شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 25)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري سس
أبناء الارض المحتلة من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة عنف المحئلين الصهيونيين. كذلك؛ فان
اسرائيل تصيرٌ على نبذ الفلسطينيين للعنف؛ كشرط لمشاركتهم في النسوية؛ وهذا ينطوي على تفريط
الشعب الفلسطيني في احد أهمٌ حقوقه؛ لأن اسرائيل تجثم على الارض الفلسطينية بالقوة والعنف.
وهكذاء فان الدعوة الى اللاعنف الفلسطيني تعدٌ استجابة للرغبة الاسرائيلية.
والواقع ان القيادة الفلسطينية اعتبرت نموذج الانتفاضة احد أشكال النضال الفلسطيني في
احدى مراحل هذا النضال. وليس ثمّة ما يوحي بأن الشعب الفاسطينيء وقيادته داخل الارض
المحتلة؛ وخارجهاء قد أغلق ابواب الدفاع عن النفس بكل الوسائل, بما في ذلك العنف المسلّح!""). رفي
احد بياناتهاء دعت القيادة الموحٌدة للانتفاضة الى الانتقام من قوات الاحتلال بقتل واحد منها مقابل
كل شهيد فلسطيني يسقط في الارض المحتلة(""). وهناك حالات من المواجهة لا حصر لها استخدم
فيها المنتفضون أسلحة شبه بدائية؛ كالحجر والسكين وكوكتيل المولوتوف واشعال الحرائق؛ ومنهم
من تسبب في انزلاق احدى الحافلات الاسرائيلية عن مسارها؛ مما أدى الى مصرع الكثير من ركابها
في رد مباشر على عنف سلطات الاحتلال والمستوطنين الصهيونيين في مواجهة الانتفاضة . هذه الوقائع
العنيفة تحول دون وصف الانتفاضة بأنها تلتزم مفهوم اللاعنف المطلق» كما صؤره غاندي مثلاً؛ لكن
عدم اللجوء الى الاسلحة النارية ووضوح موقف القيادة الفلسطينية من ضرورة الالتزام بالانماط
البعيدة من العنف المفتوح» يبتعد بالانتفاضة من النمط التقليدي للكفاح الفلسطيني المسلّح.
وفي ما يتعلق برفض اسرائيل للحوار مع الفلسطينيين؛ فهذا موقف تمسّكت به اسرائيل في كل
الاوقاث: وبغض النظر عن نبذ الفلسطينيين للعنف ام لا. ان كل الميول السلمية التي اعلنتها منظمة
التحرير الفلسطينية؛ بدءأ من الاعتراف بالقرارين 7 و1148 وانتهاء بالاعتراف باسرائيل, لم تجد
تجاوباً اسرائيلياً معقولا. وأغلب الظن, ان اعتبار نبذ العنف فلسطينياً - على الرغم من انه أمر لم
تتبناه القيادة الفلسطينية بشكل معلن سوى في حدود خارج فلسطين المحتلة أمر مساو للتفريط
بالحقوق الفلسطينية هو موقف يفصح عن مبالغة كبيرة. فالنماذج التاريخية للمقاومة المدنية في وجه
الطفساة, أى اللستعمرين, لم تتضمّن هذا المعنى على أي حال. وقد سبقت الاشارة الى ان سلطات
الاحتلال؛ أي احتلال» تعمل جاهدة على نقل حركة المقاومة المدنية الى المقاومة العنيفة, لكى تواجه
المقاومين بما تجيده من وسائل. وهي تفعل ذلك؛ بشكل خاصء» حين تدرك ان أبناء الارض المحتلة
أعجز من ان يتمكّنوا من مواجهتها بالعنف المسلّح. وقد اتضح هذا الاتجاه من جانب سلطات
الاحتلال الاسرائيلية في مواجهة الانتفاضة:؛ مما وجّه أنظار الكثيرين الى ضرورة الحذر من تحرّل
الانتفاضة نحو العنف المسلّح المفتوح؛ على اعتبار ان ذلك سوف يمنح سلطات الاحتلال الفرصة
لتصعيد الامور الى درجة قد تصل الى طرد جانب كبير من أبناء الشعب الفلسطيني الى الخارج,
وبخاصة في ظل الاجواء المحمومة داخل اسرائيل لتبنّي هذا الخيارط؛").
' - العنف أكثر فاعلية
يعتقد معارضو المقاومة المدنية ان العنف المساّح أكذر فاعلية وتعجيلٌ في تحقيق النتائج؛ كما انه
السبيل الوحيد الى تركيز الانتباه على القضايا التي تم تجاهلها طويل. ويدللون على ذلك بالقول انه
قبل ان يلجأ الشعب الفلسطيني الى العنف, كان العالم على وشك ان ينسى القضية الفلسطينية.
فالعنف هو الذي أجبر العالم على النظر, بجدية؛ الى ضرورة ان يستقل الفلسطينيين في وطنهم القومي.
ومن الواضع ان هذه الحجة تتمتعء في جوهرها؛ بصدقية بالغة. فالعنف غالبا ما يكون
م شيو فلسطزية العدد "١5 أيار ( مايى) 155٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)