شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 62)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 62)
المحتوى
الليكود, تنظيماً وممارسة
تكتلات جديدة؛ وتغيير الخارطة السياسية؛ والحزبية؛ في اسرائيل.
ولا شك في ان تصدير الصراع الى الخارج؛ بهدف خلق امر واقع جديد يتطلب اجماعاً «وطنيأ»
داخلياً؛ لا يبدو متوفراً في الوقت الحاضر, على الاقل؛ بسبب الخلافات الحادة بين القوى الاسرائيلية
المختلفة؛ كما ان القدرة على القيام بعمل كهذا؛ بشكل منفرد» تبدى غير متوفرة؛ أيضاً. وان كانت ليسث
مستحيلة؛ في الظروف الحالية, خاصة وان تجربة الاجتياح الاسرائيلي للبنان» العام 14/17, لا تزال
مائلة في الأذهان, الأمر الذي يعني تجميد الوضع الراهن؛ بكل ما يعنيه ذلك من عودة الى المناورة,
تجاه الحقيقة الفلسطينية والانتفاضة الباسلة» وتجاه المتغيرات الدولية التي تفرض ضغوطاً هائلة, لا
سبيل الى مقاومتهاء الى ما لا نهاية. وهنا يكمن مزق الليكود.
ولعل هذا المأزق؛ في الواقع» يترافق مع حقيقتين هامتين:
الحقيقة الفلسطينية؛ ممظلة؛ أولاء في استمرار مقاومة الشعب الفلسطينيء وتجِدَّر الانتفاضة
وتصاعدها. وازدياد تأثيرها في مختلف أوجه الحياة الاسرائيلية, وكذلك ازدياد الدعم والمساندة
والتأييد الذي تحظى به على الساحة الدولية؛ وثانياً, في المبادرة الفلسطينية؛ التي حافظت على موقعها
في صلب الاهتمام الدولي» على الرغم من التراجع الظاهري أحياناً؛ من خلال اتساع نطاق التأييد لهاء
وتزايد الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ ورفع درجة التمثيل الفلسطيني لدى أغلبية دول العالم؛ مقابل
تراجع «خطة شامير»؛ وتلاشي امكانات السيطرة على الانتفاضة؛ أو وقفهاء أى انهائهاء من قبل
الاحتلال.
الحقيقة الثانية هي الحقيقة الاسرائيلية» ممثلة باستمرار جنوح المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين
والعنف والتطرف الداعم لليكوبء ولكن الضاغط عليه باتجاه اتخاذ خطوات أكثر تطرفاًء كالضمٌ
والترحيل؛ لتحقيق الطروحات الصهيونية القديمة؛ وذلك على الرفم من تقلّص فرص هذه الاهداف,
بسبب الظروف المحلية, والاقليمية؛ والدولية» وما يرافقها من تغييرات على الساحة الدولية» قد لا تتيح
امكانية تنفيذها دون احداث تغييرات جذرية» تؤدي الى خلق ظروف مؤاتية لتحقيقها.
ان حقيقة مأزق الليكود تقوبنا الى السؤال المباشر التالي: هل يعني كل ذلك قرب سقوط الليكود؟
بغض النظر عن قائمة الاحتمالات التي يمكن وضعها في هذا المجال» فان سقوط الليكود» أى
عدمه؛ من حيث المبدآأء, مرهون بمدى قدرته على انجاز الاهداف المرحلية؛ التي جاء من أجلهاء
وضمنها برامجه السياسية والانتخابية» والتزم بها أمام جمهور ناخبيه, من ناحية؛ ومن ناحية ثانية,
بمدى قدرته على تحقيق الأهداف الاستراتيجية لليمين الصهيوني برمّته؛ وكذلك بمدى قدرته على
تحقيق تسسوية سياسية؛ وفق رؤيته وشروطه الخاصة؛ تجلب السلام والأمن للمجتمع الاسرائيلي»
وانقان الكيان من المأزق الذي يكاد ان يعصف به. وهناء لا بد من التأكيد على نظرة الليكود وغلاة
اليمين الصهيوني عموماً حول مفهومهم الخاص لهذه المسألة؛ والذي يقضي ب «فرض السلام بالقوة»
على المحيط؛ باعتباره هدفاً مرحلياً؛ أومجرد محطة على طريق مواصلة استكمال المشروع الصهيوني.
ان تحقيق هذه الأهدافء أى جزء منهاء وفق منطق الليكود» يفرضء بالضرورة؛ وضع الانتفاضة
كهدف, ينبغي القضاء عليه بالحد الأقصى من القوة. وهذا ما يحاول الليكود تحقيقه, بكل ما يملك من
وسائل القمع؛ والتنكيل؛ والعقوبات الجماعية, وتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني. ولعل هذا ما
يفسر حشد الليكود لكافة الأسلحة القابلة للاستخدام, بما في ذلك المستوطنين في مناطق
العدد ‎,7١/‏ تمون ( يوليى ) ‎116١‏ للْمُون فلسطزية 15
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)