شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 31)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري سس
المقاومة الاسلامية ومنظمة التحرير الفلسطينية)» أى اقليمي (بين الداخل والخارج» أو بين الضفة
والقطاع) . لقد كانت هذه المحاولات مكشوفة تماماً وتدعو الى السخرية. وقد دلّت؛ بين دلالات أخرى,
على ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية لم ثع التغيّرات العميقة في بنية المجتمع الفلسطيني خلال
السنوات الطويلة من مسيرة نضاله؛ بحيث انها أرادث ترويج بضائع قديمة.تماماً يعوب بعضها الى
سنواث الثلاثينات:
5 مفهوم الجهاد يتضمّن اللجوء للعلف
ومضمون هذه الحجة ان الدور الذي يلعبه مفهوم الجهاد في التفكير الاسلامي الجمعي يحول
دون نجاح الكفاح المدني اللاعنيف؛ ذلك ان كل المسلمين؛ الذين يشكلون غالبية الفلسطينيين,
يقرٌون بشرعية الجهاد ضد الاعتداء على القيم ونمط الحياة الاسلامية. ومع تزايد التطرف اليهودي,
والاعتداء على المقدّسات الاسلامية؛ وتصاعد عمليات اغتصاب الاراضيء يزداد المسلمون
الفلسطينيون ايماناً بأن الاحتلال الاسرائيلي يمثّل تهديداً لحياتهم ووجودهم, ويتعلقون بالجهاد
العنيف كملجا آخير لمواجهة هذا التهديد. وهنا يغدى من الصعب اقناع الإغلبية الساحقة من
الفلسطينيين بجدوى المقاومة المدنية.
ومن الواضح أن هذه الحجة تنطلق من محورية الثقافة الاسلامية في اطار الحياة الفلسطينية؛
وهس أمر صبحيح؛ وطبيعي» يؤكد انتماء الشعب الفلسطيني الى دائرته .الحضارية؛ وهي داثرة
الحضارة العربية الاسلامية الممتدة في الزمان والمكان. ومع ذلك؛ فان هذه الحجة ربما تنطلق من فهم
ضيق لمفهوم الجهاد في الاسلام. مفهوم الجهاد الاسلامي أوسع بكثير من مجرّد المقاومة بالعنف.
وليس هنا موضع الاستطراد في مضمون هذا المفهوم» ولكن يمكن القول بايجاز ان مختلف أشكال
المقاومة المدنية تدخل؛ دون شك في حوزة الجهاد. ان التغاون» والعمل الجماعي؛ وانشاء المؤسسات
الوطنية: والحفاظ على الثقافة العربية الاسلامية, والدفاع عن المقدّسات, ولو من خلال سلاسل
الحواجز البشرية:؛ والتنادي للتجمهر من حول هذه المقدساث للحؤول دون اقتحامها من قبل
المهووسين الصهيونيين؛ ومقاطعة بضائع العدو؛ وعدم الخدمة في مؤسساته؛ والتعريف باجراءاته
التعسفية؛ والصبسر على المكاره والضغوط التي يفرضها؛ وعدم الاستسلام له, والترابط الاسري,
والتكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع كافة في الاحياء والقرى والمدن؛ كل هذه الانماط التي سلكتها
الانتفاضة؛ لا يمكن الآ ان يدخلها المنطق تحت مفهوم الجهاد. وليس ثمّة ما يحول دون العنف, اذا
ما تم ذلك كما سبقت الاشارة في اطار تخطيط محكم وتدبّر حكيم, يأخذ في الاعتبار الثؤابت
والمتغيّرات كافة التي تعتمل على ساحة الصراع في فلسطين: ومن حولها.
إخائمة
تعتمد المقاومة المانية؛ في مضمونها الاساسي» على قدرات الانسان الفطرية, كحب البقاء والحرية
والعمل في اطار الجماعة الوطنية؛ أو القومية» ومواجهة خطر الفناء بالامكانات المطروحة والمتوفّرة. ومن
أهُمْ مقؤماتهاء التي يمكن ملاحظاتها بشكل مباشر, القدرات التنظيمية للمجتمع المدني. ولا شك في
ان قراى الانتفاضة قد أخذ في اعتباره ان المقاومة.المدنية معركة. حقيقية» شأنها شأن المعارك كافة.
وأغلب الظنء ان هذا القرار قد سبقه اعداد اتضحت ابعاده بمرور الوقت؛ ويخاصة من خلال
استمرارية الانتفاضة: على الرغم من العنف الذي أوقعه المحتلون بكل سكان الارض ال محتلة. أن فكرة
المقاومة المدنية, كما يتضح-من مفهومهاء لا يمكن ان تكون وليدة وقتهاء او لحظتها, وائما تختمر
7" شين فلسطنية العدد 05 ايار ( هايى) .255 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)