شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 39)
المحتوى
محمد الجندي سي
الاميركية والاسرائيلية قادرتان على المضي في ذلك الى اجل طويل: يكلف الأمر قليلاً من الدولارات,
وقليلاً من الاسلحة؛ أمّا الطرف الآخر, فيكلفه هذا البطش الكثير: ضحايا بشرية بالآلاف, آلاماً
جماعية لاحصر لها. يبدو الامر, وكأن النتيجة معروفة: انتصار بيروس (قندط:2 ‎)١12)‏ (أي انتصار
بالغ الدموية) ية). غير ان كلا الادارتين الامبركية والاسرائيلية, لابد من ان تدفعا ثمنا باهظأ؛ والاوضاع
الاقتصادية والسياسية المتفاعلة هي مؤ: شر الى ذلك. في الوقت عينه؛ لا مصلحة؛ مطلقاً, لجميع الدول»
التي لصنالحها السلام في الشرق الاوسطه ومن الجملة الدول الاوروبية الغربية؛ ان تساهم؛ أو ان
تصمت عن انتصار البيروس هذاء الذي يمكن ان تكون له مضاعفات بالغة الخطورة.
الهجرة السرفياتية المكدّفة يراد منها لدى الادارتين؛ الاسرائيلية والاميركية؛ ان تكون. أداة في
انتصار البيروس. مع ذلك» فان الفكرة؛ على الرغم من خطورتهاء ولاانسانيتهاء محكوم عليها؛ على
المدى الأبعد؛ بالفشل. أولاء لأن المخطط سوف يكلف الادارة الاسرائيلية الكثي ولا تكفي «اربعمئة
مليون دولا لتسديد النفقات, ومعالجة الخلل؛ الذي سوف تحدثه الهجرة المكتّفة في المجتمع
الاسرائيلي؛ ؛ ثانياًء لأن البشر لم يعودواء لا في هذا الجزء من العالم؛ ولا في غيره, قطعاناً. يمكن تسييرهم
من أجل أي أهدافء مقنعة كانت أم غير مقذعة, خطرة كانث أم غير خطرة. ان تمرّد عدد» ولو كان
قليلاً حتى الآن من العناصر العسكرية الاسرائيلية على سياسة البطش الجارية 0 ف الاناضي المحتلة
مؤشر؛ واتساع معسكر السلام في اسرائيل هو مؤشر؛ وأزمة الحكم هي مؤشر؛
1 «أمن» اسرائيل/ الذي ترفعه الادارة الاسرائيلية؛ هو ذريعة لكل عملياتها 5 ؛ هوفزاعة
تستخدمها الدول ذات العلاقة, لسبب أو لآخر, ضصد المنطقة العربية. غير ان ثمّة حاجة الى الأمن,
الى الأمن الحقيقي لدى اسرائيل؛ وهذا الأمن لا ينفصل؛ موضوعياً وعملياً. عن أمن المنطقة العربية
ككل. الأمن الحقيقي هى الامن المشترك؛ الأمن المتبادل؛ الأمن الذي يسمح لشعوب الشرق الاوسط
بأن 3 تعيش بسلام؛ بدون حرب » وعلى قاعدة اقتصادية سليمة » وقابلة للتطور.
لقد بدأ الاستعمار الابيض في جنوب افريقيا قبل قرون. واستطاع هذا الاستعمار, بتطوراته
المختلفة, اخضاع السوب» سكان البلاد؛ وأقام البيض, من اجل «أمنهم», نظام الفصل العنصري؛
واستمر هذا النظام زمنأ طويلا. مع ذلك, بدأ هذا «الامن» يهتز منذ نهاية الحرب العالمية الثانية,
وسوف يسقط لامحالة؛ لأنه «أمن» مصطنع يقوم على «لا أمن» الآخرين.
مصير «الامن» الاسرائيلي المصطنع سوف يسقط أيضاً لأنه مبني على «لا أمن» المنطقة العربية,
مع فارق أساس» هو أنه لن يعمّر مطويلا مثل «أمن» جنوب افريقيا » الذي بني في قرون ماضية . نحن»
الآن» في القرن العشرين؛ وعلى الطريق الى ان ندخل عتبة الألف الثالث الميلادي ؟ والتناقض الكبير بين
وبعي الانسان واستعباد الانسان للانسان لا يسمح باسثمرار الاوضاع الشاذة القائمة على الكرة
الارضية: إمّا ان يتوازى وعي الانسان السياسي والاجتماعي مع وعيه العلمي والتكنواوجي» أي يدر
الانسان نفسه في نهاية المطاف؛ من طريق سلسلة من الحروب تنتهي بحروب نووية.
المنطلق الهامٌ والأساس في البريسترويكا هى ان أمن بلد ما لا يمكن ان يبنى بالإعتماد على
السلاح فقط» ؛ ويمعزل عن أمن البلدان الاخرى الأمن الوحيد الممكن, ال هو الامن المشترك»
المشترك لا يمكن أن يبنى من جائب واحد ؛ لو فرضنا ان الدول العربية تخلت ؛ بعصا سحرية؛ عن
مواقفها ( (التي ليست مبورّاة من الاخطاء)؛ وقالت للادارة الاسرائيلية: «أسرحي وامررحي» ؛ فهل
ينا شْوُون افلسطيزية الحدد /20؛ تموز ( يوليو) ‎195١‏
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7248 (4 views)