شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 70)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 70)
المحتوى
حك اشكالية رسم الحدود في الفكر الصهيوني
مفاهيم معاصرة
بعد اتفاقيات الهدنة, دخلت اسرائيل فترة انتقالية. كانت خلالها منشغلة بالمشكلات المتعلقة
بالامن» وياستيعاب المهاجرين الجددء ويالنمى الاقتصادي. ومع ذلكء كان لا يزال ثمّة أملء في المرحلة
الاولى» في تغيير الحدود. فبعد اسابيع معدوبة من سريان مفعول الهدنة الثانية, أوضح بن غوريون
للحكومة انه ستكون هناك ضرورة للمخاطرة سياسياً» وعسكرياً. وانتهاك الهدنة. وفي ايلول
( سبتمبر) 1554. اراد بن - غوريون شن هجوم على القوات العربية» بهدف ضممٌ المنطقة الواقعة
بين رام الله وأريحا والخليل الى اسرائيل؛ لكن اقتراحه هذا لم يحظ بموافقة الاغلبية في الحكومة 77).
هذاء وكانت الحدود ارتسمت بطول ‎٠١77‏ كيلومتراًء اضافة الى ‎١184‏ كيلومتراً من الحدود
البحرية (البحر الابيض المتوسط)» وتم تعيين الحدود مع لبنان حسب ما كان تمّ الاتفاق عليه بين
فرنسا وبريطانيا؛ وكذلك الامرمع سوريا مع تجريد عدد من المناطق من السلاح. أمّا الحدود مع مصر.
فهي حدود العام ‎.15١1‏ مع مراعاة النتوء الذي عرفء فيما بعدء بقطاع غزة. وفي الشرقء لقد ولد
خط جديد هو «الخط الاخضر» الذي فصل بين اسرائيل وما سميء فيما بعدء بالضفة الغربية مضاف
اليها شطر من القدس مع جيب اسرائيلي في جبل سكويس.
لقد رأت القيادات الاسرائيلية ان هذه الخارطة تشكل بنية معقّدة للدولة. فهي واسعة في الشمال
والجنوب, ولكنها ضيقة في الوسطء وفيها ثلاثة ممراتء, هي : ممر الجليل وممر القدس والممر الجنوبي .
عند مشارف ايلات.. . ومع ان هذه الدولة ذات اتصال جغرافي يمتد من المطلة في الشمال حتى ايلات
في الجنوبء الا انه يتربص بها خطر بترها عند عنق الزجاجة في السهل الساحلي وفي الممرات . وازاء
هذا الواقع, برز اتجاه يدعو الى تحقيق ما جرى تفويته على أرض المعركة؛ مثل ايجاد اتصال مع جبل
سكويسء والعودة الى غوش عتسيونء واجراء تعديلات اضافية مختلفة للحدوب. وقد تم التعبير عن
ذلك في انتخابات العام ©155: حين تردد كلام اشار الى ضرورة التوسّع في الحدود.
لا شك في ان عملية سيناء العام 1507 انما اندرجت في المحاولات الجادة لكسر اختناقات
الحدودب؛ تلك الحدود التي تفتقر الى العمق الاستراتيجيء حسب المفهوم الاسرائيلي؛ وهي تستهد
ايجاد حدود اكثر أمناً من حدود الهدنة. وفي اعقاب انتهاء معركة سيناءء اعلن بن - غوريون؛ في
احتفال كبير. قيام «مملكة اسرائيل الثالثة». وكان هذا الاعلان متسرّعاً. حيث اعقبته ضغوط قامت بها
الدول العظمىء فاضطر الجيش الاسرائيلي الى الانسحاب الى الحدود الدولية. ولكن هذا الاعلان
برهن: اكثر من اي شيء آخرء على انه عندما لاحتء فعلاء فرصة لتوسيع الحدودء بدا الحديث عن
مملكة اسرائيلية جديدة.
ان هذه االمحاولة الفاشلة لتغيير حدوب وقف اطلاق النار لسنة ‎١1549‏ تغييراً ملموساً » قطعت
الطريق على اية افكار لتغيير الحدوب لعشرة اعوام مقبلة؛ اذ ان الدول العظمى أوحت بأنه لا يمكن
تغيير الحدودب بصورة أحادية الجانب. ويذلك يدأت مرحلة جديدة في مفهوم الحدود؛ وهي مرحلة
امتدت حتى حزيران ( يونيى ) ‎,١571/‏ بحيث أصبح الاتجاه يرتكز على قاعدة الحفاظ على ما هوقائم.
ومن أجل هذه السياسة: وفي ظروف حدود غير مريحة من الوجهة الاسرائيلية» تم وضع أسس
نظرية الامن الاسرائيلية. تلك النظرية التي تة تقوم على بناء جيش صغير واحتياطي كبر. ونقل الحرب
الى ارض الطرف الآخر واعتماد نظرية الحرب الوقائية
العدد 501 حزيران ( يونيى) 1160 شُيْونُ فلسطيزية 15
تاريخ
يونيو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22204 (3 views)