شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 40)
- المحتوى
-
مصر, منذ عهد سعيد واسماعيل؛ واضحاً» حيث ظهر الى جانب الممولين الأوروبيين أصحاب المصارف
الخاصة: مثل باستر وديرفيو وأوبنهايم. ولافيسون ولنداى, ممولون من اليهود الشرقيين؛ ومن
البونانيين؛ ومن بلاد الشام. وكان اهم هؤلاء الممولين عائلات قطاوي ومنشيه وسوارس وسسرسق. وقد
أسس هؤلاء, أيضاً. مصارف خاصة:؛ وكانت لهم صلات ببعض البيوت المالية في أوروبا وببعض كبار
الممولين اليهود فيها. وبعد ان تدهورت أحوال اسماعيل المالية؛ ودبٌ الخلاف بينه وبين ديرفيى
وأوبنهايم» لتوقفهما عن اقراضه: صفّت المصارف الأوروبية الخاصة أعمالها في مصر, وعاد
أصحابها الى أوروباء فحلت المجموعة الجديدة محلها في أعمالها الاستثمارية كافة؛ بما فيها اقراض
الخديري والحكومة. وقد أسس هؤلاء «بنك يعقوب قطاوي وأولاده» ودبنك يعقوب منشيه» و«بنك
اخوان سوارس» ودبنك سرسق». وكان اسماعيل يتعامل مغ كل هذه المصارف» ويتعامل؛ أيضاًء مع
«بنك عاداه» و«بنك ظريفه وزافيرى بولو».. ومن العائلات المصرفية الأخرى؛ التي ظهرت في ثلك الفترة»
عائلة هراري التي اشتركت في انشاء البنك العقاري المصري والبنك الأهلي المصري وشركات السكر
والمياه وكوم امبو والشيخ فضل!")؛ وجميع هؤلاء من العائلات اليهودية, باستثناء عائلة سرسقء التي
جاءت من لبتان العام .187١ وبدأ اليهود في مصر يلعبون دور ملحوظا في الاقتصاد المصري.
نعوب الى موقف فرنسا في الفترة تلك؛ مع بداية العمل في حفر قناة السويس» حيث كان حماس
فرنسا لاقامة دولة يهودية في فلسطين تحت الحماية الفرنسية. وأخذ بعض المفكرين والكتاب
السياسيين في فرنسا يرفعون لواء الدعوة للمناداة بفلسطين «اقليمأ يهوديأ»» على نحو مماثل للدعوة .
الصادرة بجعل لبنان «اقليماً مسيحيأء تحت الحماية الفرنسية. وقد أبدى نابليون الثالث اهتماماً
ملحوظاً بفكرة توطين اليهزد في فلسطين؛ خاصة حين حصلت فرنسا على امتياز شق قناة السويس.
وبرز هذا الاهتمام على لسان عدد من الشخصيات الفرنسية المقربة الى نابليون الثالث.
ومن بين هؤلاء جان هنري دونان: الذي كان على صلة وثيقة بحكام أوروبا. وقد قام بنشاطات
واسعة في فرنساء وخارجها؛ لكسب الرأي العام الفرنسي» والأوروبيء من أجل الاستيطان اليهودي في
فلسطين؛ وأنشأ «جمعية استعمار فلسطين» في باريس» وذجح في الحصول عى موافقة الامبراطورة
أوجيني: زوجة نابليون الثالث؛ لتولي رئاسة هذه الجمعية. وفي الفترة عينهاء عبّر السكرتير الخاص
لنابليون الثالث؛ ارنست لاهاران؛ غن المطامع الامبريالية الفرنسية في الشرق؛ وعن اهمية المشروع
الصهيوني بالنسبة اليهاء ونشر آراءه في كتابه الذي أصدر العام 187١ بعنوان «المسألة الشرقية
الجديدة؛ الامبراطورية المصرية والعربية واعادة احياء القومية اليهودية». واقترح لاهاران قيام فرنسا
بتوطين اليهود في فلسطين, يؤازرها في ذلك دعم وجهد المصرفيين والتجار اليهود في العالم؛ ويجرى
اكتتاب مالي يهودي عام يتيح لليهود المجال لشراء دوطتهم القديم» من الدولة العثمانية. وأوضح
لاهاران الفوائد التي تعود على الامبريالية الغربية من وراء هذا المشروع بقوله: «أي قوة في أوروبا
ستعترض على الخطة الداعية الى اتحاد اليهود من أجل شراء ارض أجدادهم القديمة؟ ومن ذا الذي
سيعترضء اذا عمد اليهود الى القاء بيضع حفنات من الذهب الى تركيا العاجزة المتهالكة؟... لن تثار
أي اعتراضات على تحقيق هذه الخطة». والذي يعئينا في مشروع لاهاران الجنْء الخاص بمصر؛ حيث
جاء فيه: «وسوف يتم السماح لمملكة يهودا بتوسيع حدودها من السويس الى مرفأ أزمير» بحيث تشمل
منطقة سلسلة جبال لبنان الغربية بكاملها...». وقد وصف لاهاران. العرب» في كتابه, بالهمجية
والوحشية؛ بل أنكر المساهمة العربية في ميادين العلوم الأوروبية وقصرها على اليهود. ومن المفارقات
العجيبة ان لاهاران قدّم كتابه؛ بل مشروعه هذاء وهم في الوقت عينه؛ أحد ضيوف الشرف
العدد 5١؟, أيار ( مايي) 1119 وين فلسطيزية لذن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)