شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 29)
المحتوى
محمد خالد الأزهري ل
على كاهل الاسرائيليين» جنوداً وغير جنود. اصبحت الارض المحتلة؛ في مناخ الانتفاضة. ساحة
متقجّرة طيلة الوقت» وليس بشكل موسمي » أي كلما كانت هناك خشية من نشاط فداني» أو عملية
فدائية هنا؛ أى هناك ؛.وصارت المناسبات الوطنية تحصى بعدد أيام العام كله؛ وليس في أيام معلومات,
كما كان الامر في السابق. وقد يكون للاحتلال الاسرائيلي خصائصه الذاتية؛ مقارنة بالنماج
الاستعمارية؛ لكنه يشترك مع النماذج كافة في كونه يعتمد؛ في استقراره؛ على اذعان السكان» ولى في
حدود نسبية. فالالتزام بأوقات التجرّل وحظر التجول, والحصول على تراخيص للعمل والحركة
والمرور» وعدم الاتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية اي التجاوب معها؛ وعدم رفع الشعارات الوطنية,
وعدم تنظيم الاجتماعات والتجمّعات الوطنية؛ وأمور كثيرة أخرى تحتاج الى اذعان سكان الارض
المحثلة وتجاوبهم مع أوامر السلطات وقراراتها. لذا؛ فقد عمدت الانتفاضة الى كسى قاعدة الاذعان
بسطالبة الجماهير بعدم التجاوب مع تعليمات المحتلين» والاستجابة» فقطء لما يصدر عن القيادة
الفلسطيذية. وفي ذلك ارهاق لسلطات الاحتلال: الني اضحي عليها ان تستنفر قوى وجهودا لاجبار
السكان على التماثل مع قراراتها » وأوامرها » ونواهيها المهدّدة بالأفول لصالح سلطة وطنية خارجة على ‎١‏
‏ارادتها.
لا تعاطف مع الفلسطيئيين من جائب «شعب الله المختار»
ان نجاح المقاومة المدنية يفترضء فيما يفترضء وجود رابطة ما وقدر من التعاطف بين
المستعمرين والشعب الواقع تحت تحث الاستعمان مما يؤدي الى استجابة المستعمزين : في النهاية؛ لمطالب
الشعب المستعمّر. وهذا لا يتوفر في الحالة الفلسطينية» لأن الاحتلال الاسرائيلي يقوم على اعثبار ان
الفلسطينيين اناس أدنى مرتبة من الاسرائيليين» ولا يستطيع الفلسطينيون مهما فعلوا وتحمّلوا من
معاناة, ان يحولوا بين الاسرائيليين وبين اعتقال؛ ومعاقبة, عشرات الآلاف من الذين يقومون
. بالاحتجاجات اللاعثيفة. واليهود يؤمنون بأنهم «شعب الله المختار», مما يجعلهم لا يعترفون
. بالفلسطينيين شركاء متكافئين في جهود التسوية. ويترافق ذلك مع ايمان اليهود بأن الارض التي
يحتلونها هي «أرض وعدهم الله بها», ولك مبرر كاف لديهم للتمسك بطرد الفلسطينيين؛ والاستيلاء
على أرضهم بالقوة. واللاعئف سوففب يقدّم ذريعة مضافة لطرد الفلسطينيين الذين يشاركون فيه.
وتعد هذه الحجة من أكثر الحجج منطقية وموضوعية. ويمكن, بالاضافة الى ما تضمّنته الاشارة
الى ان المشروع الصهيسوني قد نهض ليس فقط على أساس التفوّق العنصري على الفلسطينيين»
والعرب بعامة؛ ولكن أيضاًء على أساس ان لا وجود للفلسطينيين أنفسهم, وان الارض الفلسطينية
خلي من السكان! وقد استمر هذا التجاهل منذ بداية المشروع الصهيوني وحتى وقث قريب. ففي
أواخر الستينات سألت رئيسة الوزراء الاسرائيلية: غولده مثير. عن وجود الشعب الفلسطيني؟ وعلى
غير ما هى شائع؛ فان الفكر الصهيوني هو الذي جعل من طبيعة الصراع على ارض فلسطين صراع
وجود منذ وقت مبكر؛ وثمّة ة حركات ‏ سياسية اسرائيلية معاصرة تتبنى هذه النظرة(؟). والسؤال: هناء
هو هل ساهمت الانتفاضة في تأجيج هذه المقولات والافكار الصهيونية؛ أم انها وضعتها موضع
المراجعة؟ لقد ظهرت قوى سلمية داخل المجتمع الاسرائيلي وانتشرت تحث أسماء مختلفة قبل اندلاع
الانتفاضة بنحى عقد من السنين؛ ؛ لكن عشرات الحركات الاخرى ولدت في اثناء تفاعلات الانتفاضة
نفسها ومعظمها بد! يتخذ موقفاً يقوم على الحوار المباشر والاعتراف المتبادل مع الشعب الفلسطيني.
غير ان هذه الحركات ما زالت محدودة؛ من حيث نسبتها الى المجتمع الاسرائيلي وفاعليتها
السياسية(!*). وفي مقابل هذه الاتجاهات؛ ظهرت حركات أكثر ارهابية بحق الشعب الفلسطيني.
وهكذاء فان الانتفاضة قادت الى تعميق حالة الاستقطاب داخل التجمّع الاستيطاني الصهيوني
53> نشزون السطيزية العدد 505 أيار ( مايو) ‎155٠‏
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6630 (5 views)