شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 81)
- المحتوى
-
عمر سعادة
أو الرياضيات, ليس فارقاً واسعاً في الاتحاد السوفياتى ؛ والأمرليس كذلك في الدول الرأسمالية» حيث
. يتحمّل الفرد أعباء وتكاليف الدراسة الجامعية؛ وبالتالي» فهويسعى الى الحصول على مكانة تتناسب»
من حيث الدخل والمستوى الاجتماعي» مع المؤهل الأكاديمي الذي يحمله.
ومن جهة أخرىء فان تركّز غالبية يهود الاتحاد السوفياتي في المدن الكبرى» وعزوفهم عن الاقامة
في الأرياف والعمل الزراعي» يجعل ارتباطهم بأرض الوطن أضعف بكثير؛ كما يخلق لدى معظمهم
احساساً بالغبن» حيث ان مؤهلاتهم العالية تؤمن لهم مستوى معيشياً أفضل بكثير لو كانوا في بلد
ذي نظام رأسمالي.
ويبدو ان تأثير الدعاية الغربية في دول المعسكر الاشتراكى ازداد كثيراً في السنوات الأخيرة,
بحيث أصبح الجيل الجديد بغالبيته في الدول الاشتراكية يسعى الى تقليد صورة الحياة الغربية التي
تقدّمها الدعاية اليومية الموجهة الى تلك الدول.
أمّا الدافع اليهودي, أو الصهيوني» فيبدو وزن كل منهما هامشياً في تحريك الهجرة اليهودية من
الاتحاد السوفياتي. فاليهود السوفيات: بصورة عامة» هم أقل الطوائف اليهودية ارتباطاً بالثقافة ,
اليهودية؛ بل انهم غير ملتزمين بالطقوس الدينية اليهودية» الى درجة ان معظم المهاجرين السوفيات لم
تجر لهم عملية الختان, الأمر الذي يخلق للعديد منهم مشكلات مع الحاخامية الاسرائيلية التي
تشكك في انتماء بعضهم الى الديانة اليهودية.
ولا تحظئ الاينديولوجيا الصهيونية بأنصار كثيرين بين اليهود السوفيات؛ وكثيراً ما يعرب .
المهاجرون السوفيات عن مواقفهم السلبية من الصهيونية واسرائيل. ففي العام /54١»ء وفي أعقاب '
جولة استطلاعية قام بها رئيس قسم الهجرة في الوكالة اليهودية» أوري غوردونء الى فيينا للالتقاء
بالمهاجرين اليهود من الاتحاد السوفياتي» أعلن غوردون انه «يشعر بالخوف لأن معظم اليهود الذين
يغادرون الاتحاد السوفياتي لا يرغبون بالمجيء الى اسرائيل» وهم لايريدون سماع اي شيء عنهاء»()؛
بل ان العديد من اليهود السوفيات أبدوا معارضتهم لاستئناف العلاقات بين الاتحاد السوفياتي '
واسرائيل» لأن هذا الأمر سيؤديء من وجهة نظرهم.ء الى نقل المهاجرين في رحلات مباشرة الى اسرائيل,
الأمن الذي سيفوّت عليهم فرصة الهجرة الى الولايات المتحدة الاميركية[2).
. لقد تجِسّد معيان عملي لموقف يهو الاتحاد السوفياتي من الصهيونية واسرائيل: تمثل في .
اتجاه غالبية المهاجرين اليهود تجو الغرب يدل من اسرائيل. فخلال السنوات الثماني الأولى من
عقد الثمانينات. كان أقل من ريع اليهوب السوفيات المهاجرين قد اتجهوا الى اسرائيل: بينما تابع
ثلاثة أرياعهم طريقهم الى الغربء وخاصة الى الولايات المتحدة الاميركية أمّا في العامين الأخيرين,
4 و19846. فقد انخفضت نسبة الذين اختاروا الاستقرار في اسرائيل الى أقل من عشرة
بالمئكة. وكانت محصلة العام 15488 بالنسبة الى المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفياتي»
أشارت الى ان 5 بالمئة منهم رفضوا اسرائيل وطناً بديلاً لهم » في حين وصل سبعة بالئة فقط
منهم الى اسرائيل(0.
ينبغي وضع هذه الحقيقة في الاعتبار عند التحدث عن مئات الآلاف من اليهوب السوفيات المتوقع
وصولهم .الى. اسرائيل خلال السنوات القليلة المقبلة. فالغالبية الساحقة من هؤلاء اليهود لم تكن
اسرائيل وجهتهاء ولا اختيارها الطوعيء بل. ان هذه الغالبية تجد نفسها مرغمة على التوجه الى
اسرائيك». بعد .ان حدّت. السلطات الأميركية من عدد: اليهود. المسموح لهم بدخول الولايات
/ لؤُون فلسطيزية ٠ العدد +١1 حزيران ( يونيو ) ١95٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)