شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 32)
- المحتوى
-
عل فلسطينيو الارض المحتلة العام /194...
وأخذت السلطات الاسرائيلية تسيطر على الاراضي العربية» وتقيم مستوطناتها عليها تحت مختلف
الحجج والذرائع؛ فتمّتء استناداً الى قانون املاك الغائبينء السيطرة على ٠,5 ملايين دونم من أراضي
مئات القرى العريية التي هدمت؛ ثم أتت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة» عبر سلسلة من القوانين:
مثل قانون مصادرة الاراضي البور أو قانون مصادرة الاراضي الجبلية؛ على مليوني دونم. وهكذاء لم
يبق للعرب سوى 7٠١ آلف دونمء تقام المباني السكنية على حوالى ٠١١ آلاف منها؛ أي ان نسبة
الاراضي المصادرة تبلغ 8٠١ - 45 بالمتة من ممتلكات العرب في العام 0١15154 *) . وقد شكّل هذا الامر
عبئاً كبيراً على السكان العرب» وتوتراً في علاقتهم بالسلطة الاسرائيلية» أثّرت في مجرى امور حياتهم
اليومية» وخاصة المعيشية منها. وكان عدم خروجهم للعمل في اسرائيل (يموجب تصاريح من الادارة
العسكرية) دافعها التمسك بكل قطعة أرض صغيرة» من اجل زرعها. واستمرت هذه الصوزة في القرى
العربية حتى العام .١555 وحتى هذا التاريخ» كانت تحركات: وتنقلات: السكان مقيّدة الى درجة
كبيرة. على الصعيد الداخني ضمن المنطقة الواحدة؛ اضافة الى منع السلطات الاسرائيلية لأي
تنظيمات سياسية عربية. وكان توزييع السكان العرب داخل اسرائيل» في المجال الجغرافي؛ توزيعاً
. طائفياً: عرب الجليلء عرب المألّثء البدى في الجنوبء سكان المدن المختلطة, الدزون: الشركس.
بعد العام .١1554 تمّت ازالة الكثير من القيود على تحرّكات وتنقلات السكان العربء على الرغم
من ان الحكم العسكري لم يُلعٌ حتى كانون الثاني ( يناير ) ١177 . ولكون أغلب السكان العرب من
القرويين الفلاحين» الذين يعيشون على الزراعة؛ ونتيجة لمصادرة الاراضيء فقد تقأّصت مساحة
الاراضي الصالحة للزراعة. ويموازاة ذلكء ارتفع عدد السكان نتيجة لتكاثرهم الطبيعي» وازدادت
نسبة القوى العاملة بينهم» ومعظمها من الشبان الذين اضطروا الى التسلل» خلسة: الى سوق العمل
اليهودي» حيث كانوا يتعرضون للاستغلالء لكونهم «عمّالا غير شرعيين»7"*). وكان لالغاء بعض قيود
التنقل؛ المفروضة آنذاك على العرب» والسماح لهم بالعمل في المدن اليهودية الرئيسة نتائج هامّة على
الصعيد الاجتماعي؛ اذ ضعفت الروابط العائلية (العشائرية)؛ وانخفض تعلق الفرد العربي برؤساء
. الحمائل» ولم يعد الفرد يخضع لسلطة الوجهاء والمخاتير الذين ارتبط بعضهم بالسلطات الحاكمة,
حيث حصل هذا البعض على الموارد من الادارة العسكرية؛ ويمساعدة هذه الموارد تبلورت «الحمولة»
وتعزّزت. وخلال الفترة ما بين /191712-5551: حدثت تطوّرات هامّة. فلقد اضعف التوجّه نحو العمل
المأجور. داخل اسرائيلء مكانة رؤساء الحمائل ( الوجهاء والمخاتير ) وقِلّل التعلّق بهم. وكانت هذه
أول ضرية توجّه الى ما سمّي بتأقلم «الاقلية العربية» مع واقع الدولة اليهودية . وكان لهذا التغيّر في
التركيب المهني: بالنسبة الى العرب» تأثيره في أوضاعهم الاقتصادية:» ومن ثم في مواقفهم السياسية.
وكانت الفترة من ١451 - 1577. بالنسبة الى العرب؛ فترة توسيع العلاقات المتبادلة بين العرب
واليهوب» بسبب وجود مصادر عمل؛ كما حدث تغيّر في هذه الفترة» في أسلوب السلطة المحلية. فمهمة
المختار تبدّلت بمهمة المجلس المحلي المنتخب؛ ويدأت السلطة المحلية الديمقراطية في هذه القرى» .
وهذه نقطة تحول هامّة في تبلور شخصية الفرد العربي في اسرائيل؛ كما حدث,؛ في الفترة عينهاء انتظام
سياسي» سواء في اطار الاحزاب الاسرائيلية» أى في اطار الحزب الشيوعي الاسرائيلي. وكان من أبرز
القيم التي تبلورت في تلك الفترة, ظهور جيل الشباب الذي أخذ يشعر بالقوة» ويرى ضرورة ان يجد
له موقعاً خارج اطار الزعامات التقليدية: التي ارتبط معظمها بالاحزاب الاسرائيلية: ويخاصة حزب
مباي الحاكم. هذا الجيل العربي الشاب اكد ضرورة المحافظة على الهوية القومية؛ ونمّى مشاعره
بالانتماء القومي.
وهكذاء وبعد مرور أقل من عشر سنوات على قيام اسرائيل بدأ المجتمع العربي في اسرائيل
العدد :٠١1/ حزيران ( يونيى ) 115 لشُُونُ فلسطيزية 55١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10276 (4 views)