شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 29)
المحتوى
د. خيرالدين عبد اليحمن -ح-
الاحتلال الاسرائيلي؛ قادرة على معالجة طغيان النزوع نحو الطريق الاسهل الذي حكم مسيرة المنطقة
مذذ منتصف القرن المشرين» وأذّى الى انسياق 3 استسلاب فكري واستنساح عابث من أشتات
الفكر العنصري الاوروبي» انبهاراً يما حققه ذلك الفكر في مجتمعاته من تجسيد مادّي للتطون » غافلة
عن اختلاف العقيدة الكلية التي تولّد عنها ذلك الفكر وقيمه التي تتضمّن فلسفة شاملة في النظر الى
الكون والحياة والمجتمع والانسان والزمان نبعت من التجرية الذاتية والقاعدة التراثية لتلك
المجتمعات, بما لا يجدي معه اغتراف لتطبيق قسري على مجتمع ذي تراث حضاري غني قام على
أرضية عقيدة تجاوز انتشارها موثلها المجتمعي والاقليمي ممتداً الى آفاق بعيدة في الزمان والمكان
والانسان؛ خاصة بعدما عانت المنطقة؛ بأسرهاء من الانقطاع في التطبيق النهضوي عن الذات
الحضارية لمجتمعنا نتيجة لهذا النزوع؛ وما استشري معه من تغريب» وغربة؛ وأنقياد لمراكز حضارية
بعيدة ومعادية تاريخياً؛ ومن اضطراب شديد في القيّم والأهداف والافكار الوطنية والمجتمعية.
ثالثاً: ليس هناك أي مبرر تاريخي, أو واقعي, لتخوف من نشوء انقسام مجتمعي» أو تناقض,
أو تنافس» أى صعراع على أرضية طائفية في الحالة الفلسطيذية. وحتى لوقامت حركة مقاومة فلسطينية
مسيحية: فليس قيامها بالتطؤر السلبي. ولا حاجة الى التذكير بأن محاولة من هذا القبيل قد جرث
قبل عشر سنوات» فلاقت ترحيب الاوبساط القيادية الرسمية الفلسطينية على قاعدة «دع آلف زهرة
تنفتح»..ان التخوّف ليس من قيام حركة مقاومة فلسطينية مسيحية ردأ على حركات المقاومة
الفلسطينية الاسلامية؛ وائما من استمرار سياسة التهجير الاسرائيلية التي أدّت الى تقليص عدد
المسيحيين باستمرار من بيث لحم والناصرة وكل أنحاء فلسطين. لقد انخفضت نسبة المسيحيين في
بيت لحم مثلاً. من حوالى تسعين في المثة من السكان الى أقل من عشرين ف المئة . وانخفض عددهم
في القدس من 40 الف مسيحيء في العام ‎144٠‏ الى أقل من عشرة آلاف حالياً. أي ان الخوف
الحقيقي هى انه «اذا استمرت هذه الهجرة: فلن يبقى هناك مسيحيون في أرضص المسيح»( 10م .أن
الانخراط في مقاومة الاحتلال الصهيوني» وان تم في اطار حركة مقاومة مسيحية مستقلة, هى التعبير
الارقى عن رفض الخضوع لهذا التهجي وللاحتلال أصل.
. رابعاً: ان التجدي الذي يواجه الشعب الفلسطيني, في اطار ما يواجه أمّته بأسرها عموماً هو
تسريع الفعل الخلاق المبد.ع والاصيل للتغيير الذي يقود الى تحقيق التحرير والعودة؛ وهذا يتطلب؛ من
بين الكثير مما يتطلب ‎٠‏ استيعاب دروس التجربة بوعي» ؛ وباستمران. واذا كان أي منصف لا يستطيع
انكار كون المشروع الاستيطاني الصهيوني بأصوله الاوروبية» بالتبئي الاميركي الاعمى له. يمثل
. امتدادأً وتجديداً للظاهرة الاستعمارية الاوروبية في سياق صمراع حضاري تهود جذوره الى الغزوات
الاوروبية الصليبية للمنطقة. والرفض الارروبي - الاميركي لتجديد الدور الحضاري لهذه المنظقة,
فان خوض هذا الصراع ؛ فلسطينياً وعربياً واسلامياًء لا يحتمل الثفافاً عن هذه الحقيقة:؛ ولا عن جوهر
ذاتنا الحضارية المكونة لشخصيتنا.
ان صراعاً بمستوى: وشمول, وشراسة؛ ما نخوض يستدعي استيعاباً واعيا لحقيقة ان العقيدة
هي العامل المركُب للحضارة. وإكي تأخذ العقيدة دورها ومداها في المركز الفلسطيني للطرف
المستهدف بالغزى الصهيوني» لا مجال لشك في ان الدائرة الانسانية للاسلام, فلسفة وحضارة؛ تتسع
لكل الاجتهادات؛ والمنطلقات الثاريخية والقومية زالوطنية السليمة والجادّة. ان التخوّف من انتشاة
مثل هذا الفهم هو الذي جعل البروفسور موشي شارون يعتبر المساجد الخطر الحقيقي على اسرائيل,
وهمى ربما ما جعل يفثال الون يقرا المستقبل» حين قال؛ في ‎1918/1/٠١‏ في اثناء حديث
لين شئون فلسطيزية الحدد ‎"١8‏ تموز ( يوليى) ‎115١‏
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)