شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 18)
- المحتوى
-
سب ,أسْرّلة» الجغرافيا العربية لفلسطين
لا تبقي الجغرافيا محايدة!؟). وعن معالجة المشكلة الجغرافية, أشار د. هارفي الى انه عند اتخاذ
القرار بالبحث في مشكلة معيّنة, يجب التقيّد بكيفية ابراز المشكلة واختيار حجم الدراسة؛ وكذلك يجب
التقيّد بكيفية اختيار اساليب التحليل!*).
هنالك أهمية كبرى بأن يقوّم الباحث كتاباته بنفسه ويضعها تحت مجهر اللاموضوعية. كذاك
يجب ان يقوّم مدى دوره» وموضع عمله؛ بالنسبة الى تكوين فكرة مسبقة؛ أو فرض أفكاره على
القارىء. فالدراسات الخاصة بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي أفضل مثال» من حيث تعبيرها عن
موقع كاتبها بالنسبة الى قضية الصراع؛ حيث ان ما يمكن ان يسمّى موضوعياً عند طرفء ربما يكون
غير موضوعي عند الطرف الآخرل").
لقد قمنا نحن في تقويم دراساتنا عن بدى الجليل فأشرنا الى احتمال وقوع اللاموضوعية في
تحليانا للاحداث؛ وقلنا ما يلي: «وربّما كان في التصاقه العميق بالشؤون البدوية [أي التصاق
المؤلف]» فكراً وجسداً, ما يقود الى شيء من اللاموضوعية. ولكن هذه اللاموضوعية, على كل حال؛ تجد
ما يعرّض عنها في كشف حقائق معيّنة قد يسقطها الكاتب غير البدوي» أو يتجاهلها عامدأ متعمّدأء
كما هى الحال مع بعض الكتاب الاسرائيليين»7©. ش
وعند تقويمنا للدراسات الجغرافية الاسرائيلية الخاصنة بالجغرافيا البشرية لفلسطين؛ بشكل
عام والجغرافيا العربية لفلسطين؛ بشكل خاص. فاننا نجد أمثلة ناصعة من النظرة اللاموضوعية في
وصف الملامح البشرية والحضارية للبلاد؛ نجمت هذه اللاموضوعية؛ بشكل مباشر, من سيطرة
الاحلام الصهيونية على دماغ الكاتب الاسرائيلي. فهووصف وجلل التغييرات والاحداث في الماضي كما
ارادها ان تكونء خدمة لفكرة بناء وانثساء وطن لليهود في فلسطين. كذلك؛ فهو حلل وأعطى
«مصند اقية» للتخطيطات الاسرائيلية: ونظر الى. الجغرافيا المكانية في الحاضر كما أرادها ان تكون,
وكما رسمها منقّذى القرارات من السياسيين. ش
تعتبر مقالة اس. ووترمان حول الايديولوجيا والاحداث في الملامج البشرية الاسرائيلية مقالة فريدة
ووحيدة؛ كونها كتبت من قبل احد الجغرافيين الاسرائيليين؛ والذي يصف فيها الكتابات الخاصة
بتغيير الملامح والبيئة: كذلك الخاصة بباقي نواحي المجتمع؛ بأنها بئيت على أساطير غير واقعية.
والاسطورة؛ كما هو معروف, عبارة عن تخيّل يسيطر عليه التحيّز والمصلحة الشخصية!".
تكوين جغرافيا اسرائيلية بديلة
تحرّلت الجغرافيا الاسرائيلية الى منهج تدريسي جامعي في سنوات الخمسين, في الجامعة العبرية,
بمبادرة ثلاشة أساتذة يهود حاملي شهادة الدكتوراه من الجامعات الاوروبية (عميران» شطضرء
وكارمون). وقد انعكس الكثير من اهتمامات واتجاهات فكر أولئك الجغرافيين الثلاثة في غالبية البحوث
الاسرائيلية اللاحقة؛ والتي كتب غالبيتها تلاميذهم؛ أو تلاميذ تلاميذهم. فحتى العام 11/45؛ بلغ
عدد حاملي شهادة الدكتوراه في الجغرافيا البشرية؛ في اسرائيل» ٠٠١ شخصاًء ٠١ بالمئة منهم من
. خريجي الجامعات الاسرائيلية؛ للقب الاول والثاني؛ وان "1" جغرافياً منهم يشكّلون 7,, بالمئة من
حملة شهادة الدكتوراه من الجامعات الاسرائيلية؛ ومن بينهم ٠١ (أي من بين ال )١١ من خريجي
الجامعة العبرية(). من هنا يظهر تمركز الفكر والبحث الجغرافي الاسرائيلي في داخل مؤسسة واحدة.
ولهذا التمركز أثر كبير في اختيار مواضيع البحوث وأساليب البحث للدراسات الاسرائيلية,
العدد 5١3 أب ( اغسطس ) 115١ بون فلسطيزية. 17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7116 (5 views)