شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 6)
المحتوى
سك الردع الاستراتيجي العربي في مواجهة اسرائيل
«قاهر» ولا «ظافر»؛ ولا غيرهما أيضاً. كما اننا ما زلنا نعيش مع تبجع النظام السوري. ملا أيضاًء
بأنه يسعى الى اقامة «توازن استراتيجي» مع العدى الصهيوني» حتي اتضحء بعد مرور عقد من
الزمن؛ ان ذلك «التوازن» لم يتحقق فحسب, بل ان المواد الغذائية الاساسية اختفت من الاسواق
السورية أيضاً. فالنظام الدمشقيء بدلا من ان يسعى الى اقامة «التوازن»» انشا في البلد حكما
استّغل لمصلحة الشلل الحاكمة والمتنفذة. وجرياً على هذا «التقليد» لا ضرورة لأن نستغرب كثيراً ان
وجد هناك من قد يزعم ان تصريحات المسؤولين العراقيين حول الردع الاستراتيجي؛ وما تلاها من
ردود فعل ومواقف, محلية وعالمية, ليست الا طبعة أخرى, جديدة؛ من تصريحات الرئيس عبدالناصر
والنظام السوري.
الا اننا نعتقد بأن هذه المزاعم ليست في محلها. فالوضع؛ هناء يختلف بصورة ملحوظة ؛ وهناك
لقد خاض العراق حرباً ضروساً ضد ايران؛ استمرت لسنوات؛ وتمكن من حسمها والانتصار ,
فيها اخيراً. وليس المهم, في هذه التجربة؛ الانتصار الذي حققه العراق فحسب, الذي كان أول
انتصار تحققه الأمة العربية خلال هذا القرن على الاقل, بل ان الأكثر اهمية هي الطريقة التي تم
بها ذلك والعبرة الكامنة فيها. فقد وجد العراق نفسه؛ بعد فترة قصيرة من اندلاع القتال» يخوض
حرباً «منسيّة», ليس هنالك من هن معني بايقافها. ثم ما لبثت دائرة المؤامرة ان اتسعت لينضم الى
العدى الفارسي حلفاء داستراتيجيون» آخرونء نذكر منهم؛ على سبيل المثال» سوريا وليبيا واسرائيل»
التي وقفت في الحرب الى جانب ايران» ومنها من راح يزودها حتى بالاسلحة. ووقوف العدى الصهيوني
الى جانب الفرس ضد العرب ليس جديداً» على كل حال. فمنذ عهد الشاهء كانت اسرائيل تقيم علاقات
حميمة مع ايران؛ والنظامان يتآمران سوية, وبشكل منتخلم, ضد المصلحة العربية. صحيح أن
الخميني: منذ قدومه الميمون؛ ناصب اسرائيل العداءء, علناء مؤكد انه سيعمل على تحرير القدس»
الا انه لم يمر وقت طويل حتى اتضح له؛ كما يبدو ان الطريقة المثلى لتحقيق ذلك هي بواسطة السلاح
الاسرائيلي. ولذلك راح رسله يعقدون الصفقات: بواسطة بعض الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة
الاميركية؛ لشراء السلاح من اسرائيل امن طريقها. ومن قد يستهويه الالمام بتفاصيل هذا الموضوع
بامكانه متابعة محاكمة/ فضيحة ايران - الكونترا الني لا تزال» حتى الآن» موضع النظر لدى المحاكم
الاميركية.
ولا غرابنة, على كل حالء في هذا التحالف بين النظامين؛ الايراني والاسرائيلي. وإكن الغريب,
والعجيب, والمريب» هو ان تجد دولاء أى بصورة اكثر دقة, حكاماً يسمون انفسهم عربا يصل بهم
الحد الى مساعدة عدو خارجي للامة العربية؛ يشن حربأ على احد اقطارها ويحاول انتزاع اراض
عربية» اي جزء من ارزض الوطن. ويستطيع المرء ان يدرك؛ بالطبع؛ ان خلافات سياسية؛ اى غيرها,
يمكن ان تنشا بين هذا النظام العربي, او ذاك؛ او حتى داخل النظام نفسه؛ وهو ما يمكن, على كل
حال, فهمه وتبريره؛ ولكن, ما لا يمكن فهمه ولا تبريره؛ ولا يجوز كذلك نسيانه؛ هى اقدام بعضهم على
مساعدة عدو خارجي للامة؛ يهدف الى أقتطاع جزء من اراضيهاء مما يشكل جناية خيانية من الدرجة
الاولى. وهذاء بحد ذاته, ليس, على اي حال» الا برهاناً على مدى الانحطاط الذي وصل اليه بعض من '
ابتليت بهم هذه الأمة. ‎١‏
ولكن على الرغم من ذلك؛ وعلى الرغم, ايضأًء من وقوف بعض العرب على «الحياد»» صمد
العسد 1:؛ لير ( مايو) ‎114١‏ لشقوة فلسلنية :
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22209 (3 views)