شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 57)
- المحتوى
-
اشكالية رسم الحدود
في الفكر الصهيوني
تشير مسألة مستقبل الحدود جدلاً واسعاً في المجتمع الاسرائيلي. ولا نكاد نجد موضوعاً من
. مواضيع الخلاف يستقطب بمثل ما يستقطب هذا الموضوع من شرائح اجتماعية متنوعة. وهذا
الجدلء الذي تزامن مع بروز الصهيونية السياسية» في اعقاب مؤّتمر بازلء الذي عقد في السنوات
الاواخر من القرن الماضيء ما زال متواصلا, ولم يشهد لحظة انقطاع واحدة» ولو لفترة قصيرة. وقد .
اكتسب هذا الجدل أهمية خاصة: بعد انشاء اسرائيل على قطاع معين من ارض فلسطين؛ وازداد
حدّة بعد ان اتسعت رقعة هذه الدولة لتشمل جغرافيّة فلسطين بكاملها مضافاً اليها اجزاء أخرى من
أراض لدول عربية مجاورة. ش
وفي خْضمٌ النقاش الدائر حول هذه المسألة, ٠ نلتقي بمجموعات ثلاث : الاولى د تستند الى مأثورات .
دينية لرسم الحدود الواجب اعتمادهاء والتي لا يجوز التنازل عنها لأنها «هية الهية»؛ والثانية تجد
في الحدوب التي كانت قائمة من قبلء أيام الملوك الاول .ضالّتها فتجعلها قاعدة لمفاهيمها التي ترشخت
في اذهانها؛ والثالثة تبحث في مغطيات جغرافية سياسية تساعدها في ايجاد الحل الذي ما زال لغزاً
تقف مجادلة في ادراكه وتحديد. مضمونه. وربما نصادف. ايضاً: ٠ مجموعة أخرى تتنقل بين. هذه
الحظائر الثلاث: ولكنها تبيقى هامشية:ء لانعدام الرابط فيما بينها.
وداخل هذه المجموعاث الثلاث: التي هي محل دراستناء فاننا نشهد مواقف, ومفاهيمء تبدو,
ظاهرياً. انها في حالة تضاد وتناقض مع غيرها مما يجرى في هذا الاطار؛ ويتصور البعض أن هذا "
التنافر انما هو تعبير عن الابتعاد من المنابع الاصلية. ولكن البحث المعمّقء في هذا الجانبء يقودنا
الى تغيير الرؤية» بحيث يبدو واضحاء ان هذا الابتعاد انما هىى في حقيقة الامرء اقتراب من هذه المنابع ١
التي غذَّتء وما زالت تغذِّيء تلك الافكار المطروحة. واذا ما قدّر لفكرة ناشزة ان تخرج لتحلّق بشكل
انفرادي خارج بوتقتها المألوفة, فانها سرعان ما تسقط مشفوعة بالاعتذار, لتستقيم الامور من جديد.
ونحن» في هذه الدراسة؛ سنحاول استجلاء هذه المواقف من منظورها الدينىء والتاريخي,
والواقعي؛ نستعين في كل ذلكء بالسياق التاريخيء لنميّز بين فترتين: الاولى ما قبل تشكل الدولة
اليهودية كنظام سياسي يسعى الى الاعتراف به, وهي المرحلة التي استوعبت شخصيات محدّدة خلال
النشاط الصهيوني الذي استفرد بتحديد السياسات المستقبلية لكيفية بناء الدولة من خلال هذه
الشخصيات البارزة: مما جعل هذه السياسات ترتبط باسمائها وتمتزج بسيرتها الذاتية؛ والثانية ما
بعد الاعلان عن قيام الدولة وتلك المرحلة التي اشتملت على تصورات ما زالت تتفاعل مع
61 شوُون فلسطزية العدد 1١؟: حزيران ( يونيى) 1945٠0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)