شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 124)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 124)
- المحتوى
-
حح مرحلة جديدة بعد ريشون لتسيون
وكما حدث في بداية اندلاع الانتفاضة:؛ فان حادث
واحد يسقط فيه بضعة شهداء فلسطينيين: كاف
لكي تشتعل المدن والقرى الفلسطينية كافة بأعمال
الاحتجاج المتنوّعة, ولدة أيام عدة. «وتمثل حادثة
القتل في ريشون لتسيون الخطر على أمن اسرائيل»
الكامن في استمرار الانتفاضة. وعلى افتراض ان
الفلسطينيين في المناطق [المحتلة] تعبواء فان المنطقة
لاتزال تتصف بالحساسية. ويكمن فيها الكثير من
المواد المتفجّرة, المعنوية والسياسية, خصوصاً الآن,
حيث ان المفاوضات السياسية متعثّرة, ويخثى
الفلسطينيون كثيراً من تشكيل حكومة ضيّقة
القاعدة البرلمانية» في اسرائيل» (رون بن - يشاي»
يديعوت أحرونوت. ١؟5150/5/5١).
وثمّة خطورة كبيرة كامنة في حدوث احتكاكات
, بين اليهوب والعرب على نطاق وأسع, الامر الذي
يحذّر الاسرائيليون من تكرار حدوثه, وعلى امتداد
فترة زمنية طويلة؛ «لأنه اذا ما أعطيت الصدامات»
بين الجيش الاسرائيلي والسكانء سواء من قبل
. الفلسطينيينء أم من قيل الرأي العام العالمي نوعاً
من الشرعية» فان اعتداء مواطنين يهود على العرب
هى بمثابة صاعق تفجير, قادر على اشعال حريق
. واسعء ليس داخل المناطق [المحتلة] فحسبب. وانما
داخل الدول العربية أيضاً؛ وان اعتداء؛. بشكل
واسسعء يقوم به اليهود على العرب. يحتمل أن يوّدي
الى ما يسمّىء حسب الخبراءء ' الانفجار الكبير' .
. ويمكن للانفجار الكبيرهذا أن يؤديء في نهاية الأمر,
الى حرب أيضاً» (المصدر نفسه) .
2 وأذا كان الأمركذلكء فهل كانت مذيحة ريشون
لتسيون من فعل «معتوة» مصاب بلوثة ف عقله, أم
كانت نتيجة طبيعية لنموٌ التطرف والكراهية وسط
المجتمع الاسرائيلي؟ وتجاوزاً لكل منطق معقولء واذا
ما اعتبرنا ان الحادث ارتكيه «مجتون», فهل ينبت
الجنون في فراغ: أم انه يستند الى ركائز وأسس
صراحة؛ بعض آراء الاسرائيليين. وللبرهان على وجود
المناخ الملائم لمثل هذا العمل في المجتمع الاسرائيلي»
تقدّم بعض السكان اليهود من مستوطنة معاليه
أدوميم يم الى بعض الجذوب » واقترحوا عليهم ان يتخلوا
1 لهم عن بنادقهم لمدة خمس دقائق قى فقط,
العدد /1١؟, حزيران ( يونيى
«وسوف نظهر لكم ماذا يمكن ان نفعل يهم [أي
بالعرب]». حسب ما تفوه به المستوطنون للجنود . وما
جرى في ريشون لتسيون هو ان احداً ما دحوّل هذا
الاقتراح الى أمر محقق. وليس صدفة ان الجنون
توجه: هذه المرة, الى ' سوق العمّال' في ريشون
لتسيون... ولا يمكن لزعماء الانتفاضة في المناطق
[المحتلة] ان يتوقعوا ' هدية' جيدة أكثر. فهم
يلاحظون ان الانتفاضة اختفت من العناوين
البارزة» وبدأت وسائل الاعلام تقلّل من اهتمامها
بالموضوع. وقد تعلم الجيش [الاسرائيي] التكيّف
مع الأمرء بشكل أو بآخر... [وان] الشعور بالجمود
السياسي... والخشية من حكومة يمينية ضيقة
القاعدة: كان يحتاج الى عود ثقاب يلهب الوضع من
جديد. وقد تم اشعال عود الثقاب من الجهة التي لم
تكن متوقعة» (معاريف, .)1110/5/19١
وفي السياق ذاتهء كانت صحيفة «هارتس»
الاشرائيلية أكثر شجاعة ووضوحاً في رفض فكرة
وصف القاتل بأنه معتوه. وكتبتء في افتتاحيتهاء
بتاريخ 1950/0/5١ انه «يجب ان نسمّي
الأشياء بأسمائها. فالحادث الذي ذهب ضحيته
بعض العرب هو جريمة قتلء والقاتل...
الضحاياء والتوقيت: والمكان والوسائل 58 5 ْ
التعابير المستخدمة في الطب النفسي كثيرة» وغنية,
بما يكفي, لكي نلصق بهذا العمل اسماً يونانياً أو
لاتينياً أي كان؛ لكن. حسب المفاهيم الانسانية: فان
الشخص القادر على اختيار ضحاياهء: واختيار
الظروف الأفضل للقتلء» ليس معتوها». وأضافت
الافتتاحية» «ان الظروف التى أوجدت الانتفاضة
تشكلء على ما يبدو الخلفية التي تقف وراء حادث
القتل. فقد تروّض الجمهور الاسرائيلي والفلسطيني
معاً على التسليم بحدوث الحماقات: خصوصاً عندما
تكون ضحاياها من الطرف الآخر. وللأسف والمرارة
الشديدينء فان الزعامات' السياسية لم تفعل ما
ينبغي لاشاعة ثقافة جماهيرية من أجل احترام المثل :
الانسانية. وفي ضوء ما يجرىء ثمة سوّال: ماذا
يجب ان يحدث أيضاً؟ وأي نوع من الحماقات
سوف نشهدهاء للوصول الى رأي عام مفاده انه؛ في
مثل هذه الظروف. قان وجود دولة ثنائية القومية. من
نوع أرض اسرائيل الكاملة, لا تساوي الثمن
المدفوع من اجلها؟».
) 195 شُهُونُ فلعطيزية ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22384 (3 views)