شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 61)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 61)
المحتوى
يونس السيد سح
ثمة أمل ضعيف لدى بعض الاسرائيليين» فائه؛ على حد تعبير زان شوفالء «نابع» بالذات؛ من صدمة
الفشل على الصعيد الاقتصادي» والأخطاء على الصعيد السياسي ؛ وما لاايقل أهمبة عن ذلك؛ هو تغيير
الأشخاص في القيادة»(!؟). كما ان اهتزان صورة حزب «العمل», الناجمة عن حالة الترقل والتردد
والازدواجية» التي اتُسمت بها سياساته. ساهمت,؛ بدورهاء في عدم تلاشي هذا الأمل؛ نهائياً؛ وتقديم
خدمة كبيرة إلى الليكوب» بالترافق مع التحولات الداخلية للمجتمع الاسرائيلي نحو اليمين والتطرف.
وعلى الصعيد الذاتي, اعتمد الليكودء من حيث المبداء نهجأ ارهابياً صرفا في تعامله مع المحيط
الدالخلي؛ والخارجي؛ وأخضع سياساته الداخلية, والخارجية:؛ لموازين العلاقات بين القوى والأحزاب
الاسرائيلية المختلفة, بما ينفي قدرته على اتخاذ مواقف سياسية ثابتة في المجال الخارجي. ولعل هذا
ما عبر هنه وزير الخارجية الأميركية الأسبق» هنري كيسنجر, ذات مرة؛ حين قال: «لا توجد في
اسرائيل سياسة خارجية؛ وانما مجرد سياسة داخلية»(؛؟)؛ باعتيار ان السياسة الداخلية هي التي
تحدد مسار السياسة الخارجية. على ان هذه المشكلة ليست مشكلة الليكود وحده؛ بل مشكلة حزب
«العمل», ايضياً» ؛ ومعه معظم القوى الاسرائيلية؛ ولكن الليكود كرس هذه السياسة؛ باعتبارها جزءاً
من المشروع الصهيوني» الذي هو مشروع انتحاري: بالدرجة الأولى. وهكذا, نرى انه خلافاً للارادة
الدواية, ودعوات السلام, الفلسطينية والعربية' يستمر الليكود في تحدّيه للاجماع الدولي» وشراشع
ولكن؛ على الرقم من التماسك الأيديولوجي؛ القائم طوال الوقت: والذي ظل سبباأ هامأ في الحفاظ
على وحدة الليكوب» فان ازمة عاصفة تجتاح هذا الحزب» وتشكل تهديداً جديا لوحدته ومستقبله.
وتتجلى هذه الأزمة» على أوضح ما يكون؛ في مظاهر الانقسام والتفكك؛ الناجمة عن الصراع الداخلي»
بسبب الخلافات في الرأي؛ والنزاعات الشخصية بين اقطابه السياسيين؛ بهدف الهيمنة: والحفاظ
على السلطة؛ وبلوغ أعلى درجاتها. ويتجسّد هذا البعد في الصراع الداثر بين محاوره المختلفة.
ولا شك في ان الصراع المحتدم حول خطة شامير سيتوقف عليه الكثير من مستقبل الليكود»
والسياسة الاسرائيلية, بشكل عام فهذه الخطة؛ «الثي جاءت ذثيجة ضغوط وليس نتيجة رفبة»» كم
كتب الصحفي الاسرائيلي ياكير تسورا ("؟) ولّدت صرراعاً داخلياً يصعب حسمه مع بقاء الليكوب كتلة
واحدة ‎٠.‏ واذا كان شامير رضخ لاملاءاث ««وزذراه الاشتراطات» )8 اجتماع مركزن الليكوب» ‎٠‏ الذي عقد
اوائل تموز ( يوليى) 1549. فانه لم يستطع مواجهة الضغوط المحلية» والدولية؛ المتزايدة. وهكذاء
اضطر الى العودة, في ‎١١‏ شباط ( فبراير ) ‎»١55١‏ مرة ثانية» الى مركز الليكود, للمطالبة بمنحه الثقة,
كزعيم لليكوب» وبالتالي للحكومة؛ مع كل ما يترتب على ذلك من استمرار في سياسته الراهنة وفق خطته
المعروفة . ومع ان تلك الجلسة أثارت خلافات حادة» وأدت الى استقالة شارون من الوزارة» فانها تركت
علامة استفهام كبيرة حول الأغلبية التي يحظى بها شامير وتركت الأبواب مفتوحة لشثي
الاحتمالات, خاصة بعد تهديدات شارون بمواصلة التعبئة الداخلية لمعارضة شامير وافشال خططه.
ومن الناحية الموضوعية؛ فان السياسة التي اذتهجها الليكوب عبر اغلاقه الأبواب أمام الخيارات
كافة عدا «خطة شامير»؛ فاقمت حدّة الازمة؛ وأثرت؛ الى حد بعيد, في الموقف الاسرائيلي من موضوع
السلام. فالتمسك بالثوابت الصهيونية اليمينية؛ وخيار «الحكم الذاتي», كما جاء في «خطة شاميره»
أمر مرفوض فلسطينياً. وعربياً. على الاقل؛ كما ان الاستجابة لسلام عادل؛ وشامل سوف يقوده؛ لا
محالة؛ الي احداث انقسامات داخلية؛ تهدّد وجود الليكوب في السلطة؛ وقد تؤدي الى ظهور
53 لون فلسطؤية العدد ‎7١‏ تموز ( يوليى) ‎115١‏
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)