شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 48)
- المحتوى
-
ويمكن القولء» بدون تجاوز كبيرء ان الروائيء أو الكاتبء العربي هنا جاوز المعطيات الفلسفية» أى
الادبية» عند سارتر وفوكنر وغوركي الى الواقع العربي بكل مأساويته في ذلك الوقت.
كان الواقع العربي الممرّق فضللاً عن نكبة فلسطين وتخلخل كثير من القيم منذ نهاية
الخمسينات وطيلة الستينات: دافعاً لتكوين «الخطاب» الكنفاني, خاصة وأن الادب العربي كان كله
. يعكس هذا الواقع في ذلك الوقت؛ حتى ان ليفين قال في وصفه لحال الادب العربي» حينذاك» ان هذا
الادب عكس «هذا الشعور بالعجزء والاحباط: والقلق» والتشاؤم؛ وفقدان الاتجاهء وانعدام الثقة
بالنفسء والسخط على العالم المجنون الذي يضطر الانسان العاجنء والمغتربء الى العيش فيه. وغدا
البطل الادبي شخصاً متعلقاً بالتقاليد» عديم الثقة بالآخرين, متمرّداً وضحية للوسط المحيط: أو
متمرّداً فردياً يسير نحو الهاوية المأساوية»().
لقد كان غسانء باختصارء أسير مأساته الفلسطينية» والعربية. وهذا ما يقترب بناء أكثر. من
النتاج الادبي له حينذاكء لنرى ذلك المناخ الذي كتب فيه رواية «الشيء الآخر». ش
الاطار المرجعي ؛ الكتابة
في عقد الستينات, حين كتب غسان روايته «الشيء الآخر», كتبء أيضاً عديداً من الاعمال
الاخرى التي تتوحّد في خطابها جميعاً نتيجة لوجوب «الوعي» الذي صدرت عنه . وهذا الوعي يرى ان
قضية فلسطين تسبقء في وجودهاء قضية الوجودب ذاته؛ وهذا يعنىء عند الروائى الفلسطيتنىيء ان
العجز عن فهم قضية فلسطين يوازي العجز عن فهم قضية الوجود بعد ذلك الأمر الذي نجده في
أدبيات كنفاني في تلك الفترة.
لقد أصدر. بين العامين 111١ و1517, مجموعتين قصصيتينء هما «موت السرير رقم ١١
و«أرض البرتقال الحزين». ومراجعة قصصه. في ذلك الوقتء ترينا انهاء جميعاً. تغادر المعنى المجرّد
عند سارتر, الى المعنى الوجوديء المأساويء في نكبة فلسطين. ومع اننا لا نخطىء ملامح وجودية
صارخة في تلك القصصء فان الواقع العربي كان الباعث الاول الى استنبات هذه الملامح؛ فأغلب تلك
القصص لا يخرج» قطء عن ثلاثة موضوعات آثيرة لديه. هي الخروج والمنفى والثورة.
ولاحظ فؤاد دوارة» في مجلة «فصولء» (أيلول - سبتمير .١547 ص ,)7١ إنه؛ في هذه
القصص.ء ومن بين احدى وستين قصة, نعثر على خمسين قصة عن فلسطين. كما يمثّل موضوع النفي
المكانة الثانية ؛ فمن بين خمسين قصة نعثر على ثلاثين منها تتحدّث عن قضية المنفى؛ كما تمتزج
الموضوعات في القصة الواحدة بين الخروج والمنفى والثورة. فضلاٌ عن رصد بعض المواقف العربية
التي تتمثّل في تقاعس بعض الحكومات العربية» آنذاكء في وقوفه الى جانب الفلسطينيين» فضلاً عن
مطاردتهمء وأضطهادهم .
وفي العام التالي مباشرة, بدأت تتوالى رواياته؛ وفي مقدمها كانت روايته الملحوظة «رجال في
الشمس» التي تحدّد الموت فيها كمعادل موضوعي لفلسطين. ان تلك الرواية أكدت ان الموت الفردي
لا بدّ ان يأتي في غيبة العمل الجماعي . وحين تتجلى حالات التصرّق الفردي يكون الموت هو المصير؛
فحين مات أبطال هذه الرواية مختنقين في خرّان حافلة على الطريق بين الكويت والعراق» ضاح صوت
حامل الرآي: «لاذ! لم تدقوا جدران الخرّان؟». غير ان التحوّل بدا مؤّكداً في الرواية التالية «ما تبقى
لكم» (1517): فاستبدل بالموت المجاني الفعل الايجابي.
العدد ,5١1/ حزيران ( يونيى ) 15160 لشُوُون فلسطيزية لاع" - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)