شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 28)
- المحتوى
-
سدم الانتفاضة ومفهوم المقاومة المدئية
التوجه مساندة فكرية من كثير من المراقبين الذي يتحسّبون من العنف الارهابي الاسرائيلي» والذي
له سوابق تاريخية .لا تحصى في اثناء مسيرة الصراع على أرض فلسطين» ومن حولهال؟؟). هذا مع
ملاحظة ان هناك توافقاً على ان يظل أفق العمل المسلح مفتوحاأ في سياق النضال الفلسطيني في
الارض المحتلة؛ كونه أكثر الاشكال تكلفة بالنسبة.الى الاحتلال؛ من الناحيتين» البشرية والمادية» وكذا
على اعتباى ان' الانماط المدنية هامّة, ولكنها ليست حاسمة في هزيمة اسرائيل؛ أي دحر الاحتلال!* ).
ان هذه النقاشات تدخلء جميعهاء في مجرى البحث في النهج الامثل للمقاومة. وهنا يجب التذكير
بما سبقت الاشارة اليه, من ان انماط الكفاح المدني ليست جديدة على مسار النضال الفلسطيني»
وان هذه الانماط قد تكون مجدية؛ اذا تمّت بالشكل المناسب, وفي التوقيت والمكان الملائمين؛ دون ان
يعني ذلك التفليل من شأن الكفاح المسلّحء بل وربما تقتضي الحكمة ان يتم الجمع بين أشكال
النضال كافة؛ المدني منها والمسلع؛ في سياق تخطيط محكم, ومعرفة مسبقة بشروط كل حركة
وأهدافهاء وما قد يترتب عليها من ردود أفعال داخل الارض المحثلة, وعلى صعيد الغدى, وكذا على
صعيد الاطراف الخارجية. ومن الممكن ان تترافق انماط النضال المدني في الارض المحتلة بأنماط من"
العمل المسلّح من الخارج نحو الداخلء وذلك أمر يمكن للمعنيين تحديد زمانه ومكانه وانعكاساته على
جميع الصعدء بشكل دقيق وتدبّر بالغ. 1
١ - اللقاومة المدنية غير ملائمة لنموذج الاحتلال الاسرائيي
أساس هذه الحجة ان المقاومة المدنية تهدف :الى سحب الاساس الاجتماعي لقوة الحكام» أو
لقوة سلطة الاحتلال. ويتمٌ ذلك برفض المحكومين؛ أو المحتلين؛ الاذعان للسلطة المسيطرة بالقوة. وهذه
الحالة لا تنطبق على الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية؛ لأن السلطة الاسرائيلية لا تعتمد على
اذعان المواطنين الفلسطينيين؛ وانما يقوم الاحثلال الاسراثيلي على القوة والارهاب. ومعنى ذلك ان
اثماط المقاومة المدنية بعدم التعاون؛ والاضرابء والتظاهر, والاحتجاج؛ والعصيان, الخ؛ لن تكون
فعّالة في اجبار الاسرائيليين على الانسحاب. ومن الواضع؛ ان هذه الحجة تقوم على اساس صحيح,
وهو ان الاحتلال الاسرائيلي يستند الى القوة والارهاب؛ وليس الى اذعان الفلسطينيين. لكن القوة
الاسرائيلية تهدفء أساسا, الى تحقيق هذا الاذعان. فالاحتلال لا يمكنه ان يمارس القوة طيلة الوقت»
وباستمرار. لقد احتلت اسرائيل الارض الفلسطينية بالقوة المكثفة؛ ثم انتقلت» بعد ذلك» الى الابقاء
على هذا الاحتلال, من خلال الترويج المستم لاستخدام القوة وخوف السكان واذعائهم. ولذاء قيل
ان بضع عشرات أو مثات من الجنود الاسرائيليين وقوات الشرطة وحرس الحدود والاستخبارات» هم
الذين كانوا يتواجدون: بالفعل؛ داخل الارض ال محثلة قبل الانتفاضة. وهكذاء فان الاحتلال لم يكن
عملية مكلفة مادّياً. أو معنوياً, بالنسبة الى اسراثيل؛ ان ما الحاجة الى آلاف الجنوب وعمليات التعبئة
والدوريات المسلحة؛ الراجلة والمحمولة, ليلا ونهاراًء اذا كان السكان يمارسون حياتهم بشكل معتاد
في ظل وجود .الاحتلال وأوامره ومراراته؟ لقد أت الانتفاضة الى نسف هذه الاوضاع تماماً. ما عادت
الارض المحتلة أرضاً مستكينة هادئة, يتابع أمورها عشرات من الجنود. وبعض العيون المدسوسة
التي لا يخلى منها شعب من الشعوب. ويمارس المستوطنون العنصريون حياتهم على ترابها باطمئذان,
بل تعين على اسرائيل ان تستنفر جهود أ كبيرة لممارسة الاحتلال وبشكل مرهق تماماً. ولاسرائيل» في
هذا الجانب. مشكلة خاصة؛ هي عدم القدرة على العيش في اجواء التعبئة والارهاق المترتب عليها
لفترة طويلة. واذا كانت التعبثة وارهاقها مبررات معقولة في ظروف حرب حقيقية معتادة ضد.الجيوشٍ
0
العربية مثلاً؛ فان المبررات تختفى, نسبياً, في اجواء المقاومة المدنية؛ وتشكل عبئاً نفسيأ ثقيلا
العدن 505 أياى ( مايو ) 115 بون فلسطلزية /؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)