شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 113)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 113)
- المحتوى
-
د يزيد صايغ ا
الاميركية - السوفياتية؛ بما فيها اتفاقية ازالة الصواريخ الباليستيكية النووية متوسطة المدىء والتحرّك نحو
خفض القوات التقليدية في اوروباء وفيما تتراجع فرص الصدام بين حلفي «وارسى و«ناتى» اللذين يتّجهان الى
انماط جديدة سلمية من العلاقات: يعتقد العديد من الاسرائيليين بأن الولايات المتحدة الاميركية قد لا تحتاج:
مستقبلاً, الى الدور الاسرائيلي في تخزين الاسلحة وتقديم الدعم اللوجستيكي والاسناد القتالي والاقليمي» لدرء
هجوم سوفياتي محتمل على منطقتي الشرق الاوسطء او الخليج ايران» حيث حقول النفط وممرّات الملاحة
البحرية. وقد عبّر الوزير رابين» خير تعبير. عن هذا التصوّر الاستراتيجي, خلال لقاء صحافي مؤخراً. حين اكد
ان الدولتين العظميين لم تعودا تخشيان اندلاع الحرب العالمية الثالثة بسبب حصول مجابهة عربية اسرائيلية.
وحسب رأآيه «لقد زال هذا الخوف» (الحياة, 117/١/1510١)؛ مضيفاً ان العملاقين لن يقلقاء كذلك: من
التطوّرات التسلّحة التقليدية والفجوات السياسية القائمة: وانهما سيقولان للاطراف المحلية المتنازعة: «اذهبوا
الى الجحيمء ما دمتم تريدون الخلاف والعنفء واستمروا حتى تتعبوا». وأضاف بعض الخبراء الاسرائيليين الى
ذلك قوله ان التفهّم الاميركي للموقف السوفياتي» من جهة؛ وآفاق تحسّن العلاقات السوفياتية الاسرائيلية» من
جهة اخرىء ربما سيؤديان الى تفريغ التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل من
مضمونه (التقرير, لندن. .)١1140/١/١5 - 1985/١7/١5 والمعروف ان صيغة ذلك التعاون تعود الى
الاتفاقية المعقودة في العام .١11/4١ والتي تم تجديدهاء او الحاقها ببنوب اضافية؛ في العام 1941 وما بعد. كما
ان المعروف هو ان الزيادة الهامّة التي طرأت على حجم المعونة المالية العسكرية الاميركية الى اسرائيل؛ في أعقاب
العام :١15/45 قد حصلتء اساساًء بالاستناد الى حجة الاهمية الاستراتيجية لاسرائيل؛ وقد اتسعتء لاحقاً
لتشمل مساعدات اضافية لقاء تقديم الدعم الطبي والامداد البحري الى القوات الاميركية العاملة في الشرق
الاوسط (مثل سيناء) او البحر الابيض المتوسط (مثل الاسطول السادس). وقد علّق وزير المالية شمعون بييس,
بأن حتى تلك المعونة لم تعد بمستواها السابقء على الرغم من عدم تقليصها اسمياًء بسبب تراجع قيمتها الفعلية
بنسبة خمسة بالمئة خلال العامين الماضيين (الحياة, /١/11/ لا
في مقابل هذه الآفاق المثيرة للتشاؤم اسرائيلياً. رأى بعض المحطّلين الاسرائيليين احتمالات معاكسة,
منطلقاً. مثلاًء من امكان تجيير التعاون الاستراتيجي للدفاع عن اسرائيل في مواجهة سوريا. وقد دعم هذه الرؤيا
قول وزير الدفاع الاميركي, ريتشارد تشينيء ان أي فشل فلسطيني في تحقيق الاهداف الوطنية من شأنه تهديد
الاهداف الاميركية والاسرائيلية طويلة الاجل (التقرير. ١1/85/17/١5 -1/16/ بل واضاف البعض
الى ذلك ان احتمال تخكّ الولايات المتحدة الاميركية عن قواعدها العسكرية في اوروبا قد يدفعها الى زيادة
اهتمامها باسرائيل؛ كمركز ونقطة انطلاق للدفاع عن مصالحها المزعومة في المنطقة (الحياة, .)1590/1١/11/
وليس مفاجئًاً ان اصواتاً قد ارتفعت, كالعادة. داخل مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين لتجدّد تأكيد كون
اسرائيل حليفاً استراتيجيا لا يجوز قطع المساعدات عنه. كما فعل السناتور بيت ولسون (المصدر نفسه,
١14-07 ). ويأتي مثل هذه التصريحات رداً على احتمالات تقليص المعونة المالية الاميركية» خصوصاً بعد
تخفيض ميناضية الدفاع الاميركية: وتخفيض الموارد المخصصة لبرامج أساسية؛ كمشروع «المبادرة
الاستراتيجية»: الذي تحصل اسرائيل» من خلاله؛ على حوالى ١6١ مليون دولار لتطوير الصاروخ «حيتس».
ازاء مختلف هذه الاحتمالات: دفع عدد من المسؤولين الاسرائيليين ياتجاه استياق الامور, وتحديداً لدرء
خطر تقليص حجم المساعدات المالية الاميركية. وقد انقسمت المواقف الاسرائيلية» عملياً؛ اذ رأى البعض ان
«بامكان اسرائيل ان تتفادى الاقتطاعاتء اذا ما أسرعت في اللحاق بركب العملية السلمية» (المصدر نفسه,
1590١7 )؛ بينما رأى البعض الآخر ضرورة إعادة تنظيم اولويات اسرائيل السياسية؛ والاستراتيجية: من
اجل اقناع الولايات المتحدة الاميركية بوجوب مخاطر مستمرة تهدّد أمن اسرائيل (التقرير. 1949/١7/١6 -
6 4) غير ان تلك العملية. حسب احد خبراء مركز يافيه للدراسات الاستراتيجية في تل ابيب
ستكون صعبة, على ارضية توقعه ان يقلل الاتحاد السوفياتى من دعمه لحلفائه العرب. حفظاً للاستقرا
الاقليمي» مما سيضعف حجة وجود التهديدات الامنية لاسرائيل (الحياة, .)15110/1/1١17
١95٠ ) آذار ( مارس ٠١6 لهُوُون فلسطيزية العدد ١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2461 (10 views)