شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 52)
- المحتوى
-
حل فلسطين في أدب. غسان كنفاني
حدث» وليس حين ين تكون هي ذاتها وراء شيء 0 0( . أن الجاني وذلك الشيء الى المجهول هما شيء
؟ - قانون الماتصرين: وعلى هذا النحىء تغيّركل شيء. فما دام البريء متهماًء والجاني مجنياً
عليه؛ فان قانون الكون قد فسدء وتحوّل كل شيء الى نقيض له. من قتل ليلى الحايك؟
القانون» هناء تحوّل, ضمن تحوّلات كثيرة» الى مصادفة. وثمّة فارق كبير في هذا العالم بين
القانون والصدفة؛ وهل ثمّة فارق في هذا العالم بين الظلم والعدل؟ ان المتهم بتهمة لا يعرفها .
(الفلسطيني) الممرور يمأساته يصبح دهشاً ولكن في صمته: «أن المصادفة, ايها السادة: شي قيمة
واقعية في حياتناء كالقانون والعدالة والجريمة»3(),
من قتل ليلى الحايك؟
ان المسؤول عن ذلك اصبح.ء رويداً رويداً. مع طول المعاناة. هى هذه الصدفة (المجهول).
لقد أرق زوج ليلىء ايضاًء هذا السؤّال (والزوج نفسه لا يخلى موقفه من ريب). غير ان الذي
هم المتهم الحقيقي هو ان يتخلّص من ذلك كله. ووصل هذا الواقع الفاسد الى اقتناع (يقين)
مؤداه هى اختلاط قيّم الخير والشر وان الخير والشر. سيّانء اصبحا قيمة واحدة بفعل هذه
الصدفة, الفعل العبثي في هذا الكون, الذي يمضي في خطواته بشكل عشوائي في الظاهرء بينما
تحركه قوى غامضة في الباطن. ١ ١
ان هذا الواقع باحساس وجودي قاتمء قائّم دفع به الى ادانة الصدفة؛ لأنها تظل معاديٌ
موضوعياً للعيث البشري. كتب في سخرية به ممضاة:
«الصدفة هى التى فعلتء ايها السادة: الصدفة. ليس يهمنى أن كانت تلك الصدفة قد
خصمي : هذه القضية الفاجعة, انما هو الصدفة, وشي التي دفعتني» ؛ باصرارء 5 يصدق, الى
قفص الاتهام»(04).
واستدعى الروائى الذاكرة. قصة قديمة 1 بها على عبث القانون» وعلى انه يمكن قلب
الاشياء وتحويلها الى النقيض حين يتحدث المرء عما بدذهء بأتقان, وعما يبريده أن يكون اولا؛ وحين
يملك القدرة على فعل ذلك, ثانياً. فهو حكى كيف انه. في فترة مبكرة, ارتكب فعلاٌ فاضحاً مع فتاة
ضعيقة. ومع ذلك, استطاع بما يملك من تأثير عاطفي, ٠ وقوة منطق خادع» ان يقوم بلعبة الخداع مع
والده. ويجعله يقتنع يما يريد» وهو ان الفتاة على العكس - هي التي حرّضته» وهى. الذي كان
ضحية: هو الذي انصاع منوّماً ٠ وخائفاً ٠ لرغياتهاء ان مثلث الحقيقة أصبح مقلوياً.
كان عليه أن يستدعيء في صمتهء. هذه القصة. ليدلل بها على ما فعلته هذه القوى الغاشمة
بالفلسطينيين . وحين حولت الظلم بالحديث الى العالم - الى عدلء الى حق عائد لأصحابه: كان يدرك
اصول اللعبة»ء ولكنه لم يلعبهاء ومن ثم م أصبح أحد ضحاياها: «لقد ريحت الدعوى, لأنني لعبت»
بصورة مصغرة؛ لعبتكم : كان المنطق معي ٠ وكذلك الواقعية. .. ولكن الحقيقة لى علم والدي وعلمتم
كانت غير ذلك». ثم قال » وكآنه ازاح امراً هاماً » أو عبئاً ثقيلاء من على صدره: «أن القصة الحقيقية
التي حدثت باتت غر مهمة(08,
العدد .7٠١/ حزيران ( يونيى) 1140 لَتُهُونُ فلسطيزية ١ه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)