيل وبين القارتين» الافريقية
والآسيوية» قام المؤسسون الأوائل لاسرائيل (دافيد بن - غوريون وزملاؤه) بالتحرك في اتجاهين:
الاصرار على التمسك بصحراء النقبء اول واقامة ضجة عالمية حول حرية الملاحة في خليج العقبة,
ثانياً. ظ
في ما يتعلق بصحراء النقب: تحقق لاسرائيل الاستحواذ عليهاء بعد اغتيالها مبعوث الامم
المتحدةء الكونت برنادوت,. صاحب اقتراح. الحاق النقب بالدولة العربية المقترحة في مشروع التقسيم.
وبذلك تمككنت من الوصول الى منفذ: يطل على البحر الاحمر» حيث يقومء اليوم» ميناء ايلات. وفي
العدد 5 5٠ آذار ( مارين ) 1110 لشُوُون فلسطيزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)