شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 24)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 24)
المحتوى
سل الحركات الاسلامية في فلسطين
الموضعية والصراعات الثنائية كالفطر في المنطقة؛ تلفح الجميع بنارهاء مبتعدة بالفعل والقدرات
والاهتمام من المركز الطبيعي للصراع الحقيقي» أي فاسطين» لتهدر في الاطراف. ولم يسلم قطر واحد
في المنطقة من هذه التفجيرات والصراعات التي صعْدت الادعاء... باحتكار الصواب لدى كل طرف
من أطراف هذه الصراعات» والتي عرزت استثارة الحصبيات القبلية والعشائرية والطائفية الجاهلية
بأردية قومية ووطنية وحضارية مزعومة. وزادت حذة التقوقع الاقليمي الذي أثار انشطارات تجاوزت,»
نحسي الداخلء الحدود السياسية التي رسمها الأجنبي بين أجزاء مناقتنا لتنفجر على مستوى
التقسيمات الادارية ضمن كل دولة على حدة: بل وحتى داخل المدينة الواحدة» والطائفة الواحدة,
والتنظيم السياسي الواحد [دونما سبب جوهري معقول]... وانعكست آثار هذه الهرّات العميقة على
الحياة العامة, فتقلّبت الاهدافء؛ والسياساتء الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية, مثلما
تقلبت الاهداف الوطنية:» وتِبدّلت تحالفات وخصومات تبدلاث عبثية في كثير من الاحيان» وانهارت قيم
كثيرة ملصلحة علاقات وأنماط سلوكِ ومماريسات تدميرية على عدة مستويات,» وتراجع مستوى الت
واضطريت فلسفته ‎٠‏ وتضاربت القيم التربوية. وتدني مستوى الانتاج برغم ظواهر اتساعه افقياً
وعمودياً. وتضاعف الاعتماد على الاجنبي الى حدّ الارتهان السافر أي المستتر. وسادث القيم
الاستهلاكية المظهرية؛ واستشرى التشويه الثقافي الذي أحدثته الغزوة الثقافية الاميركية: بقيمها
الفردية والانتهازية والعنفوية المتباهية بابادة الجنس التي مورست ضد الهنود الحمر, والممجّدة
لسدق الغير من اجل الأنا...0(؟),
وهكذا توقع كثيرون ان يتقدّم التيار الاسلامي في المنطقة ليملا ما نجم عن تراجع وعجز الاطار
القومي من فراغ» ولكي يتحمّل مسؤوليته, خاصة وان التيار الماركسي لم يكن مهيّاء ولا مؤهلآ أصلاء
لاستيعاب الحركة السياسية العريضة والحركة المجتمعية عموماً. وذاد من بؤس فرصته توالي النذر
بأفول النظم الماركسية في العالم» بدءاً بالتدخل العسكري السوياني في المجر» ذ ثم في تشيكوسلوفاكياء
مروراً بالصراع السوفياتي الصيني» ‎٠‏ وصولا الى عدة مؤشرات الى انهيار ما أسميناه؛ في حينه,
احجار الدومينى الماركسي 0 أودديا الشرقية قبل حلول التسعينات ‎٠‏ أن هذا التغي الذي يتم في المنطقة
حالات فلسطين وجوارها هو الدور الهام الذي لعبه الصراع العربي الاسرائيني ف دفع ذلك التغرّر
الى أمام ؛ وهنا نلاحظ ان نمى الحركات الاسلامية في فلسطين يتم في سياق تاريخي مميّز تبلور فيه أثر
هذا الصراع أكثر من سواهء وفي اطاره المجتمعمي الفريد الذي تحكمه خصائص وطنية تتميّز بتراث
عريق من التسامح الاسلامي 5 المسيحي والتعامل المتحضر في مسائل الحياة الوطنية؛ والمجتمعية,
المشتركة. وهو بهذا ‎٠‏ يختلف عن حالة مصر مثلاً, حيث تختلف القضايا الحياتية المطروحة بما أتاح
للرئيس السابق» أنور الساداث» ان يلعب لفترة من الزمن» ورقة الحركة الاسلامية, ويستخدمها في
صراعات داخلية بين أطرافها حيناً ؛ وبينها جميعاً وبين تيارات قبطية استثيرت لديها نعرات ت ومطامح
انعزالية» بحيث سارت تلك الصراعاتء في أحيان عدة, أي كانت نوايا أطرافها المباشرة؛ بما يخدم
ارادات خارجية تضع مصلحة اسرائيل ق رأس اهتماماتها؛ كما يختلف عن نشوء ونمو الحركات
الاسلامية في لبنان التي حادثك» أساساً؛ 5 على عسكرة وطغيان هيمنة الطائفة المارونية التي أغرقت
في التغريب والالتحاق بمركز حضاري اوروبي منسلخة عن بيثتها ومنطقتهاء ما سهّل انحياز كثير
خمسسة عشر عاماًء حصيلة طبيعية لأوضاع غير طبيعية وحالة مَرضية متعمّدة زرعت بذورها في
العدد ‎,5١8‏ تموز ( يوليى ) 114 هون فلنسطيزية زف
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58838 (1 views)