شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 91)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 91)
المحتوى
نزيه الحسن
ان قضايا العقيدة والمصبر تليّم, أكثر ما تلح» على المرء في أخريات حياته ودنوّه من نهاية الاجل؛ من
جهة أخرى.
وعلى قصة سليمان المذكورة في التوراة, كتب ولز انهاء في صورتها هذه؛ قد وضعها كاتب معاصر
لسليمان مفتون به, مما جعله شغوفاً باضافة مبالغات حادّة تجانب الواقع؛ من حيث رخاء المملكة,
وتجميد القائم عليها: «وممًا يشهد بقوة تأثير القول المكتوب وتغلّبه على الحقائق الماثلة في أذهان الناس
ان رواية الكتاب المقدس هذه قد استطاعت ان تحمل العالم المسيحي؛ بل والاسلامي؛ على الاعتقاد
بأن املك سليمان لم يكن أشد الملوك عظمة وابّهة وحسب, بل كان أيضاً من أحكم الرجال؛ فان سفر
الملوك يسهب في الكتابة عن أقصى ما وصل اليه مجده من ابّهة وفخامة. واذا قييست هذه الى جمال
وعجائب المباني والتنظيمات التي قام بها عاهل عظيم كتحوثمس الثالث؛ أي رمسيس الثاني» أى نفر
من الفراعين الآخرين, أو سرجون الثاني, أى سرد انا بالوس» أو نبوخذ نصر العظيم؛ فانها تبدى من
التوافه الهينات.
«كان معبده من الداخل عشرين ذراعا عرضاً أي ما يقرب من خمسة وثلاثين قدماً (وهذا لا يزيد
على عرض فيلا للسكن العادية)؛ وستين ذراعاً أي مئة قدم طولا. وتختلف الأقوال في تقدير الذراع»
وهو على أكبر تقديرء وعلى هذا الاعتبار, يمّسع العرض فيصبع سبعين قدماً ليس غيرء ويصبح الطول ‎٠‏
‏مثتي قدم.
«فاما حكمته ومعرفته بأصول الحكم وتدبير السياسة, فما القارىء بمحتاج الى.ان يجاوز الكتاب
المقدس كي يعرف ان سليمان لم يتجاون, بالنسبة الى ملك حيرام؛ منزلة المعاون له على تحقيق خططه
ومشروعاته الواسعة النطاق. فامًا مملكته» فهي رهينة تتجاذبها مصر وفينيقياء وترجع أهميتها الى
ضعف مصي الموقوت؛ ذلك الضعف الذي أثار طموح الفينيقيين والزمهم باسترضاء القابض على
مفتاح طريق آخر للتجارة الى الشرق. كان سليمان في عين شعبه ملكأ مبدّراً جائراًء وقد أخذت مملكته
تتداعى قبل موته تداعياً ظاهراً, وتتجرًا بدداً(1),. ش
حقيقة مملكة داود وسليمان
امعاناً في معرفة حقيقة مملكة داود؛ ومن بعده سنليمان, هذه المعرفة التي ذكرنا قبلا طرفأ من
أخبار مؤسسيها بشكل مطول نسبياً. عامدين» وذلك لأن هذه الفترة هي التي يركز عليها من يدّعون,
اليوم» بأنهم وريثى أمجادها من الغزاة على أرض فلسطين المحثلة؛ متخذين من قيامها «حقأ تاريخيأً»
2
أقاموا به الدنيا ولم يقعدوها؛ أقول زيادة في معرفة حقيقة هذه المملكة وجدودهاء سنطوف بنقول
تاريخية ونقزا ما كتبه باحثون مرموقوى المكانة العلمية في هذا المجال:
كتبْ المؤرخ الانكليزي جفريز: «لقد حكم داود نحواً من أربعين عام من تاريخ حوالى ‎٠١11‏
‏ق.م.؛ وخلفه سليمان؛ وحكم ما يماثل هذه المدة. وبعد هذين, انهار كل شيء. لا بدّ أنه اقتضى داود
ان يصرف جزءاً لا باس به من النصف الاول من فترة حكمه. لكي يبلغ أوج سلطانه. اما سليمان,
فقد أخذ يبيع» قبل نهاية حكمه؛ أجزاء من مملكته؛ أو يفقدها. فدعنا نسقط عثر سنوات من هذه
الفترة وهذا هو أقلّ ما يمكن لنا ان نسقطه عقلا من مجموع فترتي حكم سليمان وداود. وعندئنٍ يتبقى
سبعون عاماً... ولم يحدث الا في بحر هذه السبعين سنة ان سيطر العجاف على شيء يقرب من ثلثي
البلاد7/,
4 يون فلسطيزية العدد 8١7؛‏ تموز ( يوليى) 195
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17772 (3 views)