شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 25)
- المحتوى
-
د. غازي فلاح سلسم
الارض» أو قال ان السلطة تصادر من العرب كما تصادر من السكان اليهوب» وذلك حسب متطلبات
التطوير. فمثلاً برهنًا في دراستنا المنشورة العام 701/47*') على ان من أهداف توطين البدي- حسب
التخطيطات الاسرائيلية هى الاستيلاء على الارض العربية؛ وتحويلها الى استعمالات الاستيطان
اليهودي؛ حيث تتداخل, هناء أهداف الايديولوجيا الصهيونية:؛ المتمثلة في وضع جميع أراضي فلسطين
تحت تصرّف اليهود, رن علينا الجغرافيان سوفير وبارغال بقولهما: «لقد فشل فلاح في ان يذكر انه
توجد في اسرائيل سياسة واحدة تجاه الاراضي الخاصة؛ سواء أكانت بملكية العرب أو اليهود. وحسب
هذه السياسة؛ فانه بالامكان مصادرة الارض للاحتياجات العامة, والتطويرية؛ مقابل أرض بديلة» أى
تعويضات». وأضافا أيضاً, «ان مثل هذه السياسات متبعة في الدول المتطورة»7'). أمّا وظيفة البحث
الجغرافي للقضايا العربية, على الصعيد المحلي؛ فهو أبرز؛ بشكل مباشى نمط الانتشار العربي في
البلاد من وجهة نظره الخاصة؛ وابرز التغييرات المكانية؛ وذلك من منطلق محاولة الضبط واعطاء
المصادقة الاكاديمية للمخططات المستقيلية؛ أو الدفاع عمًا أحرز حتى الآن.
ولى فحصناء مثلً؛ كتابات الجغرافنين الاسرائيليين كارمون واليشع افرات7")؛ وتعريفهما لنمط
الانتشار السكاني العربي في اسرائيل في مراكز تجمّعهم الثلاثة, وهي الجليل» والمثلث, والذقب, فائنا
نرى» بوضوي» كيف أن الرؤيا الاسرائيلية السلبية تجاه العرب تجعل من نمط انتشارهم نقمة عليهم.
فمثلاً. كون تجمّع السكان العرب في الجليل المركزي بشكل قرى متقاربة بينها وكونهم يشكلون أكثرية
سكانية, فان هذا حسب تقويم الجغرافي الاسرائيلي يسيء للدولة؛ ولذاء تعطى «شرعية» لمزيد من
الاستيطان وعزل التقارب أو التحام البناء الاسكاني العربي. هذا وكون القرى العربية في منطقة
المثلث تنتشر بخط طولي على مقربة من حدون «الخط الاخضر»» فان الامر, أيضأً» في غير مصلحة الدولة
لاحتمال التحام العرب مع بعضهم البعض في طرفي الحدود. وهناء أيضاًء تُعطى «مصد اقية» أكاديمية
لممارسات السلطة من «نقل» ( ترانسفير )» وغلق مناطق؛ ومصادرة أرض عربية بجائب الحدود:
للأفراض العسكرية, أو الاستيطانية. آمّا انتشار عربان النقب في مناطق واسعة, بعد نزوح غالبيتهم
بعد نكبة العام :١1514/ فانه؛ أيضاً, حسب مفهوم السلطة والجغرافيا الاسرائيلية: خطر ومضيٌ في
مصلحة الأمن. ولذاء فقد رأت السلطة في تجميعهم في منطقة مخلقة أمرأ لا بد منه.
اجمالا يمكننا القول ان توججه الجغرافي الاسرائيلي العام هو اعطاء «شرعية» للوضع القائم,
وبدون البحث في المسببات لهذا الوضع. ومن هذه النقطة؛ فهو بد! بوصف النمط الجغراق العربي
الذي تبلير. ومدى علاقته بمصلحة الكيان اليهودي ف البلاد.
يمكئنا ان نلخّص ما درس حول المواضيع العربية المنفردة بقولنا ان غالبية الدراسات كانت حول
جغرافيا القرية العربية!'")؛ وان هنالك القليل من الدراسات حول سكان المدن والمدن المختلطة, حيث
اتبعت الجغرافيا الاسرائيلية الاتجاه المورفولوجي؛ وفسّر الجغرافيون الاسرائيليون النمط والشكل
الهندسي للبناء المكوّن للقرية؛ وكذلك اتبع الاتجاه الوظائفي؛ حيث ان محور البحث تمثّل بالتنظيم
الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذين الاتجاهين تمركز محور التحليل حول ابراز العوامل الداخلية
الخاصة بالمجتمع» كعوامل معؤقة للتغيير والتقدّم؛ مقابل ابراز العوامل الخارجية الخاصة بسياسة
السلطة؛ كعوامل مشجّعة ومنشطة للتغيير.
الخلاصة 0
جاءت دراستنا هذه ليس لغرض كشفء وتأكيد, الجغرافيا العربية لفلسطين, بل لكشف حفيقة
5 شين نلسطلية العدد 505 آب ( اغسطس ) +194 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11134 (4 views)