شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 103)
- المحتوى
-
مها بسطامي حت
مشدودا الى وراء... وفيما بعدء عندما أخذوني الى التحقيق؛ رأيت الرجل العجوز ثانية. لم يكن مربوطاً. بل جثة
هامدة تحت الشمس مع ثلاثة آخرين, كانواء جميعاً؛ أمواتا في كومة واحدة؛ وقد تشابكت اطرافهم بلا حراك.
وكانت الجثث بدأث تنتفخ من حرارة الشمس» (ص 55-55).
ولم يكن مستغرباً أن تثير هذه الاعمال؛ كلها؛ بما فيها دمغ الأهالي على أذرعهم للتاكد من انهم «مروا»
بعملية التحقيق والتعريف على هوياتهم. صوراً من الماضي القريب في معسكرات الاعتقال النازية. وأثير السؤال
لدى صلاح التعمري: كيف يستطيع شعب قاسى, في الماضيء أهرال المعتقلات النازية ان يمارس المعاملة ذاتها
تجاه شعب آخر أعزل؟ لابدٌ ان هذا السؤال زادت في حدّته حقيقة ان معاناة الشعب اليوودي؛ وغيره؛ من أهوال
النازية» خلال الحرب العالمية الثانية, لا يتحمّل مسؤوليتهاء اطلاقاًء الشعبان: الفلسطيني واللبناني؛ في حين ان
الجيش الاسرائيلي هو المسؤول عن كل ما حصل خلال حرب العام ١19/41 في جنوب لبنان.
في التاسع عشر من حزيران ( يونيى ) 1185, أصبح صلاح التعمري في هداد الأسرى الفلسطينيين؛ بعد
ان بات العثور على مكان للاختباء, أوتجدّب القوات الاسرائيلية أمراً شبه مستحيل. وفور اعثقاله نقل الى «معمل
الصفا للفواكه» خيث كان آلاف الموقوفين يعانون من العذاب أياماً طويلة.
«أنصار للفجر تفني»
احتلت الفترة التي قضاها صلاح التعمري قيد الاعتقال الجانب الأكبر من اهتمام الكاتبة؛ التي تناولت»
بالتفصيل؛ اوضاع المعتقلين, والظروف القاسية التي عاشوهاء والحرص الدائم لدى المسؤولين بينهم؛ على
المحافظة على روح التحدي والانضباط والتعاون والموقف الموحٌد في مواجهة سلطات الاعتقال. فقد كائت المهمة
الاولى التي واجبت صلاح التعمري في معسكر الاعتقال «أنصان, بعد قضاء حوالى ثلاثة شهور في مركز
الاعتقال في الخضيرة؛ وهى احد المراكز التي لا تخضع لرقابة الصليب الاجمر الدولي؛ لأن اسرائيل؛ بكل بساطة,
تنكر وجودهاء جمع المعلومات الاساسية عن بقيّة المعتقلين معه والمباشرة بايجاد هيكل من التنظيم لضبط الامور
اليومية في المعسكر. ولكن» وقبل الانتقال الى التحدث عن معتقل «أنصار», فاجاتنا الكاتبة بحدث غير متوقع,
اتخذ» فيما بعد, هلي صفحات الكتاب وفي حياة الاشخاص ذوي العلاقة, ابعاداً انسانية درامية للفاية. فقد
أجرى محرر الاخبار العربية في اذاعة اسرائيل وأول ملحق صحاف في سفارة اسرائيل في القاهرة العام 151/5
اهارون بارنياع» مقابلة اذاعية مع صلاح التعمري بعد حوالي اربعين يومأ من اعتقاله. وكان ذلك الحدث؛ الذي
تطؤر في الواقع الى جلسة تعارف طويلة بين الاثنين, بداية ص اقة قوية بين العائلتين, تطوّرت عبر لقاءات متعدّدة
داخل الوطن المحتل» وفي القاهرة, وفي لندن*. 1
اما فترة اعتقاله في سجن الخضيرة؛ التي قضاها التعمري في زنزانة انفرادية؛ كان يُعاد اليها بعد نقله الى
«أنصار» كلما كانت هناك حاجة الى «التأديب»؛ أوفرض المزيد من أجواء الارهاب والضغط على نفوس المعتقلين,
فقد نقلت الكاتبة ما يلي على لسانه:
«ان أشد العواصف صخباً لا يحدث في البحار البعيدة, بل في عقل الانسان. تذكرت احدى المسيرات؛ قبل
حوالي هشر سنوات؛ عندما كنت مع بعض الرفاق نجتاز جبال الجنوب اللبناني. كان الهواء شديد البرودة؛ بحيث
كدنا ان نتجمّد. قلت لواحد منهم: ' لماذا نتخيّل, دائماً» أن جهنم هي نار ولهب» تزدحم بكتل من البشر يصرخون
من شدة الحرارة؟ في هذه الليلة بث اعتقد بأن جهنم باردة؛ بدون لهب ولا نيران” . أتذكر ابتساماتهم وطلبهم
ان أكفٌ عن فلسقة ما كنا نعانيه من مشقة. ولكن؛ في هذه الزنزانة» اصبحت أعتقد بأن جهنم لا تزدحم
* تفاصيل هذه اللقاءات؛ وغيرها من الاحداث المرتبطة باعتفال صلاح التعمري؛ تحدث عنها اهرون بارنياع,
بمشاركة زوجته عمالباء في كتابه؛ بالعبرية, الوقوع في الأسر, تل أبيب: عدنيم يديعوت أحجرونوت: 1540 , كما نشرت
ترجمة حرفية له بالانكليزية تحت عنران: 1989 لغ.آ ودع طعتاطن2 تنهطا لم8 ممعه8 بمولجرمرة ,ج21 ممفة
1 شؤون فلسطزية الحدد 5١6 تمون ( يوليي) 155٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 208
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1567 (13 views)