شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 28)
- المحتوى
-
حس الحركات الاسلامية فْ فلسطين
حركة عظيمة في عصرنا الا وكانت لها القدرة على ان تجنّد في خدمتها نوع من الجهودء جوهره الدوح
الدينية. لذلك؛ ليس استكناء أن تنمى هذه الروح في حالة الشعب الفلسطيني وهو يخوض صراعاً
مصيريا شاملا استهدف أرضه؛ ووجوده؛ وذاته الحضارية؛ ومستقبل أجياله؛ بما يتجاوز فلسطين,
أرضاً وشعباً؛ ليشمل خطره العالم الاسلامي بأسره. وهنا نكرر التأكيد ان «التوجّه الديني في الارض
المحثلة قوي في السنوات الاخيرة لأسباب موضوعية متعدّدة؛ من بينها... حالة الاحباط التي عمّت في
السنوات الاخيرة»(", وهى توجه رأى محمد كيوان, احد مؤسسي حركة «ابناء البلد» الفلسطينية: انه
انتقال جمعي في سياق تطوّر انتماء وهوية؛ ان لاحظ ان ظاهرة التبارات الاسلامية قد «بدأت في أواخر
السبعينات حيث جرث بعض الاحداث في المنطقة [زيارة السادات للقدسء وما تلاها من سلام بائس
في كامب ديفيد وانتصار الثورة الاسلامية في ايران]. في فترة ما قبل يونيى (حزيران) [/1971]؛ كان
الاحساس في الارض المدتلة /154 [وكذلك في باقي فلسطين ومهاجر الفلسطينيين] قومياً عربياً؛
لكن؛ بعد ذلك؛ أصبحت الاتجاهات وطنية فلسطينية... ثمٌ بعد ذلك, وفي ضصوء ما تعرّضت له المقاومة
الفلسطينية من مذابح ومجازر اتجه قطاع واسع من ابناء شعبنا الى القيادات الدينية,(١).
لقد سعت اسرائيل يداب الى خلق تناقضات طائفية بين الفاسطينيين؛ كما مارست مساعي مماثلة
في أقطار عربية عدّة, مما لم تعد تفاصيله سراً. وما جرى, ويجرى. في لبنان, مما بدأت فكرته اسرائيلياًء
في العام ؟150., ليس" المثال الوحيد وانْ كان الابرن. لكن النتيجة في ما يخص الفلسطينيين كانت
مخيبة لآمال اسرائيل؛ وسوف تظل هكذا؛ في رأينا. فاضافة الى العامل التاريغي, حصّنت التجارب
المريرة» على امتداد القرن العشرين؛ الفلسطينيين تجاه مثل تلك التناقضات الطائفية؛ وجعلتهم
يزاهجون» على نحو واع, بين انتمائهم الديني وانتمائهم الوطني وايمانهم الشامل بأن الاسلام هى .
جوهر الذات الحضارية للمنطقة باسرها في مواجهة الغزى والتغريب. واذ تستعصي بنية وشخصية
المجتمع الفلسطيني على الانقسامات الطائفية التي عرفتها مجتمعات أخرى, فان الحركات الاسلامية
الفلسسطينية» اذا شدّدت من حرصها على التقدّم في خوض الصراع بعقلية تجديدية تنتمي الى
المستقبل» كما هي الاسلام في حقيقته وجوهره؛ وليس فقط الى عصرنا الراهن؛ لن تحافظ فقط على
مجتمعها الفلسطيني موحّداً, وانما سوف تستقطب العديد من المسلمين على امتداد العالم, متجاوزين
كل العؤائق والأطر التي تحول دون زج طاقاتهم في الصراع ضد الغزى الصهيوني والقوى التي تتبناه
وتحميه.
الى هذاء وعلى الرغم من أن ما عرضناه يتضمّن اجابات عمًا طرحناه من اسئلة حول الحركات
الاسلامية في فلسطينء نعود ونلمُص هذه الاجابات الأولية: .
اولا: ليست الحركات الاسلامية الفلسطينية امتدادأٌ ميكانيكياً للحركات الماثلة في الاقطار
المجاورة؛ وان تشابهت بعض العوامل والظروف التي حكمت قيام هذه وتلك. ولعل الحركات الاسلامية
الفلسطينية؛ بحكم ظروفها الموضوعية والخبرة الغنية لشعبها والتجارب المأساوية الدامية التي
صقلته؛ أكثر اقتراباً من سواها في المنطقة من القدرة على تصحيح الخال الذي عانى منه الاطار
القومي حين تحاشى اعطاء جوهر الذات الحضارية للأمة, وهو الاسلام؛ حقه وموقعه الطبيعي في
السعي الى الانطلاق الحضاري المعاصي وحين لم تنسجم ممارساته عملياً مع حقيقة ان فلسطين
وتحريرها مركز هذا الانطلاق ومحوره؛ وانْ كل مركز آخر افتعال غير مجد.
ثانياً: ان الحركات الاسلامية الفلسطينية:؛ ان تمارس المقاومة اليومية عملياً ضد
العدد 8١؟, تموز ( يوليى) 155١ لشثون فلسلزية /؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 208
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4014 (7 views)