شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 46)
- المحتوى
-
فلسطين في أدب غسان كنفانى
د. مصطفى عبد الفنى
إن فلسطين تُمثْل العالم برمّته في قصص غسان كنفاني . ومع ذلك؛ فتحن لا نعدم من فشر. ولا
٠ يزال يفسّرء بعض اعماله تفسيراً مغايراً لروح غسانء وفكرهء وموقفه النضالي. وإذ بدا هذا التفسير
غريباً بالنسبة الى نقّاده(0) ٠ فانه يبدى أكثر غرابة حين يتحول الامر من سوء الفهم الى سوءِ النيّة. فقد
1 يبدى تفسيراً مجافياً للحقيقة من عارفي غسان . غير أنه يبدوء لدى من لم يعرفوه شخصياً. أو فكرياً:
غير مقبول؛ اذ يتحول سوء الفهم بحسن نيّة الى سوء فهم بسوء نيّة . ومن هناء يتعدّى الامر التعرّف
على غسان من خلال نص الى جملة من التساؤلات المريبة. لماذا؟ لأن سوء الفهم الذاتج عن حسن
النيّة يظل أخطر من سوء الفهم الناتج عن سوء نيّة.
ولنضرب عدة امثلة لسوء الفهم أو سوء النيّة (اذ يتشابهان)» لنرى الى أي مدى فهم نقّاد غسان
كنفاني عمله الروائي؟ والى أي مدى تجاوزوا خطابه الروائي الى غيره.
إن ناشره (والمروض انة أكثر الاطراف فهماً لابداع غسان)» في مقدمة تفسيره لبطل رواية
«الشيء الآخر»: كتب ب: «كنفاني يجعل من المتهم محامياً يعجز عن الدفاع عن نفسه. من اجل أن يعطي
الطابع البوليسي» ٠ الذي يلف الرواية, ابعاداً سيكولوجية وفلسفية. انها ليست رواية بوليسية تنتهي
| الى تمجيد البوليس؛ أو الاعتراف بذكائه؛ وليست مجرد رواية من عالم الجريمة. .. كنفاني ينطلق من :
' حادثة القتل الغامضة:؛ من اجل ان يحاول محاكمة القضايا الكبرى التي تعترض الحياة الانسانية:
الحبء الزواج: العدالةء الخيانة...('). وعلى هذا النحوء فهذه الرواية عنده تدخل عوالم «الجريمة
والجنس ... الى غير ذلك», وهو يردّد هذا اكثر من مرة.
ونخرج من عالم الجريمة والجنس عند كاتب الى عالم الضجر والوجودية المجردة عند كاتب آخر,
محاولاً تفسير الرواية بكثير من التشويش0(). ٠
الأكثر من هذا غرابة ان البعض الثالث لا يهتم بالرواية كليّة. مكتفياً بذكر اسمهاء فقطء مبرراً
أنصرافه عنهاء بحجة» هي عذر أقبح من ذنب» انه لم يعثر عليها . فهى «لم يعثر عليها ضمن أعمال /
غسان كنفاني»!؟).
وعلى هذا النحقٍ يتحول أدب غسان كنفاني المفترض انه روّى فنية الى معميّات: وينتفي دور
الفن في مواجهة الوثيقة. فاذا كان الفن قادراً على منح تأثيره هلمن يريدء فان الوثيقة تظل مستعصية
على التفسير بدون السعي الى ذلك . وبدلاً من ان يتقدم الادب ليترك «وثيقته» العفوية؛ فانه يتراجع
الى ما دون الوثيقة.
وباختصارء فان العمل الفني, بهذا الفهم المغلوط. لا يسهم في كتابة التاريخ الفلسطينيء بل
العدد .7١1 حزيران ( يونيى) 15150 شْمُوِنُ فا فزي 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)