شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 20)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 20)
- المحتوى
-
سح ١أنسُيٌ لة» الجغرافيا العربية لفلسطين
لدافعين مرتبطين ببعضهما البعض: الاول؛ جذب اهتمام أسرة الجغرافيين العالمية الى الاهتمام
بجغرافيا اسرائيل؛ وبالتالي الاعتراف» ضمناًء بما أنتجه الجغرافي الاسرائيلي» والذي سوف يشكّل
قاعدة لكل من يريد ان يبحث» لاحقاً » في جغرافيا البلاد. لقد استغل الجغرافيون الاسرائيليون»
بصورة منهجية؛ ظواهس جغرافية طبيعية وحضارية متنوّعة؛ تتميّن بها جغرافيا البلاد الطبيعية
والبشرية» وعرضوا هذه الظواهر بغرض اجتذاب اهتمام | أسرة الجغرافيين العالمية. ففي مقدمة الكتاب
الذي عَرْضَ مجموعة أوراق العمل الاسرائيلية في موا تمر الجغرافيين العالمي الثالث والعشرين» في 1
الاتحاد السوفياتيء العام 11171, أشار عميران: بوضوح, الى تلك العناصر المميّزة والشي تع
جغرافيا البلاد المميّزة؛ «بفارق ملحوظ للمناطق الواسعة والابعاد القازية للاتحاد السوفياتي» فان
الالتقاءات المتقاربة للطويوغرافيا المتذؤعة والمتمثلة في غور الاردن» الذي ينخفض في البحر الميت الى
أوطا نقطة في الارض؛ نوعان من المناخ» تاريخ استقرار بشري غني؛ وسكان مغامرون [طلائعيون].
هذا ما يجعل جغرافيا اسرائيل موضوعاً ساحراً, على الرغم من حجم البلاد الصغير أكثر من ثلاثة
آلاف سنة من سجل تاريخيء وأهمية البلاد الروحية؛ وخاصة القدس عاصمتها, ذات الديانات
التوحيدية الثلاث؛ كل هذا يعطي لجغرافيا اسرائيل ابعادأ ومقاييس خاصة مميّزة09).
أمّا الدافع الثاني الى ابراز العنصر الاستثنائي في الجغرافيا الاسرائيلية, فربما يعود الى عوامل
ايديولوجية عقائدية وتربوية تؤشش في نمط التفكير الاسرائيلي. فأسطورة كون اليهود «شعب الله
المختان؛ الذي ينتظر العودة الى «أرض الميعاد», تدفع الباحث الاسرائيلي الى استخلاص نتيجة
. استثنائية مميّزة لحالته الدراسية؛ وتندكس هذه الاسطورة في بحوثه بصورة واضحة:؛ عندما يحاول
اتباع أسلوب المقارنة مع شعوب أخرى» أو بلدان أخرى. فالبحوث الجغرافية التي كتبث حول زراعة
المشاطق الصحراوية؛ وتجفيف المستنقعات: واستغلال الموارب الطبيعية: والمحافظة على المحميات
الطبيعية؛ أى توطين البدء لم تأت لغرض اظهار انجازات الدولة فحسب, بل جاءت لاظهار «العنصر
المميّن لليهود في استغلال قدراتهم, والتي «أخفق غيرهم» في استغلالها. وهنا تجدر الاشارة الى ان
احدى الدعائم المركزية التي ارتكز عليها وعد بلفؤر, منذ العام 1511؛ باقامة «وطن قومي» لليهود في
فلسطين؛ انبق من روح الاسطورة الصهيونية الخاصة بمقدرة اليهود على استغلال ثورة البلاد
بصوية ة أفضل» الامر الذي يعود بالمنفعة على ج جميع السكان . وهكذا » فان البحوث الاسرائيلية التي
نشرت؛ بعد قيام اسرائيل» حول الزراعة في الصحرا.: وحول فكرة الكيبوتس وتنشبط الزراعة؛ جاءت
لتقول للعالم «ان اليهود يستحقون دولة؛ وقد أنجزوا ما وعدوا به». وفي كلام أخر, فقد كتب الجغرافي
الاسرائيي نصوصاً جغراقية حسب ما أراد ان ن تكون الجغرافياء وليس كما هي عليه في الحقيقة. ان
نظرية تحويل الصحراء الى جنّة خضراء هي مجرد اسطورة؛ والعكس هو الصحيح؛ فان ما يستغل,
الييم؛ من أرض زراعية في الثقب هو حوالى مليون وثلاثمثة آلف دونم؛ بينما ما توصلنا اليه من تجميع
معلومات واحصائيات وثائقية حول مجموع الاراضي التي استغلها بدو النقب للزراعة» قبل العام
أكثر من ذلك بكثير. وقد تصل الى ضعف, وضعفي, ما يُستغل اليوم في النقب للزراعة؛ وذلك
حسب المصادر المختلفة. وعليه, فان الاسرائيليين عملياً. لم يحوّلوا أراضي جيدة في النقب الصحراوي
الى أرض زراعية اضافية» بل أهملوا أرضاً واسعة تصلح للزراعة, وبقيت بدون استعمال ذباعي' أي
انها حولت لاستعمالاث أخرى غير زراعية,.
لعبت الجغرافيا التاريخية الاسرائيلية دور الأسد في «أسرلة» جغرافيا فلسطين النشرية ودعم
الاسطورة الصهيونية الخاصة بالاستعمار الصهيوني لفلسطين, قبل العام .١1514/ فحتى
العدد 504 آب ( اغسطس ) 1155١ لمثون فلصطيزية 15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5258 (6 views)