شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 22)
- المحتوى
-
لت «أبسِرٌ لة» الجغرافيا العربية لفلسطين
اسرائيل كدراسات منفردة. ومن هنا يمكننا رسم خطوط عريضة تبرز عند غالبية الجغرافيين
الاسرائيليين؛ وقد الجذنا بعين الاعتبار الحالات الاستثنائية القليلة والتي حاول بها بعض
الجغرافيين الاسرائيليين التعامل مع الجغرافيا العربية لفلسطين من منطلق نظري ومحض علمي.
أمّا المجالات الثلاثة التي تتداخل فيها دراسة الجغرافيا العربية لفلسطين؛ فهي: مجال
الدراسات الاقليمية لفلسطين؛ ومجال الدراسات الخاص بالجانب اليهودي؛ ومجال الدراسات
المنفردة حول مواضيع وظواهر جغرافية عربية.
نلاحظ؛ في المجال الاول؛ ان هنالك سلسلة من الدراسات الاقليمية الخاصة بالمناطق الطبيعية
المختلفة لفلسطين/ ويظهن فيها الاستقرار البشري العربي كأحد العناصر الهامّة التي تكوّن الملامح
الجغرافية للمنطقة . حتى نهاية الستينات: تخصصت غالبية الدراسات الاسرائيلية الجغرافية في هذا
المجال؛ حيث أعطت تفسيرات ووصفاً عقلانيا لنمط الانتشار السكاني وعلاقته بالطوبوغرافياء أى
بالتربة؛ أو بشبكة المواصلات: أو بالبعد أى القرب» من مراكز عمرائية!' '). الهدف من بحث الملامح
الجغرافية العربية؛ في هذا المجال, لم يكن لغرض ابران الهوية العربية؛ والعلاقة الوطيدة للانسان
بالمكان, أى كيف استطاع الانسان العربي؛ بجهده وقوة خياله وبما تسمح له الامكانات آنذاك؛ ان
يخضع عوامل جغرافية طبيعية ليبني له حضارة مادية؛ واستقراراً أبدياً؛ بل ان النظرة الاسرائيلية,
هناء تختلف. فهنالك من رأى في درس الملامع العربية للمنطقة كخطوة لدرس؛ واستنباط؛ الملامح
الثوراتية القديمة للبلا 37),
أمّا غالبية الدراسات الاقليمية الخاصة بالجغرافيا العربية؛ فقد جاءت لتظهر التغييرات المكانية
في الانتشار السكاني في المنطقة؛ وفي استعمالات الارض, مقارنة هذه التغييرات مع فترة لاحقة بعد
قيام اسرائيل. والنتيجة المركزية التي أراد ان يتوصل اليها الباحث الاسرائيلي هي ان الانسان
الفلسطيني لم يفليح في استغلال المواره الطبيعية, وذلك بسبب عدم الاستقرانء أوبسبب عقائد خاصة
بالسكان؛ أي بسبب صراعات بين بعضهم البعض . وغندما جاءت دولة اسرائيل» فان الأمن قد ساد في
المنطقة, والحياة الاقتصادية ازدهرث؛ وارتفع مستوى الحياة. وهنالك أمثلة كثيرة على ذلك. فمثلآً
استخلص آرييه بيتان؛ في دراسته عن الجليل الأسفل؛ ان عدم تطور الزراعة؛ في هذا الجزء من
الجليل؛ يعود الى هجمات القبائل البدوية على هذه المنطقة؛ وان هذه العوامل البشرية أهمٌ من العوامل
الطبيعية المثمثلة بتواجد أرض زراعية صالحة للاستعمال؛ أى تواجد مصادر مياه(1). ولِعلّ كتابات
يهودا كارمون؛ ووصفه لعرب الحولة؛ تفوق يصهيونيتها أية كتابات أخرى في تلك الفترة» حيث يتهم
كارمون عرب الغوارنة بأنهم عارضوا الحكومة البريطانية في جهودها لمكافحة الملاريا في تلك المنطقة»
وذلك لأنه؛ على حدّ ادعاء الكاتب؛ يتعارض مع تقاليدهم! واستخلص الكاتب «عجن» العنصر الحربي
في تغيير الواقع البيئي؛ أي تجفيف المستنقعات في هذه المنطقة, حيث ثرك الامر لليهوب؛ الذين جاعوا
اليها منذ العام 05(151,
ومن الجدير بالذكر ان التفكير, والاهثمام» بتجفيف بحيرة الحولة قد بدأ في نهاية القرن التاسع
عشر. ففي العام 1841, قدمٌ المهندسون الأتراك الى منطقة الحولة. وقد عمّقوا مياه نهر الاردن»
فانخفض مستوى سطع مياه البحيرة بمتر واحد , وهكذا تم استصلاح آلاف الدونمات للزراعة. فعرب
الغوارنة وعرب الحسينية (من أصل مغربي) استضلحوا مناطق شاسيعة في غرب بحيرة الحولة,
مستعملين اساليب ري مكثف. وفي العام :1٠٠١ تأسُّست شركة خاصة لتجفيف بحبرة الحولة
العدن 905 آب ( اغسطس ) 115٠ ون فلسطلية 91 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5275 (6 views)