شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 37)
- المحتوى
-
في المجتمعات الأوروبية من تغيرات وتحولات من مجتمعات تجارية الى مجتمعات صناعية؛ كان له تأثير
في أوضاع اليهود في اوروباء فجنوا ثمار الانقلابين, التجاري والصناعي؛ وعانوا من المشاكل الناجمة
عنهما. كما كانت هذه التحولات الاجتماعية التي عرفها المجتمع الاوروبي هي المسؤولة عن ظهور
المسألة اليهودية. وكما عرف اليهود الاضطهاد الأوروبي؛ فقد حصلوا على حقوق الانسان والمساواة,
في بعض الفترات» خاصة في أعقاب الثورة الفرنسية واعلان دستور 1781 وجاء الحل الصهيوني
للمسألة اليهودية من خلال الحركة الاستعمارية العالمية» والتي اصبحت الصهيونية جزءأ منهاء وليس
لديها مقدمات الاستقلال أو حرية الحركة بعيدأً من الحركة الاستعمارية. واذا كان الحل الصهيونى
السياسي عرف منذ مؤتمر بازل» العام 1517؛ ونشاط هرتزل: فقد وجد, قبل ذلك؛ ما عرف بالصهيونية
غير اليهودية؛ «صهيونية الأغيان» أو الصهيونية المسيحية؛ وهي حركة الاسترجاع المسيحية التي
كانت تطالب باعادة اليهود الى أرضهم حتى يتسنى الاسراع في تحويلهم الى المسيحية. ولأن الأفكار
الدينية لا توجد بمعزل عن التحولات الاجتماعية؛ فليس من الغريب ان الحركات الاسترجاعية في
اوروبا قد انتعشت في القرنين؛ السادس عشر والسابع عثشى عصير التجارة والاستكشافات الجغرافية
وعصر الاستعمار التجاري. ثم وصلت ذروتها في القزن التاسع عشي (عصر الامبريالية) وتزايدت
الحمّى الاسترجاعية, خصوصاً في بريطانياء بسبب ظهور المسألة الشرقية والمطامع الأوروبية في وراثة
الامبراطورية العثمانية. وبدأ رجال السياسة الأوروبيون ينظرون الى فكرة عودة اليهود الى صهيون
على انها وسيلة لطرد الاتراك من الشرق الاوسط('). وبما ان الاسطورة الديئية تتكيف مع الواقع
الاقتصاديء والتاريخيء فاننا نجد انها تتحول من مجرد فكرة دينية تؤكد على عودة اليهود الى
فلسطين لتحقيق النبوءة التوراتية؛ لتصبح برنامجاً استعمارياً يؤكد عودة اليهود الاستيطائية لفتح
الأسواق وحماية المصالح الاستعمارية وتنفيذ المخططات الاستعمارية.
شداء نابليون
عندما كان نابليون بونابرت يقوم باعداد حملته على مصر. وفلسطين, انتشرت رسالة موجهة الى
يهود العالم انتشارأ واسعأ في اوروباء دعتهم الى انشاء مجلس يمثلهم كي يتفاوض؛ باسمهم, مع
الحكومة الفرنسية؛ من أجل «اعادة» فلسطين الى الشعب اليهودي. وكانث الرسالة موجهة الى
«الاخوان في الدين»؛ الا انها لم تحمل اي توقيع؛ لان الحكومة الفرنسية كانت وراء اصدارهاء كما
أشار الى ذلك ناحوم سوكولوف. وجاء في الرسالة, التي اصدرت العام :١44 «ان البلاد التي نقترح
احتلالها سوف تضم (وذلك يخضع للترتيبات التي تراها فرنسا مناسبة) مصير السفلى, بالاضافة الى
منطقة تمتد حدوبها على خط يسير من عكا الى البحر الميت؛ ومن الطرف الجنوبي الى البحر الأحمر.
ان هذا الموقع المتفوق على ما عداه؛ والمتميز عن سائر المواقع في العالم, سوف يجعل منّاء حين نمخر
غباب البحر الاحمر, أسياد تجارة الهند والجزيرة العربية وجنوب افريقيا وشرقها والحبشة
(اثيوبيا)... ان الاقتراب من حلب ودمشق سوف يسهل تجارتنا مع بلاد فارس؛ ومن طريق البحر
الابيض المتوسط نستطيع اقامة الاتصالات مع فرنسا واسبانيا وايطاليا وسائر انهاء القارة
الاوروبية. ان بلادنا الواقعة... في مركز الوسط في العالم, سوف تصبح مركزاً تجارياً لتوزيع السلع
من كل المنتجات الغنية والثمينة على سطع الكرة الأرضية»97),
وقد اصدر بونابرت نداءين الى اليهوب: الأول بمجرد وصوله مصر العام 2١71/ والذي حت فيه
جميع يهود آسيا وافريقيا على الالتفاف حول رايته؛ من أجل اعادة «مجدهم الغابر» واعادة
7 اشؤون فلسطية العدد 8١؟, أيار ( مايي) 195٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)