شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 58)
- المحتوى
-
حل اشكالية رسم الحدود في الفكر الصهيوني
الاحداث؛ وتتلوّن بألوان مختلفة, لتتلاءم مع التقلبات التي تجرى في المنطقة. وذلك كله في محاولة
لايجاد رابط بين الحاضر والماضي في عملية تكاملية» لادراك ابعاد التصورات الصهيونية حيال هذه
المسألة. ْ
وهكذا ترتسم» قبالتناء تلك المصاور الرئيسة التي نرغب في طرقها. وهذا لا يعني ان هذه
المجموعات, التي أشرنا اليها سابقاً. والتي سنجعلها أساساً للنقاش, تتميز بالفرادة المطلقة؛ بل
نشهد في بعض اللحظات, شذوذاً ينتقل من هذه المجموعة لينعكس على المفاهيم السائدة في مجموعة
أخرىء مما يجعل الترابط الدقيق بين هذه الفئات قوياًء يصعب الفكاك منه في لحظة معيّنة؛ وكل ذلك
في سبيل تحقيق غاية موخدة تتلخص في بناء دولة يهودية تكتسب من أسباب المنعة والقوة ما يفوق
الدول المجاورة في حدّه الادنى» والدول المعاصرة في حدّه الاقصى.
المأثور الديني والتاريخي
وجد ثيودور هرتسل (1870 - )١11١54 مؤسس العقيدة الصهيونية الحديثة, التي أطلقها في ٠
. مؤتمر بازلء في سويسراء العام 1441» ان العقيدة الصهيونية, التي استرخت لفترة طويلة من الزمن, !
' يمكن استنهاضهاء مرة أخرىء من خلال استثارة المشاعر الدينية لدى الطوائف اليهودية: وبعث
الافكار القديمة التي تحتضنها الشريعة الموسوية. مستغلاً في ذلك التراكمات التاريخية التي أدّت الى
معاناة متواصلة؛ والتي بلغت أوجها في نهاية القرن الماضي, بحيث شكّلت جملة من العوامل؛ استثمرها
هرتسل في اطلاق دعوته بين الاوساط اليهودية. وعلى الرغم من المعارضة الشديدة التي واجههاء في
بداية الامرء من قبل رجال الدين اليهودء الآ انه استطاع ان يلوذ بالديانة اليهودية, ويحتمي بظلالها”
مستمدّاً منها الركائز الاساسية لهذه الدعوة الحديثة.
وعملية الانتقال من النشاط العقلي» الذي تبناه هرتسل في صورة اقامة دولة تجمع اليهود من
الشتات: الى حظيرة الايمان يتطلب استيلاد التصوص الداعمة والمساندة لهذه الفكرة, بحيث تكتمل
عملية الربط فيما بين الفكرة التي ناهضها العديد من رجالات الدين اليهود» باعتبارها مروقاً عن
النواميس الشرعية والديانة اليهودية. وقد اجتهد هرتسل في استقطاب بعض رجالات الدين وضمَّهم '
الى جانبه, في محاولة جادّة لخلق تيار ديني مناصر له. حيث شرع هؤلاء في استنباط الافكار المؤيدة :
٠ لهذه الدعوة» وارجاعها الى أصول دينية. وفي ذلك أشارة الى ما ورد في التوراة والتلموب وأقوال الاتبياء
. والحكماءء والشروحات المتعاقبة التي وصلت كميراث تاريخي للطوائف اليهودية.
وف تعقّب الافكار الدينية. فقد شرع رجال الدين في تقميش النصوص التي تدعم مواقفهم,
وأشارواء بذلكء: الى الوعود الالهية لابراهيم, ' ومن ثم لاسحق بن بن أبراهيم. وفي مرحلة تالية ليعقوب
(اسرائيل) بن إسحقء ثم م الى نصوص أخرى وجدت هناء وهناكء في الاسفار اليهودية. وحسينا ان
. نشيرء هناء الى ما ورد في التوراة حول حول «الوعد» الالهي لابراهيم وذرّيته الذي يدّعي اليهودبء الآن» بأنه
يشكّل الاصل المشترك لهم جميعاً: مخالفين بذلك الواقع الذي يثيته علم الانتروبولوجيا (علم
. الاجناس)» والذي يؤّكد أن يهود الحاضر يتشكّلون من جملة متياينة من الاجناسء, تنعدم الصلات
المشتركة فيما بينهاء في كثير من الاحيان. ْ
فقد ورد ذكر «الوعد» في اشارات متعددة في السفر الأول من اسفار العهد القديم (التوراة)؛ وهو
العدد /1١؟؛ حزيران ( يونيى) 1950 لشْوُونُ ظسطزية /عه6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)