شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 51)
- المحتوى
-
د. مصطفى عيد الغني للدم
مع موقف .الفلسطيني المعاصر في هذا الكون الفاسد: فهى عرف جيداً ان الجناة هم ممثلى المحكمة؛
ومن ثم تحوّل الصمت الى موقف معيّر عن.تطوّر جديد في الموقف: الذي اتخذه مضطراً تحت ضغط
الواقع, وما يتظاهر به افراد المحكمة. وما دام الصمت يعنيء في عرف .المحكمة:» الادانة» فان الادانة
كانت قائمة قبل اتخاذ هذا الموقفء وبالتالي» بعده. انه التقوقع في الذات والهمس الى الداخل. لنقرأ
مناجاة الذات:
«لاذا يصمت المتهم أمام الاتهام؟ ماذا يتخلّى عن حق الانسان الاول في الدفاع عن نفسه. الآ
اذا كان شاعراً بآن ليس ثمّة ما يقال أمام واحدة من أبشع الجرائم» 9 ).
ان المتهم, وقد كان محامياً سايقاً (انظر المفارقة)» دهش في صمته من محاميه الذي حاول «ان
يحرج القضاءء ويضع العدالة في مأزق. ..»» ذلك لأن الصمت ٠ يحمل في طويته موقفاً. والموقف يعني
أنه مادام العالم متواطتاً مع هيئة المحكمة (المجرمين الحقيقيين): فمن العبث الدفاع عن النفس.
ان الدفاع تحول الى موقف «كافكاوي» وعير عن عيث لو طائل وراعءة.
ان المتهمء هناء عرف بفعل وعيه؛ بجريمة لم يقترقهاء بينه وبين نفسه؛ بأنه بريء» متهم بريء.
وما دام هو مؤمن» في قرارة نفسه, ببراعته, فانه.» بالتيعية, عرف انه سيصبيح البريء بين المذنيين.
فالمذنيون هم قضاته. ومن العبث ان يفهم لغتهم, أو يفهموا لغته. ومن هناء اصبح الصمت اللغة
الوحيدة المتاحة. والصمت عنده عنى الشجاعة في مواجهة المصير وه الحل الوحيد للمواجهة؛ مأ
دام ليمك حأ آخن
واستمن »«اعلاناً راعداً عن ” شي ء آخر' في حياتنا عشتاء داكا ل معزل عنهفاذا به. فجاة. أقوى
ما في حياتنا»70).. :
وبينما طرح المتهم | الرؤائي ذلك على شكل سؤال؛ ؛“فائه كان مقدمة لطرّح السؤال المخوري:
وكأنه اجابة سبق ان طرحها: فمن قتل ليلى الحايك؟ ولم يلبث ان غادر التلميح الى التصريح؛ فأجاب
بسرعة : «الشيء»! فظلت الاجابة معلّقة بسؤال آخر: من هو «الشيء» الآخر؟ وأجاب: : «شيء لم يعرفه
القانون, ولا يريد ان يعرفه... شيء موجود فينا؛ فيك انت؛ فيّ أنا؛ في زوجها؛ وفي كل شيء أحاط بنا
جميعاً منذ مولدناء(7)05
وتحوّل هذا الشيءء في أكثر من مظهر. تحوّل من الخارج؛ من القوى الظاهرة (العدى الصهيوني
- الغربي)؛ الى قوة داخلية (الضعف البشري). ان هذه الجريمة (التي لم ارتكبها)» كما اعترف, هي
«عقدة الذنب التي تسيطر على مشاعري الد اخلية»(*١): وأكدت له انه لولا الضعف في الوعي القومي»
والضعف في المجابهة منذ فترة مبكرة» لما حدث ما حدث.
لقد انقلبت الامور رأساً على عقب. تحدّدت الجريمة المحبوكة ضده. وان كان هو الوحيد الذي
أيقن ان ما حدث خوله» وعنه: هى «قصة غير حقيقية». وتحوّل الاتهام الخارجي الى واقع داخلي حادّ.
لكن ماذا يعني ذلك؟ ان الاجابة تحدّدتء استقامت:؛ في الداخل: لو ان المتهم كان أكثر وعياً لما أمكن
ان يحدث حوله, وما كان ما كان: ولما جرق هذا (الشيء) ان يفعل ذلك كله ضده. ولما اختلطت الخيوط ,
على هذا النحو: اا 1
«لقد. صرت قانعاً بآن الذي , 55 القصة كلها هى ' شيء " أكبر من تسلسل الحوادث. المنطقي؛
66 يون فلسطيزية. العدد 1١٠؟: حزيران ( يونيى) 195٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)