شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 118)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 118)
- المحتوى
-
لب الصراع على الارض والسكان في فلسطين
والعسكرية, وينصيب من الموارد الاقتصادية يفوق, الى حدّ بعيد» نسبته العددية». وتتميّز التركيبة الاجتماعية:
في مثل هذه الحالة» بالفصل العرقيء اما بحكم القانون, وامّا نتيجة التفاعلات الاجتماعية. ويتّخذ ذلك شكل
المناطق السكنية المتباعدة والمكانة المتميزة: الخ: بالاضافة الى العزل» أيضاً في الوظائف والمهن» بحيث تنحصر
الاعمال الاقل لمعاناً وأهمية في السكان المحليين. هذا النظام الاجتماعي يتعزّن ويستمر, لا بالقوة فحسبء بل»
ايضاً بالافكار والمعتقدات؛ «قالفرد الواحد من المجتمع المتخلف يعتبر بالضرورة» متخلفاًء والعنف من صفاته
الطبيعية؛ وبالتاليء فان المجتمع المتقدّم يجب أَلَا يتردد » أبداًء في استخدام القوة ضده؛ انه خبيث وغير أهل
للثقة؛ وبالتالي» يجب تقييد تحركاته ومراقبته». ومن الواضعء ان الكاتب لم يجد لديه الجرأة الكافية ليصل الى
الاستنتاج المنطقي الوحيد الذي يقدّمه هذا الوصف للمجتمع الاسرائيلي الاستعماري: انه نسخة اخرى من
نظام جنوب افريقيا العنصري.
واذا كانت الجرأة تنقص الكاتب لتحديد طبيعة الحكم الاسرائيلي الاستعماريء فان المعلومات تنقصه
ايضاًء لدى تناوله نظام ملكية الاراضي في فلسطين منذ العهد العثماني» والذي ينحصر, حسب رأيه» في فئتين:
ملك خاصء وآراضي دولة؛ متجاهلً أراضي الوقفء والمشاع, والموات» والمتروكة» وهيء في مجموعهاء تضم
مساحات كبيرة من اراضي فلسطين» التي تمكّنت اسرائيل من الاستيلاء عليها بعد حربي الغامين ١15/
و577١ . على أن الكاتب لا يخفي معارضته مشاريع الاستيطان واسعة النطاق في الضفة الفلسطينية» التي
ستكلف اسرائيل بلايين الدولارات على حساب التنمية في الجليل والنقب ومدن الاعمارء إضافة الى ان هذا النشاط
الاستيطانى المكثفء حسب رأي الكاتبء «يناقض الهدف الصهيوني المركزيء الذي يتحدّد باقامة دولة على
ارض - اسرائيل؛ تستطيع الحفاظ على الطابع اليهوديء وتتميّن في الوقت عينه بالديمقراطية والعدالة» (81).
ولا يتجاهل الكاتب الدور الاساسي الذي يلعبه الكيرن كاييمث (الصندوق القومي اليهودي) في عملية
الاستيطان, مع اضفاء الطابع القانونيء بالتأكيدء على هذا الدور. ف «الصندوق القومي اليهودي» انما ينشط
«من أجل منع محاولات الاهالي المتكررة للاستيلاء على اراضي الدولة, أو التقليل منها» (ص 17). أمّا غايات هذا
النشاط فهي: حماية حدود المستوطنات اليهودية واراضي الدولة الملاصقة لها؛ وضمان احتياطي من الاراضي
للاستيطان مستقبلاً, وتنمية مناطق صناعية؛ وضمان التواصل الطبيعي بين المستوطنات اليهودية وبأقل
التكاليف؛ وخلق فرص: العمل والمعيشة لسكان المستوطنات اليهودية المجاورة؛ وحماية الاراضي التي لم توضع
لها. بعد مخططات التنمية.
ولم يغفل الكاتبء ايضاًء مسألة الاستيطان في مرتفعات الجولان وسيناء وقطاع غزة. بالنسبة الى الجولان»
لخّص المؤلف الوضع الحالي فيها بأنه «أبعد ما يكون من الاهداف التي وضعها اصحاب المخططات؛ ويبدى أن
الظروف الطبيعية من جهة, وأولويات التنمية المخصّصة ل ' يهودا السامرة' من جهة اخرىء قد أعاقت المزيد
من التقدم [في تلك المنطقة]» (ص 17؟١). أمّا عن الاستيطان في صحراء سيناء» فذكر «انه لم يكن من المعقول,
منذ البداية, أن تقوم مجموعة صغيرة من السكان على مساحة شاسعة من سيناء بمحاولة خلق واقع جغرافي
وبسياسي وأمني جديدء الي جانب كون تلك المحاولة مجردة من أية امكانية للبقاء على المدى الطويل» (ص .)١١١
وبالتاليء لا عجب. ان تنهار تلك المحاولة الاستيطانية: وتتلاشى» لدى أول تغيّر سياسي في المنطقة, بعد توقيع
معاهدة السلام مع مصر. ويشكّل قطاع غزة المنطقة الثالثة من الاراضي المحتلة التي تبدى فيها «انجازات
الاستيطان اليهودي متواضعة». فالقطاع, الذي لا تتجاوز مساحته ١5١ ميلا مربعاً يعيش فيه اكثر من نصف
مليون عربي فلسطيني: بكثافة سكانية تكاد تقارب ٠٠١ شخص للميل المربع الواحدء يستوطن فيه حوالى
0٠3.يهودي في ثلاثة تجمّعات رئيسة» هي : : لاهيا في شمال مدينة غزة: ونيشاريم جنوب المدينة» وتجمّع قطيف
الممتد بين دير البلح ورفح. وفي ضوء الارقام والمعطيات الديمغرافية والجغرافية التي قدّمها الكاتب بشأن
الاستيطان اليهودي في المناطق المحتلة العام 19717 , نجده يرجح الاستنتاج التالي: «ان قدرة اسرائيل
الاستيطانية في المناطق المحتلة محدودة للغاية؛ من الناحيتين: الاقتصادية والديمغرافية. ان الاستثمارات
التى خصّصت:ء مؤخراً. للمناطق استنفدت جميع موارد التنمية للمنطقة الواقعة ضمن ' الخط
الغدد ١5 5؟. آذان ( مارين )1550 لتُوُون فاسطزية 1١/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1369 (14 views)