شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 23)
المحتوى
د. خيرالدين عبدالرحمن ححح
رابعاً: الى أي مدى يمكن اعتبار تقدّم ظاهرة الحركات الاسلامية الفلسطينية تطويراً للاستجابة
الفلسدطينية للبعد الديني في التحدي المتمثل بالغزوة الصهيونية؟
بداية؛ نلاحظ ان العامل الاسرائيلي» ‎٠‏ الذي بدأ فرضه على منطقتنا عقب الحرب العالمية الاولي»
بعدما كرْس تقرير الخبراء البريطانيين والفرنسيين الذي عرف بوثيقة بوثيقة كامبل مورغان (رئيس وزراء
بريطانيا في ذلك الوقت) للعام /1 ‎١1١‏ أمر فرضه كمصلمة أوروبية, مترابطاًء أشدٌ الترابط» بتوافق
دولي على تفتيث المنطقة الذي رسمته اتفاقية سايكس - بيكى للعام 1917, المتكاملة مع وعد بلفور
الذي أصدر في العام التالي؛ والذي أتمْ تكريسه مؤثمر يالما عقب الحرب العالمية الثانية: قد استهدف,
أساساًء ‎٠‏ تحطيم وحدة تاريخ المنطقة ومحاصرة احتمالات تجدّد ازدهار دورها الحضاري ‎٠‏ وقد نجع
هذا العامل في احداث انقطاعات في الاشكال الفكرية للمنطقة؛ وفي حركة تطور هذه الاشكال» وقاد امن
توسيع تغريب مساقها الحضاري. فيما كاد يتحول الى:«استقالة تاريخية وفكرية جماعية»؛ على حدّ
وصف دن . برهان غليون. لقد أجهض هذا العامل الاسرائيلي» في البدء, التطور الاصلاحي في المنطقة,
الذي عجزت بنيثه بطيثة التطور عن الاستجابة للتحدي الصهيوني بما ينسجم مع خطورته ومدى
تدميره» مما أتي بالتطلع القومي بديلاً من التطور الاصلاحي ؛ محمولا على أداة تحدٌّ سريع » فسكرية:
أى انقلابية: أى شبه ثورية؛ لم تلبث أن سقطت بدورها في هزيمة العام ‎١9517‏ وما تلاها؛ ونجم ‎٠‏ وما
زال ينجم» عنهاء سقوط قاس قبل ان تنضع أفكارها ومؤسساتها وممارساتها. في هذه المرحلة التي
ساد فيها دور التطلع القومي ؛ قصر الوعي العام للنظام العربي «عن ادراك ان البورة الصهيونية.
التي ذريعت بالقوة والقهر في فلسطين عبر توافق دولي نادن الحدوث, لا تسمح لمنطقتنا باستقلال
حقيقي» » أو نهضة أصيلة, أى تطور سليم: لأنها مزروعة, أصلا,ء للسيطرة على المنطقة؛ واخضاعهاء
وارباك تطورهاء والتحكم بمسار مستقبلها. .. ونتيجة لقصور وعينا العام عن هذا الادراك: أخذ
التعاطي مع هذا الصراع وادارته من قبل الطرف المستهدف بالغزو الصهيوني» أي العالم الحربي
والاسلامي ومركزه الفلسطيني الذي كان الهدف المباشر للضربة الاولى لهذا الغزى, ابعاداً كارثية منذ
البدء. بما ساعد البؤرة الصهيونية على فرض وجودها وشروطهاء وتنقيذ الكثير من غاياتها بيسى. في
هذا التعاطي» كانت السذاجة, والخفّة, والتقلب, وانعدام التوازن بين الاهداف والوسائل» سمات
ادارتثا لهذا الصراع وانعكاساً صارخاً لأزمتنا الحضارية الراهنة... وبينما توالث التبجهحات واتسع
تيا ان التمّن على الشعب الفلسطيني من قبل الانظمة والقيادات والمتكسبين منها بأنها ' تضحّي ' من
أجله. و' تقائل' معركته؛ ى' تحرم شعوبها من اجل فلسطين' , ثبت ان اتفاقية سايكس - بيكو لم
ترسم» فقط؛ الحدوب الجغرافية للكيانات العربية المصطنعة: وائما رسمتث كذلك حدود الفعل والقدرة
على التصرّق لتلك الكيانات» وهيّات أسباب اجهاض أي ت تمرّد على تلك الحدود» التي في اطارها ليس
أي من لك الكيانات ان يقاتل الغزوة الصهيونية في معركة مصيرية وحاسمة, حتى لو توذرت
النيّة
واذ استوعبت ثلاثة أطر جركة المنطقة السياسية عقب اقامة اسرائيل في العام ‎2١95147‏ القومي
بشقيه الأبرن «البعث» وعبد الناصر, والماركسي بصيغه المختلفة محدودة التأثير وا لانتشار, وا لاسلامي
بثياره التنظيمي الأقدم الاخوان المسلمين» اضافة الى الصيغ المتأريجحة بين القبلية والعائلية
التقليدية والتغريب: فقد كان التيار القومي أكثر قوة وهيمنة على ادارة الصراع, ‎٠‏ وثفوذاً في التعبئة من
اجله في الخمسينات والستينات, الى ان إنتهى به الامر الى وضع تنازلي تراجعي عند هزيمته في
حزيران ( يونيى) من العام 511١؛‏ ولم يلبث ان آل الى عجز عندما «انتشرت التفجيرات
لذن شثون فلسطيزية العدد 8١2؟,‏ تمون ( يوليى) 193
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)