شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 19)
- المحتوى
-
د.غازي فلاح ححح
وذلك تلاؤماً مع تخصصات الاساتذة, وربما رغباتهم الشخصية.
لعبت دراسات,؛ وتدريس؛ الجغرافيا الاسرائيلية دوراً كبيراً في ديناميكية بناء الدولة اليهودية
الصديثة. لقد أخضعت المواضيع والكتابات الجغرافية لخدمة احتياجات ملحّة داخلية؛ واعطاء
«شرعية» و«مصد اقية» عالمية لهذه الدولة, من خلال ابراز انجازاتها.
لقد كرّس الجغرافيون الاسرائيليون؛ في البداية» جهداً كبيراً لبناء معرفة جغرافيا يهودية مستقلة
لملامح البلاد. وآرادوا لهذه المعرفة ان تكون بديلة مما كُتب حتى الآن في كتب الرحالة والمستشرقين
والكشافين السابقين!'١): حيث تُستفل هذه المعرفة الجغرافية على الصعيدين؛ الداخلي والخارجي,
فجاءت وظيفة الجغرافياء على الصعيد الداخيء لتقريب السكان اليهود, الذين هم؛ بغالبيتهم؛ من
المهاجرين الجدد؛ الى المكان الذي يعيشون فيه؛ وبذلث جهود مكثفة لاقناع أولئك المهاجرين بان
مكانهم الحالي هي «مسقط الرأس». وعن ذلك, ذكر كثاب «مناظر في بلادنا»» دان زدع شعور مسقط
الرأس صعب بشكل خاص في بلادنا؛ فالتقارب للطبيعة والشعور بالانتماء للمكان, لمجموهة مناظر...
لا يمكن ان يكون متطورأ في بلاد. جزء كبير من مواطنيها لم يولدوا فيها»(0.
ان دور الجغرافيا في مجال تقريب المهاجر (القادم الجديد) الى المكان؛ جاء بشكل البحث
والتنقيب عن العناصر التوراتية, والبشرية, اليهودية» وابرازها وحيدة وذات قيمة كبرى في وصف
جغرافيا البلاد. هذا التوججه, بحد ذاته. غير موضوعي, لأنه, سوف يُسقط, متعمّد ا عناصر غير يهودية
أخرى في المكان؛ تلك العناصر قد لا تساهم في تقريب المهاجر الى المكان. هنالك أمثلة عديدة حول
اخضاع الجغرافيا للأهداف الاسرائيلية الداخلية. فمثلاًء ان الهدف من اعداد «أطلس اسرائيل»,
بالاضافة الى اهميته النظرية» حسب ما ذكر, «له أهمية تطبيقية؛ وذلك لأغراض التخطيط والتطوير
المستقبليين, حيث أن مستقبل الدولة ومستقبل مشروع مزج الجاليات متعلق بنجاح هذا
التخطيط»ء!"١). كذلك الأمر بالنسبة الى أهداف كتاب منشه هارئيل ودوف نير «جغرافيا اسرائيل». ففي
هذا الكتاب ذكر المؤلفان ان الهدف من تعليم جغرافيا البلاد هو الربط بين دراسة تاريخ اسرائيل
والتوراة وبين دراسة جغرافيا البلاد المتمكّلة بالمناخ والنبات واقتصاد البلاد(""). رافقت هذا التوجه,
في الدراسات الجغراقية الاسرائيلية؛ عمليات مكثفة من ابتداع وتركيب لغة ومصطلحات جغرافية
اسرائيلية» حيث استبدلت الاسماء العربية على جميع الخرائط؛ وفي جميع الكتب, بأسماء جديدة؛
وفي بعض الاحيان, كان استبد ال هذه الاسماء بشكل تحريف بسيط للفظ, أو الأحرف المكوّئة للاسم
العربي الاصلي.
ان العلاقة بين الفكر واللغة مرتبطة, ارتباطاً وثيقاًء ببلورة اللاموضوعية في البحث الجغرافي
الاسرائيلي. كتب هارفي: «ان أي مجموعة علمية تطور لغة, تستعملها عادة لتبادل الافكار في داخل
هذه المجموعة, حيث ان اللفة تعرّف كجزء من البحوث». ومن هناء فان «الحديث عن الموضوعية هو,
فقط؛ في داخل مفهوم هذه المجموعة العلمية»(؟'). بالاجمال: فان استعمال المصطلحات الاسرائيلية
في بحث الجغرافي الاسرائيلي شكّل الاطار لتبديل هوية جغرافيا فلسطين العربية و«أسرٌ لتها».
وعلى الصعيد الخارجي والعالمي؛ لعبت الجغرافيا الاسرائيلية دوراً هاما في ابراز شخصية
(38صطذ ) الدولة الاسرائيلية الحضارية والمتقدّمة؛ وابراز مهارات ومقدرة سكانها اليهود. ومن هذا
المنطلق» اتجهت البحوث الجغرافية الاسرائيلية الى ابراز العنصر الاستثنائي المميّز في جغرافيتهم
(111626855 ). ان اظهان هذا الحخصي الاستثنائي؛ والمميّن في الجغرافيا الاسرائيلية» جاء
18 لشوُون فلسطزية العدد 5١5 آب ( اغسطس ) 1340 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7116 (5 views)